جولة الحسم تدق طبول المنافسة الإفريقية نهاية هذا الأسبوع ويدخل الفرسان الثلاثة مرحلة هامة في مشوار دور المجموعتين، بعد أن أسدل الستار على مرحلة الذهاب بمبارياتها الثلاث، والأكيد أنه وقبل انطلاق مرحلة الإياب تدخل الأندية الثلاث دائرة الحسابات، تحصي خسائرها وما جنته من المباريات الثلاث وما ينتظرها في الآتي من الأيام، وأخيرا ما ستتطلبه المرحلة القادمة أو المباريات الثلاث من نقاط لإنعاش آمال التأهل إلى المربع الذهبي. لكن قبل التفكير في مرحلة الإياب بشكل عام وجب التفكير والتركيز على الجولة القادمة لما تكتسيه من أهمية قصوى في خضم المنافسة على التأهل، لأن هذه الجولة تبقى جد هامة وحاسمة لمجموعة من الأندية، منها من تسعى خلالها للإقتراب أكثر لشط التأهل ومنه من تريد إحياء آمالها لأن الخساراة تعني لها توديع المنافسة مبكرا. وهنا لن يختلف إثنان حول الأهمية البالغة للمباراة التي سيجريها الرجاء بالدارالبيضاء أمام إنييمبا النيجيري، فرغم أن الكثيرين يروا أن النسور خرجوا من المنافسة بعد الخسارة الأخيرة أمام نفس الفريق إلا أن الباب ما زال مفتوحا أمام الخضر لإحياء الآمال، لذلك لا أحد يجادل في أن الرجاء مطالب بالفوز في هذه المواجهة إن أراد الحفاظ على بصيص الأمل الذي ما زال يملك، ذلك فالتعادل أو الخسارة هو إعلان نهائي عن إقصاء مخيب من منافسة لطالما جرى وراءها النسر الأخضر لاستعادة توهجه القاري، ولو أننا أصابنا إستياء من ما حققه الرجاء من نتائج خاصة أننا كنا ننتظر الشيء الكثير من هذا الفريق الذي قزَم نفسه في منافسة إفريقية كانت تتطلب منه التزود بأسلحة أكثر قوة، لذلك سيحضر هنا العامل النفسي، حيث نتمنى من لاعبيه أن يتلخصوا من تداعيات النتائج السلبية التي تحصلوا عليها وأن يستعدوا لهذه المباراة بحماس أكثر لأنه سيكون من الخطأ أن يستسلموا الرجاء مبكرا. وعندما نعرج على الوداد سيتأكد لنا أنه يخوض هو الآخر مباراة حاسمة في حملة منافسته القوية على تأشيرة التأهل عندما يتنقل إلى تونس لمنازلة الترجي، هي مباراة هامة وعودته بنتيجة إيجابية ستفتح له الآمال للإقتراب أكثر من المربع الذهبي، والأكيد أن الوداد قد جنى ثمار بدايته القوية رغم أنه أخفق في تجاوز الترجي في المباراة الأخيرة على أرضه ، حيث كان يستحق أكثر من نتيجة التعادل، لكن لا ضير فالوداد ومثلما عودنا على تحقيق نتائج إيجابية خارج الأرض على مقارعة الترجي داخل قلاعهم ولما لا العودة بانتصار، ذلك أن المتتبع لمسار الفريق الأحمر وبالنظر إلى العناصر التي يتوفر عليها فإنه يملك الأسلحة لتحقيق مطلبه، لكن تبقى كيفية التعامل مع المباراة وكذا امتصاص الضغط المنتظر أن يكون حاضرا ومحيطا بهذه المواجهة القوية، وإن كانت لنا كل الثقة أن الفرسان الحمر قادرون على العودة بنتيجة إيجابية. المغرب الفاسي هو الآخر تنتظره مباراة هامة وحاسمة على غرار الوداد، إما أن يقترب أكثر من المربع الذهبي أو أن يحكم على نفسه بالانتظار، لكن ومع هذا التفاؤل الذي ينتابنا فإننا متأكدون من أن مهام المغرب الفاسي لن تكون مفروشة بالورود والرياحين اعتبارا لقيمة الخصم المطالب بالفوز، ولعل الماص يدرك أن عودته بنتيجة إيجابية ستدفع به لوضع القدم الأولى في شط المربع الذهبي، لذلك متأكدون من أن النمور لن يدخروا أي جهد لمقارعة شراسة سان شاين ولن يدعوا الفرصة تمر دون ربح خطوات هامة في حملة التأهل. هي إذن جولة بقيمة كبيرة وبنكهة خاصة تعني الأندية الثلاثة وستحدد مستقبلها في دور المجموعتين، فهي إما سترفع من نسبة الحظوظ وستقرب إلى المربع الذهبي المنشود، أو أنها ستدفع هذه الأندية إلى الإنتظار وسترفع مزيدا من الضغط فيما تبقى من الجولات وهو السيناريو الذي لا نتمناه.