أنهى المولودية الوجدية المباراة التي استقبل خلالها حسنية أكادير برسم الدورة 20 من منافسات البطولة الاحترافية الأولى بنتيجة التعادل (0 – 0)، ليكتفي الفريقان بنقطة واحدة لكل منهما، في مواجهة قوية ومثيرة احتضنها الملعب الشرفي بوجدة وقادها الحكم سعد وريد. وكانت كل المؤشرات توحي بأن المباراة قبل انطلاقها ستشهد الكثير من القوة والإثارة، فمولودية وجدة الفريق المضيف كان يبحث عن تعويض الفوز الذي غاب عنه في الجولة الماضية بعدما حقق ثلاث إنتصارات متتالية قبلها، في حين أن حسنية أكادير الفريق الضيف حل بوجدة من أجل انتزاع فوز جديد سيكون الثالث له على التوالي. واصطدم الفريقيان، في مواجهة حماسية، قادها مدربان يعرفان بعضهما جيدا، ويجيد كل منهما قراءة أوراق الآخر.. هلال الطاير مدرب الفريق الوجدي في مواجهة عبد الهادي السكتيوي مدرب الحسنية.. لذلك كان من البديهي جدا أن تلعب الأوراق التكيتيكية للمدربين دورا كبيرا في منح المباراة سيمتها التي تميزت بكثير من الفرجة والتشويق. وزاد من هذا التشويق هتافات الجماهير وخصوصا الوجدية والتي منحت بصيحاتها المدوية والمهيبة أجواء رائعة ومثيرة زادت من حماس اللاعبين. ولأن حسنية أكادير بدأ المباراة بضعط متقدم فرض على مولودية وجدة الإلتزام بمنطقته ما أمكن دون المجازفة بتعرية المساحات.. فقد أدرك المحليون سريعا مدى صعوبة المباراة، لذلك كان من الطبيعي أن يدافعوا أكثر مما يهاجموا، فظهر الوجديون بأسلوب دفاعي حذر، فيما ظهر السوسيون بأسبوب هجومي حذر أيضا. وخلال الشوط الأول كان حسنية أكادير الأقرب لتسجيل هدف السبق عبر 3 فرص حقيقية لم يتسغلها مهاجموه على النحو الأمثل.. وكانت الفرصة الأولى في الدقيقة 16 عبر لاعبه السنغالي مالك سيسي عبر هجوم سريع لكن يقظة لاعب مولودية وجدة العمري الذي تدخل مرتين نسف محاولة المهاجم السوسي.. نفس اللاعب أتيحت له فرصة ثانية في الدقيقة 19 إثر انفراد سيسي نفسه بحارس مولودية وجدة لكنه سدد من دون تركيز لتمر كرته محادية للمرمى.. وكانت الفرصة الثالثة السانحة للتسجيل بالنسبة لحسنية أكادير في الدقيقة 28 عبر لاعبه يوسف مهري الذي راوغ الحارس لكن الكرة التي سددها للمرمى مرت محادية للقائم. وخلال الشوط الثاني عمد الطاير مدرب المولودية إلى نسف الأفضلية التي ظهر بها الضيوف خلال الشوط الأول، وشرع في إبطال مفعول تدفقاتهم الهجومية وسيطرتهم النسبية خصوصا على صعيد وسط الميدان، فعزز بدوره خط الوسط في فريقه بما يضمن تواجدا موزونا للاعبيه وتكافئهم في تملك كل المساحات مع إغلاق كل المنافذ ما أمكن، وهو ما أدى إلى تراجع التدفقات الهجومية للحسنية خلال الشوط الثاني، وبالتالي ظهر المولودية أفضل حالا وأداء عما كان عليه خلال الشوط الأول. وكان بمقدور مولودية وجدة أن يفتتح حصة التسجيل خلال الدقائق السبع الأولى على انطلاق الشوط الثاني عبر محاولتين، لكن يقظة الدفاع السوسي حالت دون ذلك، ليستمر البياض سيد الموقف، ويواصل الفريقان بحثهما عن إيجاد الطريق المؤدي لشباك بعضهما. ولم تتح لحسنية أكادير خلال هذا الشوط نفس الفرص التي أتيحت له خلال الشوط الأول، في حين أتيحت فرص مهمة للمولودية الوجدية أهمها ضربة جزاء التي حصل عليها في الأنفاس الأخيرة من زمن المباراة دون أن يستغلها.. ففي الدقيقة 86 تم دفع وإسقاط حمزة السمومي لاعب المولودية في منطقة عمليات الحسنية ولم يتردد الحكم وريد في الإعلان عن ضربة جزاء نفذها قائد "سندباد الشرق" خافيفي الذي لم يوفق في ترجتمها إلى هدف بعد تدخل ناجح من حارس المرمى المهدي الجرباوي الذي سجل حضورا قويا في المباراة وكان سدا منيعا أمام المولودية في كثير من المناسبات، لتنتهي المبارا في نهاية المطاف بالتعادل من دون أهداف. وبهذا التعادل أضاف مولودية وجدة نقطة واحدة فقط لرصيده الذي أصبح 21 نقطة، ومازال في أمس الحاجة إلى نقاط أخرى تبعده عن منطقة التهديد. كما أضاف حسنية أكادير بدوره نقطة واحد لا غير لرصيده الذي أصبح 23 نقطة.