لا أريد أن أكذب على شعب الرجاء .. لا الرجاء البيضاوي كان يوما متملصا من تعهداته وإلتزاماته ولا كان المدرب امحمد فاخر من الذين يتسللون ليلا ليتحللوا من عهود قطعوها على أنفسهم.. وإذا ما كان هناك اليوم إنفصال معلن فاجأ أكثر من واحد فلأن الرجاء وفاخر وضعا بغثة أمام إكراهات قوية أقوى من أن تبقيهما في مركب واحد.. جاء امحمد فاخر إلى الرجاء، أو بالأحرى عاد إلى بيت الطفولة والشباب، بيت العمر ملبيا نداء الواجب وملتزما بأحكام مهنية مؤسسة على الطموح الذي يدفع باستمرار نحو الأفضل وتأكد ذلك وفاخر يعطي للرجاء لقبا هو الأغلى.. لا لشيء إلا لأنه اللقب الذي وضع نجمة صفراء على صدر النسور الخضر. وعندما آمن عبد السلام حنات رئيس الرجاء بضرورة أن يبقى فاخر مدربا للرجاء وثم التوافق على كل شروط التمديد فلأن الرهان كان هو تحقيق مطلب عادل ومنطقي لشعب الرجاء والفوز بعصبة الأبطال.. وعندما نقول أن هناك إكراها قويا هو ما جعل الرجاء وفاخر في مفترق الطرق، إلى الحد الذي لا يسمح حاليا بالإلتقاء عند نقطة واحدة، فإن هذا الإكراه يبرز بمثابة حاجز طويل وعال من المستحيل القفز عليه.. امحمد فاخر إنسجاما مع تكوينه وعمق صلته بالرجاء يقدم تفسيره لما حدث.. « من التغليط ترويج ما حدث بمعسكر الرجاء كأسباب للإنفصال فهذا مجرد وجه صغير للعملة وقد كان مقدورا عليه. حقيقة الأمر أنني وجدت نفسي في مفترق الطرق مع مسؤولي الرجاء وأصبح من المستحيل أن أستمر على هذا الحال أو أن أقبل بما يمكن أن يكونوا أكرهوا عليه.. ربما تحت تأثير الأزمة المالية.. لماذا لسبب بسيط هو أنني لا أريد أن أكذب على شعب الرجاء، لا أريد أن يعيش هذا الجمهور الكبير والرائع على الوهم. إنه يريد كأس عصبة الأبطال وأنا أرى اليوم بمطلق الأمانة أننا في وضع لا يسمح أبدا بالمنافسة على هذا اللقب الذي أريده أنا أيضا لأزين به خزانتي من الألقاب.. أول الأشياء طالبت بمعسكر خارجي بأوروبا، بينما كان المكتب المسير قد حسم الموضوع بأن يقام هذا المعسكر بأكادير، أنا لم أقترح حتى لا أقول لم أفرض معسكرا خارجا بأوروبا من أجل الفسحة أو إهدارا للمال ولكن لأنه أفضل خيار لنا لنحضر مباريات العصبة في أجواء إحترافية تصوروا أننا في أكادير أكرهنا على لعب مباراة ودية أمام فريق من الهواة جمع لاعبيه من الشاطئ كان المعسكر الخارجي سيعطينا الفرصة لكي نواجه أندية أوروبية شرعت فعلا في تداريبها وتكون لنا محكات تجريبية قوية.. الشيء الثاني هو أنني إشترطت لاستمراري مع الرجاء وهذا أمر مشروط أيضا بالمنافسة على لقب العصبة الإفريقية، أن يتم دعم الفريق بخاصة في مواقع كنت قد أكدت على أنها تشكو من الخصاص، هناك لاعبون رحلوا وآخرون مصابون أو هم خارج الفورمة أو موقوفون، فهل يريدونني أن أواجه القطن الكامروني بفريق مشكل من المعطوبين أعتقد أننا عندما نصوغ عقود إرتباط على أساسات إحترافية نقدم إلتزاما ضمنيا بأن تكون مهنيين وأمناء على أحلام الجماهير وأصحاب رسالة، لذلك وجدت أن من الأفضل لي أن أنسحب عوض أن أكذب على جمهور الرجاء. كان بالإمكان أن أقبل بما أتقاضاه بموجب العقد وأترك المسؤولين يتصرفون وفق ما تمليه عليهم ظروفهم، وأنا هنا لا أعترض عل توحهاتهم، إلا أنني أرفض ذلك جملة وتفصيلا أنا رجل مبدأ ومدرب محترف ومحترم لكلمته.. ولا أريد أن أغلط شعب الرجاء. إذا كان مكتب الرجاء يريد التقشف والإعتماد على لاعبيه الشباب ولو إقتضى ذلك التضحية بعصبة الأبطال الإفريقية، فإنني مع إحترامي الكامل لهذا الإختيار أرفضه، لطالما أن جمهور الرجاء يرى في وجود فاخر على رأس الفريق سببا قويا للمنافسة على اللقب الإفريقي..». تلك كانت هي دفوعات امحمد فاخر التي تبرر قرار النزول كرها من قطار الرجاء وقد تناقش من حيث الشكل ولكنها من حيث المضمون تقول بوجود حس إحترافي ونزاهة فكرية وتقدير كبير لثقل الأمانة.