الخالقي: جئت إلى المصحة وأنا أقود سياراتي وغادرتها بعملية جراحية أشكر زملائي وأعضاء المكتب المسير والناخب الوطني على دعمهم المعنوي
لم يكن أشد المتشائمين يعتقد أن مباراة ربع نهائي كأس العرش بين الفتح الرباطي والوداد البيضاوي ستنتهي على هذا النحو، بفاتورة خسائر بشرية في صفوف الفريقين خاصة الفريق البيضاوي، فقد بلغ الصراع درجة عالية من الحدة اعتقدنا معها أننا أمام مباراة حياة أو موت. ومن مضاعفات هذه المواجهة إصابة كثير من اللاعبين إصابات متفاوتة الخطورة، أكثرها وقعا على نفوس الجمهور الودادي والمغربي، الإصابة التي تعرض لها المدافع أيوب الخالقي إثر اصطدام مع زميله لاعب الفتح أسامة غريب، وهي الإصابة التي بدت من أول وهلة غير ذات خطورة، قبل أن تتحول إلى مأساة حقيقية للاعب وللوداد ثم المنتخب الوطني. «المنتخب» زارت أيوب في المصحة، حيث خضع لعملية جراحية على يد طبيب المنتخب الوطني الدكتور عبد الرزاق هيفتي، وضربت عصفورين بحجر واحد عيادة مريض وحوار حول شجون إصابة تحرم أيوب من استحقاقات هامة مع الوداد والمنتخب. - حمدا لله على سلامة العملية الجراحية، ماذا حصل أيوب في اصطدامك مع لاعب الفتح أسامة غريب؟ «لم أكن أعتقد أن الإصابة التي تعرضت لها في مباراة الفتح الرباطي يوم الأربعاء الماضي ستكون خطيرة وتتطلب عملية جراحية، كنت أظن أن مواجهة الفتح وخاصة زملاء الأمس ستكون فرجوية، لكن ما حدث في تلك المواجهة كان غريبا حيث القوة في التدخلات الشيء الذي ترك إصابات متفاوتة في صفوف الفريقين معا، وبطاقة حمراء دون أن يظن أحد أن مباراة عادية بين فريقين اعتادا أن يلتقيا بدون مشاكل، ستسفر عن إصابات وعواقب تتجاوز مباراة مركب مولاي عبد الله». - الإصابة ستبعدك عن محطات هامة كنهائي عصبة الأبطال الإفريقية؟ «أنا أتأسف للإصابة التي جاءت في غير وقتها، من السهل أن تتقبل عطبا في الدوري المغربي قد يغيبك مباراة أو مباراتين، ثم تعود لاستئناف تدريباتك بشكل عادي، لكن أن تحرمك إصابة من المشاركة في نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية، فهذا ما خلق ألما في نفسي، لأنني سأحرم من مجاورة زملائي في مباراة انتظرتها كثيرا لأعزز بها رصيدي من الألقاب، لكن القدر شاء أن أغيب عن نهائي الترجي والخير كما يقال في ما اختاره الله». - من المفارقات الغريبة أن إصابتك جاءت من لاعب ينتمي لفريقك الأصلي الفتح، ما هو تعليقك؟ «الإصابة التي تعرضت لها وإن كانت ضد فريقي الفتح فإنها تبقى مجرد إصابة، لأن اللاعب معرض للأعطاب سواء في مواجهته لفريق كان يحمل قميصه أو قميص فريق آخر، الأقدار شاءت أن أتعرض للإصابة في وقت لم أكن أظن أنني سأتعرض لمثل ما حصل ظننت في بداية الأمر أنها وعكة خفيفة وغادرت الملعب كي لا تزداد مضاعفاتها لكن بعد الكشف تبين أنها أخطر مما توقعت، أتمنى أن أشفى من هذه الإصابة لأعود إلى الميادين الرياضية بحماس وعزيمة، وأساهم مع زملائي في ميل الألقاب». - ما هي طبيعة الإصابة التي تعرضت لها؟ «إصابة كانت عادية كما قلت إثر اصطدام مع اللاعب الفتحي أسامة غريب، غادرت الملعب وأنا أعتقد أن القضية مجرد عطب عادي، سيزول مع المسكنات لكن تبين أنني مصاب بكسر على مستوى كاحل قدمي اليمنى، في اليوم الموالي دخلت غرفة العمليات وها أنا كما ترى ألف قدمي وأرضى بقدري لأن الشفاء من الله». - قال الدكتور هيفتي إن الإصابة ستبعدك عن الميادين لمدة أربعين يوما على الأقل، مدة تبدو طويلة، أليس كذلك؟ «العملية تفرض علي حسب تعليمات الطبيب الذي أشكره بهذه المناسبة، التغيب عن الميادين لمدة شهر ونصف أو شهرين، وهي مدة طويلة بالنسبة لي كلاعب كان يمني النفس بخوض مباريات هامة ومصيرية سواء مع الوداد أو رفقة المنتخب الوطني، لكن كما قلت مشيئة الله فوق كل اعتبار، وأنا سأتبع نصائح الأطباء بشكل دقيق لأنه لأول مرة أتعرض لإصابة من هذا النوع فعلى طول مشواري مع الفتح لم أخضع لأي عملية جراحية.. بصراحة فقد ظننت أن الإصابة في البداية مجرد وعكة وأنها مع مرور الأيام ستزول، وسأكون حاضرا في نهائي كأس عصبة الأبطال الذي أحلم بخوضه كتجربة أولى في حياتي». - هل اتصل بك اللاعب أسامة غريب ليستفسر عن أحوالك؟ «نعم إتصل بي وقدم اعتذاره وقال إن الإصابة غير متعمدة وأنها جاءت نتيجة اصطدام عفوي، لم ألوم اللاعب لأنني لاعب كرة القدم، وأعرف أن حياة أي لاعب معرضة للأعطاب ولمخاطر الملعب، المهم أن أشفى إن شاء الله وأعود إلى الميادين الرياضية في أقرب وقت لأن فريقي الوداد أحوج إلى خدماتي». - في نظرك ما سبب ارتفاع حدة مباراة الفتح والوداد؟ «أنا بدوري أطرح نفس السؤال، المباراة التي أجريت مساء يوم الأربعاء، بدأت بصراعات وقد غادر أكثر من لاعب الملعب وتعرضت لإصابة بليغة نفس الشيء بالنسبة للاعب الفتح أوجار كما تعرض زميلي لمسن للطرد وهذه أمور حصلت في الرباط ضد الفتح ولم تحصل في مباريات أقوى في منافسات كأس عصلة الأبطال الإفريقية». - هناك مخاوف من أن تغيبك الإصابة عن نهائيات كأس إفريقيا للأمم في أول تجربة قارية حقيقية؟ «كما قلت لك فالدكتور هيفتي الذي هو في نفس الوقت طبيب المنتخب الوطني، أكد لي أن الغياب سيصل إلى شعر أو شهر ونصف، وأنا ملزم الآن بتتبع تعليمات الطاقم الطبي، فشفائي إن شاء الله يفرض علي الالتزام بالتعليمات، أما الحضور أو الغياب عن مباراة أو دورة قارية فأمر خارج عن إرادتي وسواء أكنت حاضرا أم لم أحضر فقلبي سيكون مع زملائي». - هل تلقيت زيارات اللاعبين والمسيرين الوداديين؟ «نعم منذ أن دخلت المصحة وأنا أتلقى المكالمات الهاتفية من زملائي في فريق الوداد، ومباشرة بعد العملية الجراحية، زارني هنا في المصحة أعضاء المكتب المسير والرئيس أكرم وتلقيت مكالمة هاتفية من إريك غيريس، وهذه الأمور ترفع معنوياتي وتؤكد مكانتي لدى أسرة الوداد والمنتخب الوطني، وهذه مناسبة لأوجه عبر جريدتكم شكري لكل من سأل عن أحوالي وأعدهم بعودة ميمونة للملاعب». - إصابتك تبدو غريبة، فقد تعرضت لكسر أمام فريقك الأم وجئت إلى المصحة وأنت تقود سيارتك وكأن الألم لا يستحق عملية جراحية، ما تفسيرك لهذه الواقعة؟ «لا يوجد أي تفسير إلا الإعتراف بقدرة الله على فعل ما يشاء، جئت إلى المصحة وأنا أقود سياراتي، كنت أعتقد أنني سأخضع لكشف وسيمنحني الطبيب بضعة أيام للراحة وأعود إلى بيتي، لكنني دخلت على الفور غرفة العمليات وحكمت علي إصابة الإبتعاد عن الميادين لمدة شعر ونصف تقريبا». حاوره: