زمنك يا غيبيي يبدو أن أحمد غيبي أصبح مادة دسمة تلوكها جميع الألسن منذ أن أنيطت به مسؤولية إدارة لجنتين هامتين إن لم نقل حساستين، لجنتا البرمجة والتحكيم هما من اللجان الهامة في المشهد الكروي المغربي، فعندما تكون البرمجة في المستوى فالأكيد أن البطولة ستحافظ على مسارها العادي، وعندما يكون التحكيم معافى من كل الأخطاء والأعراض فإننا نضمن مشهدا كرويا في المستوى بعيدا عن الإحتجاجات والإنتقادات والإتهامات. عندما تحمَل أحمد غيبي زمام هاتين اللجنتين كان يدرك أنه قبض على جمرة لن يكون من السهل التشبث بها، وكان يدرك أيضا أنه دخل نفقا عامرا بالأشواك والعراقيل يتطلب نفسا طويلا واحترافية في التعامل مع جميع المعطيات، لأننا مثلا في المغرب تعودنا نسمع الإنتقادات على البرمجة من كل صوب، إذ لم يعد يمر أسبوع دون أن يطلع رئيس أو مدرب أو لاعب ينتقد البرمجة ويجعلون منها السبب الرئيسي لعدم الفوز، وتكاد لا تمر الدورات دون أن نسمع أيضا أصواتا تندد بالإحتجاجات على الحكام وأخطائهم القاتلة.. هذا هو حال كرتنا التي باتت أسطوانة يرددها الفاعلون الرياضيون مثل الكورال مع نهاية كل أسبوع، وهي ذات الأسطوانة التي تتردد في الملاعب والمنتديات والصحف والمنابر الإعلامية المسموعة والمكتوبة، إذ أن إسم أحمد غيبي بات يتردد أكثر من إسم رئيس جامعة الكرة علي الفاسي الفهري المعني الأول. وعندما نعود إلى الوراء وبالضبط إلى جامعة حسني بنسليمان خاصة على عهد محمد أوزال سنتذكر أن أحمد غيبي الرئيس السابق لأولمبيك أسفي كان من بين المبغوضين لدى أوزال ومن معه باعتباره أحد الذين كانوا ينتقدون بشدة قرارات الجامعة، حيث كان يعيش غيبي نوعا من التهميش أنذاك وصوته لم يكن مسموعا رغم المشاريع التي كان ينادي بإنجازها عندما كان عضوا بالمجموعة الوطنية، بل لم يجد الأرضية التي كانت توازي فكره ومشاريعه، لذلك نأى بنفسه وآثر الهروب بدل الدخول في صراعات خفية. اليوم أنصفه التغيير الذي طال جامعة الكرة ومنح فرصة ليبرهن فعلا عن مخططاته ومشاريعه وأفكاره لتطوير الكرة في ظل الموجة الجديدة التي يشهدها المنتوج الكروي وفي ظل أيضا النقلة النوعية التي تعرفها كرة القدم الوطنية، ولأن لجنتي البرمجة والتحكيم يعتبران من بين أهم اللجان في تدبير شؤون الكرة فقد كان طبيعيا أن يتعرض أحمد غيبي لعدة انتقادات باعتبار أن مجموعة من الأندية لم تراع مصالحها أكان على مستوى البرمجة أو التحكيم، بل إن أحمد غيبي تعرض لعدة اتهامات تقول بأنه يدافع عن مصالح فريقه أولمبيك أسفي خاصة أن الأخير يتصدر الترتيب ويسجل نتائج إيجابية، ويرى البعض أن غرض غيبي هو الإنتقام من كل أنواع التهميش الذي تعرض له في عهد الجامعة السابقة. نعرف أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، والكرة المغربية اليوم تعيش ولادة جديدة وعهدا آخرا وتستعد لدخول بوابة الإحتراف، لذلك نتمنى صادقين أن تنجح مهام أحمد غيبي وأن يكون في حجم المسؤولية وأن لا يسقط في الفخ الذي سقط فيه سابقوه، لأن التجارب علمتنا أن الحسابات الشخصية والصراعات وشد الحبل وأساليب الإنتقام لن تفيد كرتنا، بل إنها تزيد من تراجعها، فأكثر ما جعل كرتنا تتهاوى هي التطاحنات الداخلية وأسلوب جبر الخواطر وتفضيل الأندية الكبيرة على الصغيرة، هذه دروس لا بد وأن يستخلص منها أحمد غيبي العبر وأن يتعلم من أخطائه وأخطاء الآخرين، لأننا ننتظر من زمن أحمد غيبي الكثير، حيث الفرصة أمامه ليؤكد أن فكر المسير تغير ومصلحة كرتنا هي أكبر من مصلحة فريق واحد أو صراع ثنائي أو تصفية حسابات.