التفاوض المسبق حول نتيجة الديربي مجرد إشاعة لسنا ضد الجامعة لكننا نرفض أن تكون الجامعة ضد إعتبر عبد السلام حنات رئيس الرجاء البيضاوي التعادل الذي أسفر عنه الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين منصفا للرجاء والوداد، وأكد أن ما يقال عن وجود اتفاق مسبق حول التعادل مجرد إشاعة تلتصق سنويا بالديربي، رافضا الخوض في موضوع الأسعار الملتهبة للتذاكر. وأضاف في حوار مطول مع «المنتخب»، بأن الإحتراف مبسط في المغرب، وأن فريقه جاهز منذ عقد من الزمن لولوج الإحتراف، كما كان الحديث فرصة لقراءة كف الفريق الأخضر في ما تبقى من مباريات محلية وقارية. الحديث مع حنات ذو شجون، فمرجعية الرجل وتاريخه الكروي يؤهلانه للخوض بعمق في كثير من القضايا الراهنة التي تشغل بال الرأي العام الرياضي المغربي والرجاوي على الخصوص، لا سيما الملفات الراهنة كالشراكة مع الأتلتيكو وتطبيع العلاقات مع العين الإماراتي وغيرها من المواضيع التي أسالت حبر الصحافة. لنتابع جميعا حوارا مع شاهد على العصر الرجاوي، مع رجل راكم تجارب عديدة منحناه صفة حكيم الرجاء.
- المنتخب: لما رفض الرجاء البيضاوي ملتمسا للوداد بتأجيل الديربي؟ عبد السلام حنات: لم نتوصل بأي ملتمس من الوداد يدعو إلى تأجيل مباراة الديربي، ما كان يتداول قبل المباراة مجرد كلام للإستهلاك، الكل يتحدث عن التأجيل علما أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص لجنة البرمجة والمسابقات وضعت البرنامج الذي توصل الرجاء والوداد بنسخة منه يوم الإثنين أي قبل ستة أيام من المواجهة، الجامعة إذن قامت ببرمجة المباراة يوم الأحد على الساعة السادسة مساء، وهو الموعد الذي تم احترامه، ما رفضناه هو أن يكون التأجيل لمجرد التأجيل أي دون دواعي حقيقية وجادة، كالهاجس الأمني مثلا أو وجود حدث يقتضي إرجاء مباراة في كرة القدم كما حصل أثناء مباراة الذهاب حين تأجل اللقاء وشاركنا جميعا في المسيرة المليونية، أما أن تتأجل مباراة الرجاء والوداد فقط ليتمكن الخصم من خوض مباراة مؤجلة ويتمكن لاعبان من استكمال العقوبة، فهذا أمر غير مقبول لا يمكن للجامعة أن تنساق وراءه، وإلا فنحن نكرس الهواية في أبشع مظاهرها، نحن لم نغلق كل الأبواب إذ اقترحنا على لجنة البرمجة موعدين، مساء السبت أو مساء الإثنين، في حالة وجود إكراهات أمنية، لكن المقترح رفض ليجرى الديربي في موعده، ومر والحمد لله بدون مشاكل، هذه أمور عشناها ونعيشها كل أسبوع، والبرمجة مطالبة بالصرامة لأن الإجتماع الذي عقدناه قبل خوض مباراة سطاد مالي خلص إلى إعادة جدولة المؤجلات ونحن ملتزمون بما قطعناه على أنفسنا أمام رئيس لجنة البرمجة ولا داعي لإعطاء مباراة أكثر مما تستحقها. - المنتخب: هل ما زالت فكرة إقامة ديربي في أوروبا قائمة؟ عبد السلام حنات: الفكرة ما زالت قائمة إلى الآن، لكن المباراة مجرد نزال ودي بين قطبي الكرة المغربية، حيث ستكون الفرجة مضمونة لأن الضغط سيكون قليلا مقارنة مع المواجهات الرسمية، أتمنى أن يتم تسويق الديربي على نحو أفضل كي لا يبقى مجرد مباراة كبقية مباريات الدوري، بل محطة استثنائية تحتاج إلى تعامل استثنائي. - المنتخب: مباشرة بعد إعادة إنتخابك كرئيس للرجاء البيضاوي، رفعت سقف الأهداف وقلت بأن الرهان هو لقب البطولة الوطنية والعودة إلى المنافسات القارية، الآن وبعد مرور أزيد من تسعة أشهر على انتخابك هل ما زالت الرهانات قائمة؟ عبد السلام حنات: في بداية الموسم الرياضي قمنا بانتدابات وازنة، لا أحد يمكنه أن ينكر قيمة العناصر التي جلبناها للفريق مباشرة بعد تسلمنا لمسؤولية الرئاسة أو بتعبير آخر بمجرد تجديد الثقة في شخصي من طرف منخرطي النادي، كنا نعرف الإستحقاقات التي تنتظرنا كفريق له رهانات كبرى، كالبطولة المحلية والعودة إلى منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية وهي الجبهة التي غاب عنها الرجاء لفترة طويلة، أقصد الغياب عن دائرة التنافس حول اللقب، علما أن عصبة الأبطال أصبح لها وضع اعتباري آخر، ففريق مازيمبي الكونغولي بطل الكأس السابقة تمكن من بلوغ العالمية وقدم أداء مبهرا في كأس العالم للأندية، إذن العصبة الإفريقية هي إحدى رهاناتنا هذا الموسم، أهدافنا واضحة إذن المنافسة على لقب البطولة الوطنية، وبلوغ دور المجموعات على المستوى القاري، لحد الساعة نحن نسير في الاتجاه الصحيح، وأتمنى أن نحقق ما تصبو إليه الجماهير الرجاوية العريضة. - المنتخب: الجمهور الرجاوي يردد في الآونة الأخيرة شعارا يكشف من خلاله عن مطلب رئيسي حين يقول بصوت جماعي «الجمهور يريد الشامبيانس ليغ»، كيف تفاعلت مع هذا المطلب؟ عبد السلام حنات: صدقني حين سمعت الجزء الأول من الشعار «الشعب يريد» أصبت بنوع من الهلع، قبل أن يستكمل الجمهور النصف الثاني من المطلب أي «الشامبيانس ليغ»، كانت عبارة حلوة لأنها تعبر عن مطلب رياض خالص عن أحلام جماهير تفكر في فريقها وتريده أن يسترجع مكانته في المشهد الكروي القاري. - المنتخب: المدرب فاخر غاضب من برمجة مباراة ودية أمام بوتسوانا في غير موعدها مما أثر على الفريق وساهم في إصابة لاعبيه، كرئيس للرجاء أليس لذيك موقف من قرارات الجامعة خاصة حين تتعارض مع أهداف النادي، أم أن الأسبقية المطلقة للمنتخبات؟. عبد السلام حنات: المباراة أمام منتخب بوتسوانا مجرد مباراة حبية للمنتخب المحلي الذي لا تنتظره استحقاقات على المدى القصير أو المتوسط، ثم إن برمجتها في ذلك التاريخ ومباشرة بعد مباراة عنابة ليس له مبرر منطقي وليست له إلزامية، ثم إن أغلب عناصر المنتخب المحلي مكونة من لاعبي أندية تتصارع على الواجهة الإفريقية بمعنى أن المباراة شكلت لها قلقا عوض أن تساهم في تعبيد الطريق أمامها نحو التأهيل، لذا كان على الجامعة أن تفكر في الأندية لأن الأمر يتعلق بمنافسات قارية تسعى الكرة المغربية إلى العودة إليها من جديد، نحمد الله أن كل فرقنا تأهلت إلى الدور الموالي ولو حصل لا قدر الله مشكل لأي نادي لكان اللوم أكبر على الجامعة، وبهذه المناسبة أجدد بإسمي الخاص وبإسم أعضاء المكتب المسير وكل الفعاليات الرجاوية عبارات التهاني للفرق المغربية التي حققت التأهيل وأعتبر ما تحقق مكسبا للكرة المغربية التي تستعيد تدريجيا عافيتها. - المنتخب: لكنكم كرؤساء فرق متضررة لم تحتجوا لدى الجامعة واكتفيتم بالقلق الكاتم للصوت، بينما كل المدربين عبروا عن استيائهم؟ عبد السلام حنات: أولا لا يمكن مهما بلغت درجة إحتجاجنا تغيير موعد المباراة الودية أو إلغائها، لأن الجامعة إلتزمت مع الجامعة البوتسوانية ووضعت كل الترتيبات اللازمة للمباراة، بل إننا كأندية لم يتم إشعارنا بالموضوع ولم تطلب الجامعة رأينا، لو إتصل بنا المسؤولون وطلبوا رأينا لعبرنا عنه بصراحة، لذا كان من العبث الإحتجاج على موعد لا رجعة فيه.. كنت أتمنى أن ينادي المدرب على لاعبين فقط من كل فريق وأن يعفي الفرق المشاركة في المنافسات القارية، لكن الموعد نزل علينا من «فوق» ولم يكن بودنا فعل أي شيء، لأن الأمور التنظيمية قد اتخذت والمنتخب البوتسواني حل بالمغرب، نحن لسنا ضد الجامعة لكننا نريد ألا تكون الجامعة ضد الأندية..