مع عودته متفوقا من قصبة تادلة بثلاثة أهداف لهدف واحد على الشباب، كان متوقعا أن يكون النهضة البركانية قد وضع رجلا واحدة في دور الربع، فما كان هناك من شيء يقول أن بمقدور قصبة تادلة قلب الطاولة على نهضة مدعومة بالمئات من جماهيرها. وبرغم ما أبداه لاعبو شباب قصبة تادلة من مقاومة على طول الجولة الأولى التي عرفت تنظيما دفاعيا جيدا وحضورا هجوميا قويا للمهاجم ديمبلي الذي لم يكن محظوظا في الوصول لمرمى الحارس لمرابط، إلا أن التجربة ستقول كلمتها ليتمكن النهضة البركانية في الوقت بدل الضائع للجولة الأولى من إفتتاح حصة التسجيل بعد جملة تكتيكية جيدة بدأها عبد المولى برابح بتمويه وتمريرة ميلمترية وجدت رأس محمد عزيز الذي أودع الكرة في المرمى ليعطي سبقا منطقيا للنهضة البركانية ويجعل بالتالي مهمة شباب قصبة تادلة شبه مستحيلة. الجولة الثانية لم تختلف عن سابقتها وتميزت بسخاء هجومي حيث أتيحت فرص كثيرة للجانبين معا وبخاصة للنهضة البركانية الذي تمتع بأريحية نفسية فنجح في إضافة هدف ثان بطريقة ولا أروع في الدقيقة 55 حيث تمكن المهدي بلطام من إيداع الكرة في مرمى التدلاويين على طريقة اللاعبين الكبار من خطإ مباشر. وبعد إهدار النهضة البركانية للعديد من الفرص السانحة للتسجيل بعد أن أصبحت المباراة سهلة على المستوى التكتيكي، كان لا بد من إنتظار الدقيقة 87 لنشهد هجوما منسقا للنهضة، الشرطي يقوم بمجهود كبير لإكتساح الملعب لينفرد بالحارس ويسدد إلا أن الكرة تعود لحلحول الذي وقع ثالث أهداف المباراة، لتنتهي المباراة بفوز وتأهل منطقيين للنهضة البركانية الذي يتطلع لمصالحة زمنه الجميل ولما لا الفوز لأول مرة بلقب كأس العرش هو من لعب النهائي الأول والأخير سنة 1987 أمام الكوكب المراكشي وخسره برباعية نظيفة.