عاد المنتخب الوطني المغربي بتعادل مهم من قلب كينشاسا بعدما تفادي الخسارة وتدارك تأخره في النتيجة وسجل هدف التعادل (1 – 1) أمام مضيفه منتخب الكونغو الديمقراطية في ذهاب الملحق الحاسم المؤهل لمونديال 2022، في انتظار مباراة الإياب يوم الثلاثاء القادم بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء. المباراة احتضنها ملعب الصداقة بالعاصمة الكونغولية وقادها الحكم فيكتور ميغيل غوميز من جنوب إفريقيا. كانت البداية مغربية بكل المقاييس، وطيلة الدقائق ال9 الأولى ظل لاعبو الأسود في منطقة الخصم بعدما فرضوا سريعا أسلوب لعبهم الذي يتأسس على الضغط المتقدم اعتمادا على شاكلة 3 – 5 – 2، لكن لسوء الحظ لم يستثمروا هذه البداية التي تراجع فيها الكونغوليون لإغلاق كل المنافذ منظقة الظهر تحسبا لأي مفاجأة. ولم نشاهد أي هجمة لمنتخب الكونغو سوى في الدقيقة 10 التي أثمرت عن ضربة زاوية أعادت الثقة لأصحاب الأرض، وللأسف أن هدف السبق غير المتوقع الذي سجله الكونغوليون في الدقيقة 12 قلب مجريات المباراة رأسا على عقب.. وما حدث أن اللاعب الكونغولي يان ويسا سدد كرة قوية من خراج منطقة العمليات، وفيما كان بونو متوجها للتصدي لها غيرت الكرة مجراها بعدما ارتطمت برأس سايس وتحولت للشباك. هدف السبق كان له وقعين إثنين على مجريات المباراة، الأول أنه أعاد كامل الثقة لمنتخب الكونغو، والثاني أنه أحدث بعض الإريجاج في مستوى أداء الأسود الذي تراجع سريعا مقارنة مع ما كان عليه في بداية المباراة قبل هدف السبق. وكاد منتخب الكونغو أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 30، لكن مع يقظة بونو وتسرع الكونغوليين ضاع الهدف وتنفس لاعبو الفريق الوطني الصعداء. والحقيقة أن حتى أرضية الملعب المكسوة بالعشب الإصطناعي كانت عائقا كبيرا، ولم تساعد الأسود على تليين طريقة لعبهم، وقد كان يتضح ذلك مرة عند التمريرة، ومرة أخرى عند محاولة التحكم في الكرة. وطيلة زمن الشوط الأول لم يظهر الأسود بقوة هجومية ضاربة، ولم نر منهم ما يوحي بأن هدف التعادل آت لا محالة، فالكونغوليون يثقنون الإنتشار الجيد ويعرفون كيف يحكمون إغلاق كل الممرات والمنافذ. وكشفت بداية الشوط الثاني خطورة مرعبة في الدقيقة 48 عبر اللاعب ويسا محرز هدف السبق، لكن تسديدته الذكية مرت محادية ببضع سنتميترات فقط عن مرمى بونو الذي ارتمى للتصدي للكرة دون أن يتمكن من ذلك. وإضافة إلى أرضية الملعب السيئة التي كانت عائقا أمام بناءات وتدفقات لاعبي الأسود، جاءت الرياح القوية خلال هذا الشوط لتزيد من معوقات الفريق الوطني الذي لم يستطع تليين أسلوب أدائه وفق ما كان يطمح إليه. واستبشرنا خيرا عندما أثمرت إحدى هجومات المنتخب الوطني عن ضربة جزاء في الدقيقة 54، بعدما لمست الكرة يد سيدريك باكامبو، ولم يتردد حكم المباراة في احتسابها.. لكن من سوء الحظ أن ريان مايي لم يوفق في ترجتمها إلى هدف، لتضيع أبرز فرصة في المباراة كانت ستضع الفريق الوطني على خط التكافؤ من جديد. وشكل ضياع ضربة الجزاء حافزا مهما للفريق الوطني للبحث عن هدف التعادل، خصوصا بعدما ارتفعت وثيرة تدفقات الأسود وكادت الدقيقة 64 تبتسم لهم عندما ارتقى حكيمي وسدد كرة رأسية مرت محادية للمرمى. وبالقدر الذي زاد الأسود من تدفقاتهم وبناءاتهم، رغم الصعوبات التي صادفوها في التمرير، بالقدر الذي احترس الكونغوليون دفاعا أكثر وتراجعوا حفاظا على تقدمهم في النتيجة، خصوصا بعد تغييرات التي قام بها المدرب وحيد خاليلودزيتش بإدخال الثنائي الهجومي أيوب الكعبي وطارق تيسودالي، وهو الثنائي الذي جاء بهدف التعادل في الدقيقة 76، حيث هيأ الأول الكرة للثاني الذي زلزل الشباك بتسديدة قوية مسجلا هدفه الرائع، وهو الهدف الذي تنفس معه كل المغاربة الصعداء، وحفز الأسود بالتالي للبحث عن هدف ثان خصوصا بعدما اتضح أن اللياقة البدينة للكونغوليين قد تراجعت بشكل ملحوظ. هدف التعادل دفعت لاعبي الكونغو للعب بقوة بدنية أكبر وهو ما تسبب في تدخلات قوية في حق الأسود، ومن حسن لحظ أن لا أحد تأثر بهذه التدخلات. وتجدر الإشارة إلى أن وحيد خاليلودزيتش قام ب5 تغييرات خلال الشوط الثاني حيث أدخل كل من الكعبي وتيسودالي والعكوش وفجر وبوفال، بدل كل من النصيري ومايي وماسينا ولوزا وأملاح.