ناااعَم مباشرة بعد نهاية الخطاب الملكي الأخير، خرجت الجماهير الكروية إلى الشوارع للإحتفال بمشروع الدستور، فأعادت إلى الأذهان أعراس السبت الخالد عقب الإنتصار المغربي على الجزائر. طبعا ليس كل من خرج يحمل راية فهو مشجع لكرة القدم، إذ أظهرت الفيديوهات المتناثرة على اليوتوب تنوع الشرائح الإجتماعية التي إحتفلت بالدستور الجديد، ها العيالات ها الدراري الصغار، ها الشِياب ها الشابات، ها القاريين ها المشدودين سابقا... إلا أن بصمة جماهير الكرة كانت واضحة على أغلب هذه المسيرات. صحيح أن الملوحين بالأعلام الوطنية والحاملين لصور الملك لا يحملون أي رمز رياضي يدل على عشقهم للكرة، إلا أن بنادم ديال التيران باين من وجهو، وهؤلاء المشجعين بالتأكيد هم من منحوا لهذه المسيرات حماسها المتدفق، وأهازيجها المتواصلة كي تبقى مستمرة لزمن طويل. حيت كون جاو يعوْلوا على اللي ما عندهمش مع الكورة كون ما فاتوش ربع ساعة ودخلوا لديورهم. فأغلب المواطنين العاديين في مثل هذه المناسبات كيكونوا حافظين غير النشيد الوطني، يعيدون ترديده مرارا، متطلعين بشوق إلى خاتمته حيت كتعجبهم ديك «بشعار: الله الوطن، الملك». على هاد الحساب، بحال والو المسيرات ديال كازا يطلعوا بشي تيفو شي نهار. هْنا فين يبان التأثير الإيجابي ديال التيران، ماشي بحال داك الشي اللي تْقال في آسفي. آش قالوا؟ قالوا: «الشعب يريد: الزطلة والفنيد». كان مؤلما منظر بعض المسيرات المؤيدة للدستور التي تناقلتها المواقع الإلكترونية، فقد ظهر مجموعة من الشباب يركبون هوندات ويحملون الأعلام الوطنية وصور محمد السادس وهم يهتفون: «الشعب يريد: الزطلة والفنيد». وهو الشعار الذي انطلق أول مرة من مركب محمد الخامس في إحدى الأمسيات الكروية من طرف بعض المحسوبين على فريق العاصمة الاقتصادية قبل أن يحوله العاقلون إلى «الشعب يريد الشامبيونز ليغ». فشعار «الزطلة والفنيد» تردد لأول مرة من باب المزاح تقليدا للشعار الثوري الشهير: «الشعب يريد إسقاط النظام»، فانتقل سريعا إلى أغلب المدرجات بمختلف مناطق المملكة، وظل الأمر لا يثير كثير اهتمام، إلا أن ظهوره في مسيرات مؤيدة للدستور يجعل الأمر غير مقبول بالمرة، وأمر مرفوض تماما، لأنه يسيء إلينا كشعب واع متحضر ومسؤول، مما يستدعي ضرورة تأطير مسيرات التأييد حتى لا يسيء المؤيدون دون وعي منهم للأعلام التي يحملونها وللصور التي يرفعونها. خلينا دابا من المواطنين، قول ليا آش خبار المسؤولين في الرياضة؟ والله ما فهمت فيهم شي حاجة. بانوا ليا فرحانين بزاف بالدستور الجديد. معلوم يفرحوا، ماشي الدستور الجديد راه دوا على الرياضة؟ إيه، ولكن ياك الدستور الجديد جا ضد مصالح المسؤولين الفاسدين، علاش ما بان حتى شي مسؤول مقلق؟ نافذة بحال والو المسيرات ديال كازا يطلعوا بشي تيفو شي نهار