حقيقة أشفق لحال لاعبي البطولة الذين لا يزالون يأخذون حمام الشمس وتبعاته السلبية وتداعياته الخطيرة على الأجساد كما على العقول، وهم يركضون في الملاعب الوطنية في عز القيض وحر الهجير الذي يتلف عقارب الدماغ ويتهدد الجميع بالمينانجيت المدمر، وهم يتركون شواطئ الإستجمام لإلتقاط ما تبقى من نفس أجهز عليه ظلم المسير وبخله وتحامل الجمهور وشططه·· تستحق البطولة الوطنية جائزة عالمية إسمها طول النفس، وتستحق دخول موسوعة غينس للظواهر الفريدة التي ميزتها، فهي البطولة الوحيدة في العالم التي تلعب على إمتداد كل الفصول بما فيها فصل الصيف الذي يحضر على غير مسابقتي >الأورو< وكأس العالم أن يلعبا فيه، وهي البطولة الوحيدة التي تنال أنديتها مستحقاتها بعد أن يجف عرق اللاعبين عملا بعكس المقولة الشهيرة >أعطوا اللاعبين الأجراء أجرهم بعد أن يجف حلقهم وينشف عرقهم<· وأخيرا هي البطولة الوحيدة في العالم التي يجهل متى تبدأ ومتى تنتهي وتعمل بمنطق جبر خاطر هذا على حساب ذاك لأن له أهل في دار العرس وأقصد دار البرمجة· حين قلت نحن والبرازيل "اللي كاينين أو اللي لاعبين" فلأن هذه الحقيقة، إذ أن الدوري البرازيلي انسجاما مع واقع برمجته اللاتينية وجغرافيته شأنه شأن الدوري الأرجنتيني وباقي دوريات القرن الإفريقي هي التي ما زالت تجاري الأحداث ولازالت تلعب باختلاف المقاسات والمؤثرات بطبيعة الحال· وما زلت أصر على أنه إن كان هناك من معطى أثر بالسلب وساهم في الوضع الحالي للمنتخب الوطني والمشاركات الكارثية لنوادينا قاريا كما عربيا، فهو معطى البطولة لأسباب وجيهة أجملها في ضعف هيكلتها، في عدم مطابقتها مع معايير الإحتراف المنشود، في سلكها للعشوائية، في تدبير شأنها الأسبوعي، وفي عدم خضوع أجندتها لعامل التوقيت المضبوط الذي لا يترك لأوجاع الصدف فرصة· لذلك لا أجد معنى لأن ينتظر المغرب التطواني شهر ونصف دون ممارسة ويبقى لاعبوه مجتمعين وليلحقوا بمباراة الجيش ومنها هذا الأسبوع صدامات الكأس بتوالي المباريات المجنونة في عز هذا الحر القاسي، ولا أجد تفسيرا لأن يملي لومير نزواته ويستدعي 5 لاعبين وداديين ويجبر الجميع على انتظار شهر كامل لغاية إنتهاء سيادته من مباراة الكاميرون وبعدها الطوغو لتسدل الستارة على بطولة الغرائب، غير تفسير واحد وهو أن عقلنة التدبير والبرنامج يأتي في ذيل الإهتمامات والقائمة·· ترقبوا معي مشهدا مشوقا يغري بالمتابعة في الأيام القادمة >سيكمل البهية< والمتمثل في صراع الهواة مع الهواة، لأنه في إعتقادي لا وجود لأشباه محترفين ولا محترفين ولا صفوة داخل إطار ممارسة البطولة الوطنية، فالكل هاوي فقط الأهواء تختلف، قلت صراع الهواة سيشكل الكابوس المخيف الذي سينضاف لما تركته لدى السيد أحمد عموري من صبر الإنتخابات الأخيرة و>لشوهة المنتخب< وشبح الشعب المطالب بالحقيقة لأوزال، بإعتبار الأول مهدد بأن يلحق بفولوز في قسم الهواة، والثاني بوصفه صاحب >الحريرة الحامضة< التي جعلت الصغار بقسم الهواة يحسون بحيف مزمن وبظلم كبير ويتطلعون لاسترداد ما يعتبرونه حقا مكتسبا وليس صدقة جارية· لحدود الآن يجهل عدد الصاعدين وعدد النازلين، ويجهل متى ستبدأ البطولة القادمة ومتى تنتهي، ويجهل مصير الراعي الجديد للمنتوج المحلي، وتجهل أشياء كثيرة تجعل بحق مجرد التفكير في تعرية واقع الممارسة الحالي وتشريحه يبعثان على الدوار والألم من شدة هول ما هو مطروح وفراغ محتوي الإطار ككل من بذرات الأمل المؤملة للخروج من جلباب هواية بغيظة، جعلت كلمات الكرة وأوصاف اللعبة تخرج ملحا أجاجا من أفواهنا وتسبب لنا في المزمن من الأوجاع التي ما آن لها أن تنهي· كما كنت أتمنى أن نحاكي البرازيل في إبداعها للعبة كما نحاكيها في العشق ذاته، لا أن نلعب وإياهم البطولة بتساو وتواز بين ساوباولو والجديدة وبين ماراكانا وسانية الرمل، واعذروني إن لمستم هول الفارق·· وأختم كما بدأت بالإشفاق لحال لاعبينا الذين سيمضون صيفهم منهكين، مدمرين بدنيا جراء استنزاف خطير للطاقات وما احتكم عليه جسدهم النحيف من سوائل جمعوها بالريق الناشف نتيجة لنظام التغذية الرديء وأشياء أخرى، بل منهم من سيقضي سحابة صيفه >بجبانو وبولو< على حد قول أحدهم بعد أن أقفل أكثر من مسير هاتفه وبعد أن طارت منحة المردودية لغاية في نفس أصحابها·