تجاوز التعادل الملغوم لتأمين العبور تنتظر الحيش الملكي مباراة ملغومة عندما يرحل لمواجهة ريمو سطار النيجيري يوم الأحد المقبل في إياب الدور التمهيدي من كأس الكونفدرالية الإفريقية، وتشير كل التوقعات أن الأختبار لن يكون سهلا على مستوى نتيجة الذهاب 11 التي تفرض على الفريق العسكري بذل مجهود أكثر أو على مستوى الخصم الذي سيضع كل إمكانياته من أجل عدم تضييع فرصة التأهل للدور الأول، خاصة أنه سيكون محاطا بجمهوره وسيلعب داخل ملعبه بعشبه الإصطناعي. حسرة الذهاب كان بإمكان أفضل مما كان، هذا ما ينطبق على مباراة الذهاب التي سقط فيها الجيش في فخ التعادل بهدف لمثله، ولم يكن الفريق في فمة نحاعته الهجومية وضيع سيلا من الفرص الحقيقية للتسجيل وكان بإمكانه أن يخرج متقدما في المواجهة لو تحلى لاعبوه بالتركيز والعقلانية في التعامل مع الفرص التي أتيحت لهم. ومن سخرية قدر الجيش أن المدافع بورغيس كان نقطة الضوء الوحيد الذي تألق في الهحوم، ففضلا أن تسجيله هدف السبق للجيش من رأسيه في الدقيقة 28، فقد كان وراء مجموعة من المحاولات الخطيرة التي على الأقل كان مُركزا فيها وهدد بخلاف الفرص التي أتيحت لأغلب لاعبي الجيش الذين تفننوا في تضييعها بسبب قلة التركيز ولم تكن مؤطرة، من خافي إلى التفاتي وحمودان وحريمات ومفيد ودراك. وكان بإمكان ريمو سطار، أن يسجل أيضا من عدة فرص خطيرة، خاصة أنه لعب بطريقه هجومية، واستطاع التعديل في الدقيقة 55 بواسطة أديلاي من ضربة رأسية، وأثبت من خلال تلك الفرص أنه حضر للرباط من أجل تسجيل نتيجة إيجابية. هدف قاري إن كان الجيش قد عاد في الموسم الماضي لأحواء المنافسة الإفريقية بعد سنوات من الغياب وخرج من الدور الأول على يد شبيبة القبائل الجزائري فإنه خطط هذا الموسم أن لا يخرج مبكرا وأن يصل على الأقل لدور المجموعات، احتراما لتاريخه بدليل أنه أول فريق مغربي يتوج بلقب إفريقي عام 1985 عندما فاز بكأس عصبة أبطال إفريقيا. ويسعى الجيش الإستفادة من أخطاء الموسم الماضي، إذ سيكون من المؤسف أن يخرج العساكر مبكرا للموسم الثاني على التوالي، خاصة أن الفريق العسكري وضع كل إمكانياته للعودة للواجهة الإفريقية. مضيف ثقيل فاجأ ريمو سطار كل المتتبعين في المغرب في مباراة الذهاب عطفا على الأداء الجيد الذي قدمه والذي أكد أنه فريق قوي وله مجموعة من اللاعبين الذين يعتمدون على المهارات التقنية والسرعة في تنفيذ العمليات، وكان واضحا أن الفريق النيجيري قد خاض مباراة الذهاب بهدف العودة بنتيجة إيجابية، وعرف كيف يستغل إمكانياته خاصة الهجومية، ووصل في عدة مرات لمرمى الحارس لكرد، وتلك إشارة قوية أنه سيكون صعب المراس داخل قواعده. داكروز أم اللاعبون؟ لا أحد من مكونات الجيش كان راضيا على نتيجة التعادل 11 التي سجلت في الذهاب، خاصة الطريقة التي خاض بها الفريق العسكري المباراة، وتضاربت الآراء حول من يتحمل مسؤولية هذه النتيجة وضياع الفوز، بين من يوجه أصابع الإتهام للمدرب فيرناندو داكروز أو من يحمل المسؤولية للاعبين. ومن حق المدرب أن يدافع عن نفسه من الانتقادات، لأن الجيش نجح في الوصول للمرمى بطريقته وبنصائح المدرب، لكن كيفية التسجيل واستثمار الفرص يتحملها اللاعبون، لأنه وكما هو معروف، فإن المدرب يتحمل مسؤولية طريقة الوصول لمرمى الخصم والبقية يكملها اللاعبون. لذلك من حق المدرب أن يتحسر على مجموعة الفرص التي أضاعها اللاعبون في المباراة، وكان بإمكانهم أن يسجلوا فوزا مريحا قبل الإياب. بأي حضور؟ أكيد أن الجانب التكتيكي في المباراة سيكون حاسما في هذا الحوار على صعوبته، وسيكون أيضا فاصلا، حيث ستحدد المباراة متأهلا واحدا، لذلك سيكون المدرب داكروز مطالبا بأن يتعامل مع المباراة بالشكل المطلوب ويضع الأسلوب التكتيكي والتقني والإختبارات البشرية التي سيعتمد عليها. وستكون لمسته جد مهمه، خاصة أن الفريق النيجيري أكد مستوياته التقنية والتكتيكية الجيدة، وسيكون المدرب الفرنسي مطالب بتاكيد إمكانياته في هذا الإختبار، ويبدو أن النجاعة الهجومية تبقى من نقاط ضعف العساكر والتي أكدها أيضا المدرب بعد مباراة الذهاب، معترفا بأن فريقه يعاني، وسيكون المهاجمون مطالبين أن يراجعوا أوراقهم ويستيقظوا، خاصة مع الفرص الكثيرة التي تتاح لهم بدليل أن المدافع بورغيس هو هداف الفريق وسجل هدف الفوز في مباراة مولودية وجدة وهدفا في مواجهة ربمو سطار ودون احتساب نتيجة مباراة اتحاد تواركة. الدفاع سيكون أيضا مطروحا في المباراة، خاصة أن هجوم الفريق النيجيري، أكد قوته في الذهاب، وله من الإمكانيات ما تفرض على الدفاع العسكري أن يكون مركزا في المباراة. وبين الهجوم المفروض أن يكون حاضرا لأن الجيش سيكون مطالبا بالتسجيل إن أراد التأهل، وكذا الدفاع لأن ليس من مصلحة العساكر أن تهتز مرماهم، ستكون المهمة مفخخة وملغومة، فهل سيكون داكروز واللاعبون في الموعد أمام هذا الإختبار الصعب.