السبت قبل المنصرم زياش ومزراوي في «الطوندانس» وأول أمس السبت «حجي يعوضهما» في "تريند الفيسبوك وتويتر" والقنوات العالمية المختصة.. القاسم المشترك بين الثلاثي هو أنهم خارج سياق مباراتي الحسم أمام الكونغو ولاختلاف الأسباب والحيثيات والملابسات. نعم انتقدنا سلبية مصطفى حجي أن يتحول نحويا لما يشبه «واو عمر الزائدة لغويا» وقد اجتمعنا وتوحدنا كونه بأدوار كومبارس أو بلا دور حتى في معسكرات الأسود ومبارياتهم، فلا يليق بقامة ومن قال عنه وحيد أنه تراث كروي وأسطورة علينا احترامها، قبل أن ينقلب عليه، أن يظهر في التدرييبات يسخن اللاعبين، أو يكمل نصابهم لغاية حضور المحترفين من أوروبا أو ليظهر مبتسما مع مقصيات الكعبي ومستقبلا لكل لاعب يجرى إستبداله ليمكنه من «فوطة وسورفيط» كي لا يتعرض لنزلة برد... إطلاقا لا تليق كل هذه الأمور بحجي، لكن ما لا يليق أكثر به هو كيفية الخروج وتوقيت الخروج من العرين. الكيفية والتوقيت لغاية الأسف، عززتا كل ارتسامات أغلبية الأنصار حوله، وورطت حجي في زاوية ضيقة وسرداب إضافي من الغموض عنوانه «لماذا الآن وليس بعد الكان»؟ بعد "الكان" ظهر مناصرون في المطار يحيطون بحجي غاضبين فبدا الرجل بلا حول ولا قوة وهو يقول لهم ممتطيا الحافلة» الله يرحم الواليدين هذا راه الفجر سولو المدرب أنا ماشي المدرب الله يجازيكم بيخير»؟ بعدها سيأتي وحيد لندوة الأراجيف وبالمطاط والخشب والفلين والكلام المسلوق شهر فبراير بعد العودة من الكامرون، ليقول لنا «إحترموا حجي، فهو كفاءة ولو لم يكن كذلك لما بقي معي، حجي سيواصل لأنني أثق فيه ولن يغادر منصبه». فما الذي حدث بين هذا التصريح وقرار العزل؟ لم نلعب مباراة ولم نخض معسكرا؟ أليس هذا وحده كفيل بأن يثير غبارا وشكوكا ويورط حجي ب«تعليقه» وقد طاحت صومعة مزراوي وزياش المجتهدين ويربطوا هذا بذاك؟ ألم يكن من الحكمة ترك الرجل يسعد بمباراة الباراج ليضيف تأهلا رابعا للمونديال لسجله القياسي وبعدها يغادر هو ووحيد وكل الطاقم؟ مخطئ من يعتقد أنه قرار وحيد لوحده، ومخطئ من لم يربط قرارا بهذه القوة لرجل ارتبط وتجذر بمنصبه كل هذه السنوات ب «غضبة قوية» أو تقرير أدان المساعد لتمسح في تلابيبه كافة الأخطاء المتراكمة وما أكثرها حاليا؟ خطأ حجي أنه آمن لوحيد، ووحيد بلا كلمة وبالدليل، وخطأ حجي أنه غرق في عسل النوم في عباءة المساعد ليضرب تاريخه ويتعرض لحملات قصف عنيفة لا من المحللين ولا من المدربين السابقين وهو يعلم ما قيل في حقه لا من الزاكي ولا من رونار في انتظار مغادرة وحيد لينثر بدوره شعرا في حقه.. خطأ حجي أنه نام في حرير ريع المناصب السهلة والتعويضات السهلة «راتب ومصروف جيب ومنح التأهل» ولم ينتشر في أرض الله الواسعة وهو تراث وكرة ذهبية ليتحصل على دبلومات تؤهله للتدريب ويكون الرقم 1 وليس مجرد كومبارس. خطأ حجي أنه ليس سكالوني ديبورتيفو وهو مدرب الطانغو وميسي حاليا وقد أهل منتخب الأرجنتين للمونديال. خطأ حجي أنه لم يشأ أن يكون بوكيتينو رفيقه في إسبانيول وهو اليوم يدرب باريس سان جرمان وميسي وقد درب طوطنهام وهاري كين... خطأ حجي أنه لم يرد أن يكون أليو سيسي الذي واجهه مع منتخب المغرب في تصفيات مونديال 2002 ولم يكن نجما كبييرا مثله، وها هو سيسي بطل إفريقيا ووصيف البطل، وقد قاد أسود الطرانغا لمونديال روسيا ويحلم بتكرار ذلك في الدوحة.. خطأ حجي أنه ليس بلماضي بطل إفريقيا مع الجزائر وليس إيمري مدرب فياريال وليس لوران بلان وزيدان، وكل من جايلوه وأين هم اليوم والآن؟ يشفق على حجي وهو من اختار هذا المسلك ليلقى هذا المصير، لم يذهب عند بيلسا مثلما فعل غوارديولا وزيدان ليتعلم، إختار عسل الريع و«الساهلة» كما نقول، لذلك خرج من الباب الضيق كبش فداء وقربانا و «اللي دارها بيديه يفكها بسنيه» يا صديقنا «موس».