للمرة الثانية على التوالي يتمكن حسنية أكادير من التأهل إلى دور المجموعات بعد تخطيه عقبة فريق «غرين إيغلز» الزامبي، في إياب الدور 32 مكرر من منافسات كأس الكاف. وقد شكر ميغيل أنخيل غاموندي، مدرب الحسنية، لاعبيه والجمهور الكبير نسبيا الذي حضر إلى ملعب أدرار الكبير، وشجع فريقه بحماس منقطع النظير، حتى في اللحظات التي استقبلت فيها شباكه هدف السبق. وقد أكد الإطار الأرجنتيني أن لاعبيه تمكنوا من «قلب الطاولة» والعودة في النتيجة بالتوقيع على هدفين. فيما أكد مدرب الفريق الزامبي «أكري شيانكي» على صعوبة المباراة التي لعبها فريقه أمام فريق أكثر تجربة، مصرحا بأن الخطأ الذي ارتكبه فريقه يتمثل في عدم تمكنه من تسجيل أهداف أكثر خلال مباراة الذهاب بلوساكا. وقد عرفت المباراة، التي أدارها بشكل جيد طاقم تحكيم من تشاد، يقوده الحكم الدولي»محمات الهادي آلاوو»، شوطين متباينين. شوط أول تميز بالاندفاع الهجومي لعناصر الحسنية الذين ضغطوا بقوة، ومنذ الانطلاقة، على مرمى الحارس الزامبي، وخلقوا العديد من الفرص الواضحة للتهديف بواسطة كل من البركاوي والفحلي وسعد مورسلي، لكن غاب عنها التركيز. مقابل هذا اكتفى لاعبو غرين إيغلز بالتراجع إلى الوراء، وفرض خطة الحراسة الفردية على لاعبي الحسنية، ولم تتح لهم سوى كرة تابثة، نفذها وارين كوندا ولم تكتسي أية خطورة على مرمى الحواصلي. مقابل هذا، كان الشوط الثاني أكثر حركية، وعرف خروج لاعبي غرين إيغلز للقيام ببعض المرتدات الهجومية السريعة، والتي لم تكن تخلو من خطورة. وكانت أولاها في الدقيقة 51 من هجوم سريع أنهاه المهاجم «ميتي شالموند» بتسديدة مرت محادية للمرمى الأكاديري. ومباشرة تلتها في حدود الدقيقة 56 محاولة أخطر ختمها المهاجم «تابسون كازيبا» بضربة رأسية خدعت الحارس الحواصلي، لتستقر في الشباك وتخلق حالة ذهول كبير داخل الملعب. ولتدارك الموقف قام مدرب الحسنية بتعويض الفلسطيني تامر صيام بالمهاجم أيوب الملوكي، الذي سيتمكن في الدقيقة 71 من توقيع هدف التعادل من تسديدة قوية من خارج المربع هزمت الحارس الزامبي. وقبلها أضاع البركاوي فرصة محققة للتهديف من كرة على طبق، مده بها الفحلي وأنهاها بالقذف جانبا. وقد عرفت الدقائق الأخيرة من المباراة تشويقا كبيرا، حيث قام المدرب بإقحام كل من عماد كيماوي ومحمد بنحساين، مما أعطى دينامية أكبر لخط الهجوم ستتوج، في الدقيقة 87، بهدف الانتصار وبالتالي التأهل. هذا الهدف سيتأتى من عملية قادها يوسف الفحلي، الذي شكل سما حقيقيا بالنسبة لدفاع الفريق الزامبي، والذي سيراوغ مدافعين ويمرر لزميله البركاوي، الذي استدار بالكرة وعالجها بقذفة قوية ومن زاوية مغلقة لتستقر في شباك الحارس الزامبي «موانغي» وتخلق هستيريا حقيقية في مدرجات ملعب أدرار. وقد شكل هذا الهدف ضربة قاصمة للفريق الزامبي، الذي لعب الدقائق الأخيرة من المباراة دون كبير أمل في العودة في النتيجة. هذا فيما تمكن الفريق الأكاديري من تحقيق الأهم بالتأهل، وللمرة الثانية على التوالي، لدور المجموعات. علما بأنه خلال المباريات القادمة سيستعين بخدمات عدد من لاعبيه ممن غابوا عن هذا الدور التمهيدي، ويتعلق الأمر بكل من السينغاليين «ماليك سيسي» و «بكاري ماني»، ولاعب الوسط الهجومي حفيظ ليركي. هذا دون إغفال الإشادة بالمستوى الذي ظهرت به بعض عناصر الحسنية الشابة، نذكر منها على الخصوص المدافع بيلالي النعمة ولاعب الوسط الهجومي سعد المورسلي، واللذين وقعا على أداء جيد.