لم أنته بعد.. كان مفروضا أن أرد على المشككين بطريقتي كنت واثقا من التسجيل ولم أتعمد الإنذار الفوز على الجزائر لن ينسينا ما ينتظرنا ببانغي لم أفشل بأرسنال والموسم المقبل سيحمل بصمتي
في الوقت الذي راهن الكثيرون على تشييعه والجزم بنهاية تجربته رفقة الأسود، سيخرج هداف الفريق الوطني في الوقت المناسب ليختار المباراة المناسبة للرد بطريقته كما قال. مهاجم بمقاسات خارقة جعلته حديث الصيف الماضي وصفقته صنفت الأفضل إفريقيا وعربيا حينها، حين ترك بوردو الذي صنع قلادة لقبيه بأهدافه 13 وبتمريرات الحسم الشهيرة. الشماخ تذكر عاداته بمراكش أمام الثعالب الذين لدغهم ذات يوم بتونس بملعب الطيب المهيري وأوجد حينها للأسود مكانا بمربع الكبار الذهبي. هدف حرره من كل الضغوط التي عاشها سابقا وكافأ معها اختيارات غيرتس التي قال البعض أنها غير موفقة حين حفظ له الرسمية على حساب العرابي. هنا يعيد مروان تركيب تفاصيل الليلة الأنطولوجية ويقدم قراءته لتجربته بعاصمة الضباب والرد على كل الدفوعات..
المنتخب: فوز كبير بالأداء والنتيجة وتوفق ربما كان خارج التوقعات، هل انتظرت سيناريو بمثل المشهد الذي عايناه؟ مروان الشماخ: لا يمكن لأي كان أن يقول أنه كان ينتظر سيناريو وفق الصورة التي انتهت بها المباراة، صحيح أنه قبل كل لقاء يضع كل واحد سواء المدرب، الجمهور واللاعبين قراءة لما يمكن أن تأتي به الأحداث، لكن بالشكل والحماس والحضور. سأكون كاذبا ومبالغا إن قلت أنه كنت أنتظر رباعية ولو أني كنت واثقا من الفوز. المنتخب: تقول أنك كنت على ثقة من تحقيق الإنتصار، على ماذا أسست اقتناعك؟ مروان الشماخ: لقد كان هناك شبه يقين على أنه ضاعت منا مباراة الذهاب بسذاجة وخاصة بتحامل الحكم الذي كان قاسيا في حقنا ونرفز اللاعبين بقراراته. أدينا ثمنها غاليا. كما أنه كنا على يقين بأننا الأفضل من كل النواحي وهذا ليس تنقيصا من قيمة المنتخب الجزائري، لكنها الحقيقة التي كنا نؤمن بها. والأهم من كل هذا هو ما عايناه من حماس عند الجمهور المغربي سواء الذي حضر للملعب أو الذي كان في بيته.. كنا مطالبين بالرد والثأر لخسارة عنابة. المنتخب: سجلت مرة أخرى في مرمى المنتخب الجزائري بعد 2004، هل توقعت أن يكون الحظ حليفك خاصة وأنك مررت من ظروف صعبة للغاية؟ مروان الشماخ: هنا سأكون واقعيا وصريحا معك لقد تملكني إحساس غريب بأني سأسجل ليلتها، لقد أيقنت على أني سأكون في أتم الجاهزية منذ تيقني من أني سأكون رسميا في الملعب.. حين يضع مدرب ما ثقته فيك وأنت تجتاز ربما الظروف الأصعب في مسيرتك، فهذا يرفع الثقل ويجعله بتعبئة مضاعفة لتقديم كل ما تملك وهو ما حصل معي. المنتخب: ما الفارق على مستوى الشعور بين هدفي صفاقسومراكش؟ مروان الشماخ: لاعب الكرة حين تطأ قدماه أرضية الملعب ومهما كان رصيده من الممارسة ومهما كان نجما، فإنه في مثل هذه المواعيد يتملكه شعور أنه ربما يلعب للمرة الأولى.. إنها مباراة منتخب وطني وكلنا نعرف حجم المتابعة والتعلق بالفريق، فما بالك إذا كان المنافس هو جار واللقاء هو لقاء ديربي.. لذلك كان الشعور هو نفسه، أحسست أني أسدد جزء من الدين العالق بذمتي وأني كافأت الحضور القياسي وخاصة حجم الدعم الذي قابلني به. كنت مدركا أنه هدف خاص جدا في ليلة إستثنائية. المنتخب: من فرط الفرحة تعمدت نزع القميص، ألم تكن تعلم أنك معرض للإيقاف ببانغي؟ مروان الشماخ: لا، أمام تلك المؤثرات فإنك تسبح في عالم ثاني، كنت طائرا في السماء ولم أتذكر لا بطاقة ولا غيرها فرحتي كانت عفوية ولست من النوع الذي يفتش بين ثنايا الجزئيات لأجل مصلحته. لذلك ليس صحيحا تعمدي الحصول على البطاقة فذلك غير وارد ولا يقبله العقل. المنتخب: شعرت وكأنك ترد الإعتبار لنفسك ولغيرتس بعد أن تردد أنك ستكون خارج التشكيل لصالح العرابي هذه المرة؟ مروان الشماخ: إني أتفاجأ لمن يضع هذه التصاميم والرسوم من وحي خياله، لأنه إن كان هناك من شخص مسؤول عن اختياراته فهو المدرب، صدقني لم أكن لأنزعج او انفعل إن كان قد طلب مني البقاء معه في كرسي الإحتياط، لكنه مقابل هذا لا أنفي أني كنت برغبة جامحة بل ومجنونة من أجل اللعب ومن أجل الظهور للتأكيد على أني لم أنته بعد، كما قال البعض، وهذه سخافة أن تصدر أحكام القيمة بناء على غياب لفترة ما. المنتخب: حين قلت لك مكافأة غيرتس فلأنه تنقل للندن للبقاء قريبا منك قبيل المباراة؟ مروان الشماخ: أشكره على الدعم الكبير الذي خصني به، لقد كان في كل مرة يتكلم معي يبرز لي إيمانه بقدراتي على العودة أقوى مما كنت، لقد كان بفرنسا ويعرف جيدا حدود إمكاناتي ولا يمكن لفترة غياب مرتبطة بالإرهاق أو حسابات المدرب أن تغير قناعاته تجاهي.. هذا ما حصل ولم أخيب ظنه في نهاية المطاف. المنتخب: قد نعود لتفصيل أسباب غيابك عن الأرسنال طيلة الفترة الأخيرة من الموسم الكروي، قدم لنا قراءة بخصوص الأسباب؟ مروان الشماخ: حين حئت لأرسنال كنت محملا بزاد بدني وإعداد يرتبط بخصوصيات البطولة الفرنسية وكنت موقنا أنه سيكون هناك متغير على مستوى الأحداث في أي فترة من فترات الموسم والعرف يقول بهذا في البطولات الأوروبية، كما أن التحاقي بالفريق تزامن مع إصابة بعض العناصر التي سبقتني للندن وتملك من الخبرة الشيء الكثير أمثال فان بيرسي وبيندثنر وحتى أرشافين.. حين تقبل باللعب في فريق بكل هؤلاء النجوم، فما عليك سوى أن تقبل بأصول اللعبة كاملة وما حدث هو أن تقاليد البطولة الإنجليزية كانت تتطلب نفسا مغايرا وربما حتى فترة فراغ وهو ما حصل، رغم أنه في لحظة من اللحظات عبرت عن جاهزيتي ولم يتم إقحامي. المنتخب: تقصد اختيارات أرسين فينغر، أحسسناه مبالغا في بعض الفترات في تكييف غيابك؟ مروان الشماخ: قلت لك أني لست من النوع الذي يتدخل في قراءات مدرب ما لتدبيره التقني، ومع ذلك أقول لك ربما كنت محبطا لأني لم ألعب أمام برشلونة مثلا كنت مفعما بالحماس والثقة في النفس ولأن الشهية تأتي مع الأكل ربما كنت حينها بحاجة لمباراة أو مبارتين لإستعادة مستواي. المنتخب: سمعنا عن عروض مرة تحملك خارج إنجلترا لمارسيليا تحديدا وأخرى تبقيك هناك رفقة ساندرلاند وغيرها من الفرق، ما صحة التقارير؟ مروان الشماخ: بدوري كنت أطالع هذه المستجدات ولم أكن أتفاعل معها لأني حين وقعت لأرسنال فليس على أساس المرور الخفيف وإنما لأترك بصمة هناك، هذا لا يأتي بين سنة وأخرى المسألة صعبة وتتطلب بعض الصبر. هي شائعات أو ربما تقارير صحيحة ،لكنها لم تصلني رسميا والرسمي الذي أعرفه هو أني لاعب أرسنال الذي يلح على ترك بصمته بالفريق. المنتخب: إصرار جيد يبرز تحديا محمودا، هل أنت جاهز لربحه خاصة بعد ذهاب بيندثنر وتقلص هامش المنافسة؟ مروان الشماخ: سواء بقي أو رحل الأمر لا يقلقني، فكما قلت لك ما دمت قررت ركوب التحدي فأنا على استعداد لقبول فاتورته، حين كنت ببوردو كان غوركوف وكافيناغي وكنا نتكلم نفس اللغة بعد جهد وتواصل كبيرين، اليوم المسألة تقول بأنه ينبغي التقيد ببعض الوقت لنبلغ ما بلغته رفقة الفريق الذي تكونت فيه، لذلك لا يساورني شك على أن الفترة القادمة ستشهد بصمتي وستعرف حضوري بشكل متميز إن شاء الله. فقط ينبغي أن لا نسبق الأحداث بتقييمات غير منطقية. المنتخب: يدور حديث عن ذهاب فابريغاس للبارصا، ألا تخشى أن تكون قد راهنت على فريق بأحلام متوسطة؟ مروان الشماخ: هي نفس الصورة التي تكررت معي ومعه الموسم المنصرم، إنه مرتاح داخل الفريق ويحظى بتقدير كبير. مسألة الأحلام والطموح أظن أنها موجودة وحين اخترت الفريق فبعد مفاضلة بينه وبين عدد من العروض كي أؤكد لك على أني لم أكن أرغب في الأدوار الهامشية. المنتخب: نعود للفريق الوطني، كيف يمكن استثمار الفوز المحقق أمام الجزائر؟ مروان الشماخ: أظن أنه فرحنا بما يكفي وتفاعلنا مع النتيجة بالشكل الذي تستحقه، وإلى الآن حرصنا كبير على عدم التفريط في مؤشر الثقة الذي أصبح مرتفعا بعد لقاء مراكش. تنتظرنا مباراة صعبة للغاية والأهم من كل هذا أنها مؤثرة أمام منتخب إفريقيا الوسطى وعلينا أن نذهب لبانغي بعقلية الفريق المنتصر لحسم مسألة التأهل لكأس إفريقيا ومبكرا. المنتخب: هل تعتقد أنه كان فوزا كامل الأوصاف، ألم يخف عيوبا وجب تصحيحها؟ مروان الشماخ: لا يوجد فريق أو منتخب كرة كامل الأوصاف وإلا لألغينا بقية المنافسين، لكن بالمقابل هناك عدد من الأشياء الإيجابية التي أنجزت وتم تحقيقها، من يعود لقراءة مشوار الفريق الوطني قبل نحو سنتين من الآن سيتأكد على أن هناك دما جديدا ونفسا صحيا من شأنه أن يعيد شعلة 2004 خاصة وأن هناك عناصر تسعى لترك بصمتها قبل تعليق حذاء الدولية. المنتخب: ربما أنت واحد منهم، كيف تنظر للجيل الحالي القادم لتعزيز الفريق الوطني؟ مروان الشماخ: هي عناصر ربحها الفريق الوطني وعناصر موهوبة والأكثر أهمية أنها فضلت ألوان الأسود على غيرها، ليس سهلا أن تتربى تربية مختلفة ومع ذلك تحافظ على قيم الوطنية.. وهذا أظنه يزيد من صفة التنويه بها. السعيدي وبنعطية وبلهندة وكوثري.. وغيرهم لاعبون بإمكانهم اللعب ل 10 سنوات قادمة ولربما أكثر وهم إضافة كبيرة ومسألة تبعث على الإرتياح. مع الجيل القديم سيكون هناك كوكتيل سيعود بالفائدة على الفريق الوطني. المنتخب: متى تحقق رفقة حجي وخرجة وحتى القادوري حلم بلوغ المونديال؟ مروان الشماخ: قلت لك أن الحافز هو أن نترك شيئا يذكرنا به الجمهور المغربي، أظن أنها فرصتنا الأخيرة للعب على بطاقة العبور للبرازيل ومتأكد من أنه كنا نستحق التأهل لمونديال 2006 وخاننا الحظ وأشياء أخرى، الآن نملك مجموعة متجانسة وفريق شاب ومنسجم لكن الأهم هو ان نطوي صفحة التأهل لمونديال إفريقيا وبعدها نناقش أمورنا بالشكل الهادئ. المنتخب: مروان، في كلمة مفتوحة، ما هي العلامة التي تعطيها للجمهور المغربي ليلة القبض على المنتخب الجزائري من نسبة في الفوز؟ مروان الشماخ: مئة بالمئة، حين ولجنا أرضية الميدان من أجل الإستئناس بحرارة الملعب وأجوائه تيقنا انه لا يمكن أن نترك هذا الجمهور المتحمس والذي يفيض حبا بمنتخب بلاده يخرج خاوي الوفاض أو محبطا، في لحظات من المباراة وخاصة بدايتها لم نكن بشكل جيد وهو ما دفعنا لتقديم الأفضل. إنه جزء لا يتجزأ من معادلة نجاح الفريق الوطني وهو صاحب فضل كبير في الإنتصار التاريخي بما رسمه من لوحات ستظل منقوشة بالذاكرة زمنا طويلا ولن تنسى. حاوره: