لا أحد كان يتصور أن تنحو الأمور على هذا النحو داخل هذه المجموعة، بل لا أحد تصور أن تتهادى فيها الهدايا من كل حذب وصوب خدمة لوحيد وأسوده. نلعب بالديار والمنافسون من تعثر لآخر بنزف واضح للنقاط، وعمليا التأهل محسوم بالإنتصار أو حتى التعادل أمام غينيا كما سنتعرف على ذلك. أمام الأفيال أو السيلي البوسني بلا مزايدات كما قال راغب في مواصلة علامته الكاملة: • سيناريو ولا في الخيال سينايو يصلح لدارما وفيلم يروي تفاصيل هذه القصة، خاصة لو تكتب كما نتمنى ونبتغي بالتأهل لمونديال قطر بمشيئة الله تعالى. إنقلاب ضد النظام الحكام في غينيا يلغي مباراة الأسود بكوناكري، إنقلاب آخر أو مشروع انقلاب في السودان يخرج كل مباريات صقور الجديان من أم درمان والخرطوم. ملاعب غينيا بيساو خارج المعايير المعترف بها دوليا، غينيا بيساو تفرمل أقوى حلقتين مفترض أنهما منافسا الفريق الوطني السودان وغينيا، وبطبيعة الحال تواصلت فصول هذا النسيج الخيالي لتلعب كل المباريات بالمغرب، هل هناك حظ أكبر من هذا بالقطع لا؟ • هدايا المباريات في هذا الأسبوع كان الفريق الوطني وصيفا ولو في جبة ورداء المؤقت خلف غينيا بيساو المفاجآة أو حصان المجموعة الأسود. ما تغير في أوتار الترتيب هو انتقال الفريق الوطني للصدارة من مباراتين فقط بعد هزم الثعالب المزركشة، وتوقف عداد غينيا والسودان في أكادير والدار البيضاء بعد احتكامهما لمنطق التعادل المكرر الذي فوت على كليهما زحفا كان بالإمكان أن يكون مزعجا لأسود وحيد، لذلك بعد خدمة الظروف الآنفة الذكر، قدمت مباريات الجولتين المنصرمتين هدايا تنقيطية لفريقنا أي من هدايا اللوجيستيك والجغرافيا انتقلنا لهدايا التموقع. • ملحق المونديال و"باراج" الأفيال بطبيعة الحال هذه مباراة منقوصة من رصيد فريقنا الوطني، أي أنها ستلعب بأثر رجعي ومحسوبة على الجولة الثانية بسبب ما حدث قبل شهر في كوناكري مع قصة الإنقلاب العسكري إياه. لذلك غينيا هو المستضيف في الرباط كما استضافتنا غينيا بيساو في الدارالبيضاء، ومرحبا بالمضيفين في أرض الضيافة كما يقول لسان وحيد ورجاله ونقول نحن. غينيا أو السيلي كان ينظر لها قبل الفاصل التصفوي وبعد القرعة على أنها منازعنا الأول على بطاقة التأهل وها هي اليوم بلا انتصار وثالثة في الترتيب. غينيا خاملة ومترهلة بسبب أوضاع البلاد التي انعكست على اللاعبين مثلما قال مدربهم، وحين تواجهنا ستلعب لقاء العمر لإنعاش حظوظها، ستقرأ النزال على أنه تحد لكسب المباراة وبلوغ النقطة السادسة وتكرر في الجولة الخامسة انتصارها لتعادلنا تنقيطيا وبعدها ترسم المفاجآة العملاقة بالتأهل. هذا وارد على الورق، لكنه على أرض الواقع وهو الواقع الذي يرسم حاليا فوراق بحجم الجبال، تقنيا وسيكولوجيا وحتى على مستوى الخامات الفردية وحيد لن يقبل حتى بالتعادل وسيقاتل لمواصلة زحف العلامة الكاملة كي يحسم بطاقة الباراج من هذه الجولة. • إنتصار بسبعة فوائد الإنتصار المخطط له من طرف عناصرنا الوطنية، يجد صداه في بلوغ مغانم لا حصر لها وفوائد لا تحصى ولا تعد. منها أن يواصل الفريق الوطني علامته الكاملة والتي لا يضاهيه فيها سوى نسور قرطاج، يريد أيضا أن تتواصل عذرية الشباك لتكرار ما حدث في تصفيات مونديال روسيا، يريد أن ينهي ويحسم التأهل من هذه المحطة ليتفرغ للباراج عبر تجريب باقي اللاعبين في مباراتين شكليتين أمام السودان وغينيا أيضا. يريد أن يرتقي في تصنيف الفيفا ليتجاوز رسميا ثعالب الجزائر ويصبح ثالثا خلف تونس والسينغال، ويريد أن يعزز مكاسب الثقة مع الأنصار، ويريد وحيد الرد على منتقدي اختياراته التقنية وضرب سرب المشاغبين ومن يدعم عودتهم كما يصفهم بحجر اقتلاع أنياب الأفيال الغينية. صحيح كرة القدم جبلت وما تزال على كم هائل من المفاجآت الصارخة، لكن قياسا بالروح العالية الإنتصارية والجماعية المسيطرة حاليا على لاعبي الفريق الوطني، فإنه لا أحد يتوقع أن يكون الأفيال عائقا كبيرا لربح بطاقة ملحق المونديال.