ربْعَة جْوانْ ربما كان وزير الشباب والرياضة يمزح حين أعلن عن ميلاد حركة 4 يونيو عقب الإنتصار الكبير للمنتخب المغربي على شقيقه وجاره منتخب الجزائر، وربما كان يريد بشكل ودي أن يقول لنشطاء حركة عشرين فبراير التي تشكل رأس الحربة في الحراك الشعبي المغربي: «إذا كنتم تعتقدون حقا أنكم تمثلون الشعب ببضعة آلاف من الشباب ينزلون إلى الشوارع ليرفعوا الرايات السوداء، فها هو الشعب يزحف بالملايين بشبابه وأطفاله ونسائه وشيوخه في كل شارع وفي كل قُنت ليرفعوا الرايات الحمراء بعيدا عن حركتكم».. مهما يكن، فما بدا في البداية مجرد مزحة من وزير تحول في النهاية إلى حركة جادّة على الإنترنيت، وأعطت لانتصار في مباراة لكرة القدم امتدادات سياسية وإيديولوجية تنذر بأن يتحول أنصار الحركة مستقبلا إلى كتائب تتصدى لأي خروج محتمل لأنصار عشرين فبراير في الشوارع. من البيان ديال حركة 4 يونيو في الفيسبوك كتبان ضد حركة 20 فبراير، ويقدروا شي نهار يتصاطحوا بجوج في الزنقة. ما يمكنش، حيت هوما بجوج كيمثلوا الشعب المغربي، غير الناس ديال فبراير كيمثلوا اللي كاعيين، وديال يونيو كيمثلوا اللي ناشطين. وعلى حساب المسيرات ديال 4 يونيو كيبانوا اللي ناشطين عندنا في المغرب أكثر من دوك اللي كاعيين؟ ما تحكمش دغيا، كون تأسسات حركة 4 يونيو قبل من الماتش ديال الجزائر كنتِ غادي تلقى غير الوزير بوحدو اللي خارج للزنقة. لو كان تاريخ ربعة يونيو فعلا يمثل حدثا كبيرا في تاريخ البلاد، لكان من الأفضل أن يحوله وزير الشباب والرياضة إلى يوم وطني لتخليد ذكرى الإنتصار العظيم، أو حوّله إلى عيد قومي يحتفل به المغاربة كل سنة حتى يتسنى للأجيال القادمة الوقوف على ما حققه أبطال كبار في التاريخ المغربي أمثال القائد حسين بن خرجة والشيخ أسامة بن السعيدي والزعيم مروان بن الشماخ والعلامة يوسف بن حجي وغيرهم، أما أن يكون التاريخ منطلقا لتأسيس حركة لها أنصارها وبيانها وأصواتها السياسية، فإن الأمر قد لا ينجح على المدى المتوسط إذا خرجت الحركة عن بعدها الرياضي الخالص. فقد بدا مثيرا أن يكون أحد الشباب الموظفين عنصرا فاعلا في حركة 20 فبراير يطالب بتغيير الوضع في حين أن أخاه الأصغر اللي ما خدّام ما ردّام من أشد المتحمسين لحركة 4 يونيو التي تدعو الشباب إلى الإحتفال على شاكلة نداء القذافي الشهير: غنّوا وارقصوا.. فحركة «ربعة جْوان» تأسست في لحظة نشوة وسعادة، عقب انتصار كبير للمغاربة على الجزائريين، وهي لهذا السبب تعتبر حركة متفائلة وسعيدة وناشطة مزيان، ما سوقهاش لا في تعديل الدستور ولا في إسقاط الفساد ولا المطالبة بالحق في الشغل أو السكن أو... المهم، نربحوا في الكورة وبس، لكن حتى وإن ابتعدت الحركة عن مطالب 20 فبراير فذات يوم سيلتقيان، لأن الاستمرار في حشد همم الجماهير الرياضية وتحقيق الإنتصارات يقتضي تنظيف المحيط الكروي من الفاسدين، ولا يبدو أن الإستمرار في الإحتفال بالنصر ممكن في ظل وجود فساد رياضي واضح بالعلالي. شوف، مطالب الناس ديال 20 فبراير ما واضحاش، ولكن ديال ربعة جوان باينة، قال ليك هوما باغين غير البيوت. البيوت فين يسكنوا الناس مساكن؟ لا، البيوت يعني الأهداف، ما سمعتيهمش كيغوتوا: «الشعب يريد ثلاثة لزيرو»؟ إيوا غير خليهم، نهار نخسروا الله يستر مع إفريقيا الوسطى عاد نشوفوا بوربعة من بوعشرين.