ما بين بنجلون والشماخ كقناصين للأسود قناع استراتيجي للأفق الإحترافي الكبير·· إذ الشماخ الذي تربى على ثقافة الكرة الفرنسية يسير باتجاه سريع نحو أنجلترا لتثبيث حلمه المستقبلي مع الأرسنال كأولوية لا تقبل الجدال مع قراءات الشماخ للرحيل نحو البطولة الأنجليزية، والشماخ الذي تربى أيضا على الإحتراف الأوروبي، يمني النفس لتحقيق مكاسبه الكبيرة رغم الصراع الدائر مع ناديه بوردو الأكثر جاذبية للإحتفاظ به رغم دخول آخر خط حالي يمثله ليون الفرنسي أيضا في خبر آخر ساعة، كما يمني النفس باستعراض أحلامه في المساحات البريطانية كأفضل مناخ يلائمه في الإندفاع البدني رغم أهليته الفنية الملائمة لذات اللعب الطولي والرجولي بأنجلترا·· وأيا كانت التأويلات الخاصة باستعراض لفيف الأندية الأنجليزية المتوسطة منها والأمامية التي ترغب في جلب القناص المغربي الشماخ، فإن عقل الرجل لا يميل على الإطلاق نحو الإختيار المتواضع مقابل أن يلعب بأنجلترا مع ساندرلاند أو فولهام أو طوطنهام، بقدر ما يميل إلى أقوى الأندية مثل ما يقدمه الأرسنال من ضمانات خاصة لانتداب الشماخ وفق ما يسيل به ركام المعلومات في المواقع والصحف الأنجليزية حول مسلسل انتقال اللاعب إلى ذات النادي·· كما لا يعقل أن يودع الشماخ فريقه البطل من دون أن يختار الأفضل للعب الأدوار الأوروبية في عصبة الأبطال، إذ العقل يقول أن الشماخ كان يريد لقب البطولة الفرنسية كهدف استراتيجي حققه مع بوردو لينال شرف الوداع الأخير لأفضل الأندية الأوروبية، كما كان يخطط الشماخ لأهداف معينة مع بوردو لتكون رافعة مهمة في اختياراته الإحترافية على أعلى مستوى، وهذا هو بيت قصيد تريث الشماخ في عدم إخبار الكل بما يسري حاليا في كواليس حديث أرسين فينغير عن الشماخ بعد رحيل أديبايور إلى مانشستر سيتي، ورحيل هانتلار إلى شتوتغارت، وهو ما يفسر ويفند كل القراءات المطروحة لوضع الشماخ في خانة القبول الأنجليزي بمفاوضات مالية مع بوردو دون التعجيز الأوتوماتيكي مثلما فعله بوردو عام 2005، حين رفع سقف رحيل الشماخ إلى ليون لما فوق 13 مليار·· لذلك فصمود الشماخ بعد قمة النضج يؤكد أن الرجل يفكر جديا اللعب بأنجلترا ولن يقبل أي عرض على الإطلاق إلا من الأرسنال كحق ومصير شرعي· وفي المنحنى الثاني، تظهر قضية عبد السلام بنجلون القادم الجديد إلى أحلام مصر الشقيقة بأول صفقة انتذابية مع نادي القرن الأهلي المصري لثلاثة مواسم، لتسيل لعاب نادي هيبيرنيان السكوتلاندي بكثير من المواجع تفاعل معها غضب مسؤولي النادي من انضمام اللاعب المغربي إلى النادي المصري من دون أية إشارة تفاوضية مؤكدة في ذات السياق، أن انتقال اللاعب لن يتم إلا بحصول الفريق السكوتلاندي على حقه في ضم اللاعب· ورغم هذا المتغير الجديد، هل كان بنجلون محقا في اختياره الحازم للأهلي المصري دون هيبيرنيان السكوتلاندي؟ الجواب في نظري قد يكون ما بين الإيجاب والسلب بين القضيتين، إذ لو عاد إلى هيبرنيان فسيعيش نفس الوضع الدرامي والمعنوي المهتز مع مدربه ميسكو حين وصفه بنجلون بصاحب الفكر التدريبي العقيم، وقد لا يلعب إطلاقا، كما قد يعرقل سيره الإحترافي لو عاد إلى هبيرنيان، ما يشكل في نظري نقطة سلبية بمثل ما يحاك حاليا في كواليس النادي·· أما الأمر الثاني المتعلق بالنادي الأهلي فيميل إلى الشقين معا، فإما أن يفوز باحترام صفقة العمر الكبيرة مع أفضل نادي إفريقي وعربي لتأكيد قوته الهجومية بعد رحيل القناص فلافيو أمادو الأنغولي، وسيجد نفسه قويا مع رجال البناء من أمثال محمد أبو تريكة ومحمد بركات وجيلبيرتو الأنغولي ليتسلم مفاتيح التهديف، كما سيُفعّل دوره كقناص جديد يدخل خانة أقوى نادي مصري بمكاسب جماهيرية كبيرة قد تكون سنده لو قدم الإجادة المطلوبة، وإما أن يفشل في المهمة المطلوبة لو عاش مع الحضارة المصرية، ونسي أنه يلعب مع نادي القرن كحلم استراتيجي يؤمن به أي لاعب عربي ومغربي مثلما يحظى به بنجلون، لذلك فهي رسالة تذكير وتنبيه على أن يرفع بنجلون رأسنا عاليا حين احتضنه وقبله الأهلي كصفقة مغرية، ورسالة تقدير نريدها أن تكون ملازمة لبنجلون ليربح فصول الكرة الإفريقية التي ستساعده حثما مع أسود الأطلس·