أغلى النجوم تصوروا لو تعاقد الدولي عادل تاعرابت مع تشيلسي أو ليفربول أو الأرسنال أو مانشستر يونايتد وأقواها مع النادي الملكي ريال مدريد، سنكون معا داخل حلقة تاريخ عظيم لأفضل النجوم المغاربة عبر التاريخ بالهوية والقناعة والكعب الخارق، ولست أدري كم يساوي تاعرابت في بورصة هذه الأندية الشهيرة التي تتهيأ للتعاقد مع المغربي عادل دونما الإرتباط بنادي كوينز بارك رانجيرز الذي سيغتني بنجمه بالسعر الذي يراه ملائما مع أضلع الأندية المذكورة، ولست أدري إن كان ريال مدريد فعلا معجبا بزيدان المغرب ولو أن في فقرات وعناوين صحيفة الماركا الإسبانية ما يؤشر بإعجاب رئيس النادي الملكي فلورونتينو بيريز بالدولي المغربي وبمهارات وشهادات أهدافه وخوارق تمريراته الحاسمة في بطولة ثانية نادرا ما يختار منها فرق وأشهر الأندية العالمية نجوما في الظل وحتى إذا حصل هذا الإختيار المدريدي، كيف سيكون رد رونالدو بمهاراته على ردود مهارات تاعرابت الخارقة والأكثر جاذبية، وهل سيلعب تاعرابت فعلا مع الريال بمكانة رسمية أم لا؟ قد يكون هذا السؤال الجوهري مطروحا للنقاش، لأن في عنفوان شباب تاعرابت إرادة للعب والإبهار والإمتاع بالنادي الملكي، وقد لا أجد له جوابا لأن بالريال مجانين تقفز على الأمكنة بالقوة والجهد والإمتاع الدائم، وسيصعب على تاعرابت اللعب بالريال مقارنة مع البارصا التي احتضنت إبراهيم أفلاي المغربي الأول بالقناعة، لكن بقليل من التنافسية، عكس تاعرابت الذي يمكن أن يجسد القيمة الفنية مع ميسي هجوميا كمغربي ثاني أقوى وأجود من أفلاي رغم اختلاف الأدوار، وبالعقل فالأندية الكبيرة تبحث عن الذرر الناذرة وتاعرابت واحدا منها، وقد تمنحه الثقة أو تضعه في الثلاجة في حال ما إذا أبعد عنه الفردية المطلقة ليجانس موهبته بالجماعية، لكن تفكير تاعرابت ينصب في اتجاه اللعب بأنجلترا وبدرجة عالية مع الأرسنال كما علق عليها أيضا في آخر تصريح له كأبرز تفضيل حتى لا يحرق المراحل، لأنه يرى في الأرسنال فريقا يفتقد لصانع وهداف، ويرى نفسه حاملا للقميص بلا استئذان، ومدعما للشماخ كطرف مغربي أول يجب مساندته بالتمريرات والأهداف. وقد يكون هذا الإختبار استراتيجيا لأفقه الإحترافي أكثر ما يكون مع الريال إلا بدرجة عالية من النضج والحضور والنجومية مع الأرسنال، وأيا كانت هذه الخيارات، فتاعرابت يؤسس اليوم لنفسه وللمغاربة صورة رائدة لأفضل نجم صاعد. أكثر من ذلك، كان للحسين خرجة ذروة تصاعدية في النضج الإحترافي وسطوة على الأحداث حين عانق أنتير ميلانو كأشهر الأندية الأوروبية بوزنها الراقي، ومعنى أن تلعب بالأنتير، فعليك "تفيق بكري" وأن تحصل على مكان وقتي أو متقطع أو رسمي مع الأنتير فهو حلم خيالي ما كنا أبدا نتصوره جميعا بدوليينا لهذه الدرجة من الجهد والقناعة التي أسس عليها خرجة مسيرته الإحترافية إسوة بمروان الشماخ مع الأرسنال كأفضل حلم تاريخي لنجومنا عبر التاريخ.. ولو شاهدتم خرجة أول أمس عندما لعب مكان شنايدر في الوسط الهجومي مع الأنتير ضد كييفو، ستتأكد لكم صورة اللاعب كيف يلعب توظيفيا مع الأنتير مقارنة مع المنتخب المغربي، وترون كيف تألق خرجة كصانع ألعاب، وكيف يطفو عندما يتقيد بدور السقاء أو رجل الإرتداد. أكثر من ذلك، يسمو الحكيم الدفاعي المهدي بنعطية من درج الدرجة الفرنسية الثانية، إلى أضواء الكالشيو الإيطالي بأوجه متعددة من الإبهارات التي سرقها بالبطولة الإيطالية بدرجة أفضل مدافع مغربي دخل كوطة الإهتمامات الكبرى بالميلان والأنتير وروما وحتى أنجلترا بقيمة الأرسنال، ولعل في هذه الإضاءات ما يثبت على أن المحترفين المغاربة بالأسهم والإهتمامات الكبرى لأفضل الأندية العالمية، يشكلون اليوم إرثا إحترافيا يجب أن نفتخر به في البورصات العالمية أفضل مما هي عليه الكرة المغربية بأنديتها في صورة الهشاشة وغياب النجوم المطلقة، كما كان عليه الزمن الذهبي حين صدرت البطولة نجوما كثيرة بأندية أوروبية متفاوتة في العالمية، كما هو سائد اليوم بأقوى الأحلام الكبيرة، وقس عليها أيضا إطلالة نجمية يوسف العرابي المعروض حاليا في أجندة ليون، مارسيليا، جوفنتوس الإيطالي وإشبيلية الإسباني، فضلا عن هوية منير الحمداوي مع أجاكس الشهير والمطلوب بإسبانيا وأنجلترا، موازاة مع صعود كوطة أسامة السعيدي المطلوب أيضا بجوفنتوس الإيطالي إسوة بمواطنه عادل هرماش بذات النادي الإيطالي، وهذه الموازنات الكبيرة لأفضل المحترفين المغاربة كما قلت يجب أن يتحكم فيها غيرتس بالخبرة العالمية ليؤسس عليها فريقا وطنيا موجودا بالذات والقناعات لا بالخوف على الأرجل كما يعتقد البعض، كما يفرض على غيرتس تلحيم هذا التجانس الكبير من القوة الإحترافية في قالب استراتيجي تتحكم فيه معايير الملاءمة التكتيكية والوحدة المتناغمة في صناعة الفوز على أي منتخب كان، وأرى شخصيا أننا نملك منتخبا بهذه العيارات الكبيرة لنكون أسياد القارة الإفريقية بامتياز، لا أن نكون خارج التصنيف بهذا الجيش الكبير من نجوم لم يشهدها منتخب المغرب على الإطلاق، ومفروض على غيرتس أن يدرك جيدا أن هذا الفيلق الدولي لم يجد له مثيلا بأيندوفن ومارسيليا وكل الأندية التي دربها، ويتحتم عليه أن يكون ضليعا بالإختيار الإستراتيجي الذي يرفع درجة العالمية للمحترفين ليس بالتأهيل فحسب، بل بحيازة الألقاب، وكما قلت في وقت سابق أن الفريق الوطني بقواه الإحترافية لا يمكن أن يكون معاقا بالأظهرة الدفاعية، ومن يكون دوليا، عليه أن يكون معبئا بشحنات حرارية وطنية قوية أكثر مما نشاهد اليوم من إبهار حقيقي، كما من الواجب أن يكون التكامل والإقناع الشامل في كل الإختصاصات، وأي لاعب ناقص أو أي دور ناقص يعتبر إعاقة لمكونات المنتخب. لا أريد من غيرتس أن يفشل كما فشل هنري ميشيل ولومير مع المنتخب بذات الزاد مع إضافات ملح جديد لغيرتس، وإذا فشل فأكيد أن المدرب الأجنبي لا يصلح، وقد نعود للعقلية المغربية بذات تصور نجاح 2004.