مسخوووط في اللحظات التي إختنقت فيه الشوارع في بلادنا شبرا شبرا بالمواطنين إحتفالا بانتصار الأسود على الثعالب، كانت الشوارع في الشقيقة الجزائر تعيش هدوءا غريبا، ما كاين حتى واحد كيدور في الزنقة، كلشي داخل ساد عليه الباب وطافي الضواو.. فالجزائريون الذين كادوا أن ينطحوا السماء ممتلئين بالثقة في منتخبهم قبل المباراة تلقوا صفعة مزلزلة في مراكش أعادتهم مجددا إلى الأرض، والمغاربة الذين عاشوا القلق والخوف من كارثة محتملة إنطلقوا فرحين في الشوارع رافعين رؤوسهم كبرياء بعد الإنتصار الكبير بربعة لزيرو. هي الجزائرين دخلوا لديورهم نعسوا بكري من بعد الماتش؟ فين غادي يجيهم النعاس؟ ما سمعتيش الأغنية اللي باقين كيتصنتوا ليها دابا؟ آشمن أغنية؟ الأغنية ديال: «واااا السعيدي، أنت إيلا جاك النعاس، أنا ما جاني». فرض أسامة السعيدي نفسه كرمز قوي لجيل جديد للكرة المغربية.. بدا في لحظات كثيرة لاعبا متكاملا أخلاقا وفنيات وإرادة قوية ختمها بهدف يشبه رنة هاتف جميلة لا تمل من سماعها مرارا.. كان السعيدي مطالبا بأن يثبت بأن ما فعله تاعرابت كان تصرفا غير مقبول، ولقد أثبت ذلك.. ظهوره الرائع ودوره في هذا الإنتصار الكبير زاد من غضبنا على تاعرابت المغرور، وأنقذ المدرب غيرتس من الحساب العسير، لذا خرج المغاربة جميعا يهتفون بإسمه وبإسم الأسود الأخرى التي زأرت كما لم تفعل ذلك منذ زمن بعيد، حتى أن أحد الشيوخ وهو يتابع الأطفال العراة والشباب الراقصين الملوحين بالأعلام الوطنية في الشوارع بكى بحرقة، ومسح صلعته ثم قال متأثرا: «لقد هرمنا، هرمنا، صلعنا ورْكب فينا السكّر من أجل هذه اللحظة التاريخية».. وحتى المتشائمين الذين تأثروا بكلام الصحفيين الخارجين عن النص خرجوا يتابعون من بعيد احتفالات المواطنين ولا يعرفون ماذا يفعلون بالضبط.. أحد المعجبين قال للثاني دون أن يبتسما: أنظر يا زميلي، الإنتصار بأربع إصابات لصفر لا يعني أن غيرتس مدرب كبير، ولا ينبغي أن يُنسينا أننا لا نملك سياسة كروية في البلاد. والله إيلا هاد الشي حشوما وعار، هاداك بأي صفة بدا كيبوس الراس ديال غيرتس؟ خاصنا نفتحوا تحقيق في هاد البوسان.. واش شفتيه؟ نعم زميلي العزيز.. لقد رأيته يبوسه مرة ومرتين وثلاث مرات، وهل رأيت المشجعين اللذين دخلا إلى الملعب بدون ملابس وكأن الأول طرزان والثاني ماوكلي؟ والله إيلا عاودتاني حشوما وعار، هاداك غيرتس خاصنا نفتحوا معاه تحقيق، بأي صفة كيدور في هاداك الدري اللي يدخل، واش كنعطيوه 300 مليون في الشهر باش يخلع لينا ولادنا؟ لن يستطيع النصر الكبير على المنتخب الجزائري أن يعيد الضوء إلى حديث المتشائمين الذين توقعوا هزيمة مذلة للأسود، ولن تستطيع النتيجة العريضة أن تعيدهم إلى دائرة التفاؤل قليلا، فما حدث في مراكش زين، لكن حتى زين ما خطاتو لولا، وهذه اللولا تمثلت بالأساس في دخول مشجعين بطريقة مستفزة للغاية، دفعت بغيرتس إلى الصراخ في وجه أحدهم بفرنسية مفهومة: «واش أنت مسطي؟ مالك مْدَوَّبْها؟» فلم تدخل إلى دماغ الرجل أن يقتحم مشجع الملعب ويوقف المباراة في اللحظة التي ينتشي فيها المنتخب بانتصاره، لأن الوزير أخبره بأننا لا نقتحم الملاعب إلا إذا عجز اللاعبون عن تسجيل الهدف، مذكرا إياه بحكاية الشاب الذي أوقف مباراة المغرب والكامرون وقذف الكرة إلى الشباك الكامرونية، فقفز الوزير عندها فرحا، مرددا جملته الشهيرة: «والله حتى برّد لي الغْدايد». أجي، واش في خبارك بنعطية بّاه مغربي ومّو جزائرية؟ أواااه؟ مسخووووط. نافذة واااا السعيدي، أنت إيلا جاك النعاس، أنا ما جاني