• مشاركة الأسود في المونديال رائعة وتاريخية • أفتخر بهذا الجيل الذهبي • علينا استثمار هذا الإنجاز على نحو أفضل أكد هشام الدكيك مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة وأحد صناع ملحمة المشاركة الناجحة لأسود القاعة بنهائيات كأس العالم أن الإنجاز التاريخي غير المسبوف الذي تحقق بلتيوانيا جاء بفضل جيل متوهج من اللاعبين الرائعين الذين أبلو البلاء الحسن في أكبر محفل عالمي، وبفضل حكامة تدبيرية وتسييرية نموذجية بين الأطر التقنية المشرفة على تدريب المنتخب الوطني وإرادة جامعة الكرة برئاسة السيد فوزي لقجع التي وفرت كافة شروط النجاح لهذا الجيل الذهبي. في هذا الحوار يتحدث هشام الدكيك، بقلب مفتوح لقراء «المنتخب»، عن المسيرة الناجحة لأسود القاعة بمونديال ليتوانيا، وعن العوامل الأساسية التي ساهمت في تحقيق هذه الملحمة التاريخية، وأيضا عن الآفاق المستقبلية للفوت صال المغربي. إليكم تفاصيل الحوار. المنتخب: هل كنت تتوقع مشاركة ناجحة وتاريخية لأسود القاعة بمونديال ليتوانيا؟ الدكيك: سأكون معك صريحا، الفريق الوطني المغربي للفوت صال، قدم إشارات قوية قبل المشاركة بمونديال ليتوانيا على جاهزيته الكاملة، في مقدمتها الفوز بلقبي كأس إفريقيا للأمم بجنوب إفريقيا وأيضا بالعيون، كما فاز بلقب بطل العرب للمنتخبات بمصر. وبفضل البرنامج الإعدادي الناجح الذي أشر عليه السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية للمغرببة لكرة القدم، تمكن أسود القاعة من إجراء سلسلة من المباريات الودية أمام منتخبات وازنة على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى المعسكرات الإعدادية المتواصلة بمركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، ونظرا لكل هذه العوامل الإيجابية والهامة كان كان من الطبيعي أن نهدف من خلال المشاركة الثالثة على التوالي بالمونديال إلى تحقيق أول فوز في نهائيات كأس العالم والذي جاء بكل جدارة واستحقاق على حساب منتخب جزر سليمان بسداسية نظيفة، وبعد ذلك تعادلنا أمام منتخب تايلاند بعدما كنا الأقرب لانتزاع فوز ثان، وبفضل فوز وتعادل تمكنا من الحصول على ورقة التأهل ولأول مرة في تاريخنا للدور الثاني لمونديال الفوت صال، وفي مباراة البرتغال الثالثة تمكن المنتخب المغربي من فرض سيطرته أمام منتخب البرتغال بطل أوروبا، وخرجنا متعادلين بحصة (33) ولعبنا أمام البرتغال مباراة بطولية بكل المقاييس قدمنا خلالها أداء قويا ومشرفا، ونجحنا في احتلال الرتبة الثانية في مجموعتنا وراء منتخب البرتغال، وفي نفس الوقت ضمان التأهل ولأول مرة في تاريخنا لدور ثمن النهائي، حيث واجهنا منتخب فنزويلا. وبفضل همة الرجال تمكن المنتخب المغربي من تحقيق فوز هام على حساب المنتخب الفنزويلي العنيد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وكسبنا ورقة التأهل لدور ربع النهائي، حيث لعبنا مباراة حارقة أمام منتخب البرازيل حامل اللقب العالمي في خمس مناسبات من أصل ثمان مشاركات في نهائيات كأس العالم، بحضور لاعبين كبار يتمتعون بتقنيات عالية، لكن ورغم الفرق الشاسع في التاريخ والتجربة تمكن المنتخب المغربي من أن يقدم مستوى تقنيا قويا ومشرفا ونجحنا في العديد من المناسبات في إحراج المنتخب البرازيلي، وكنا الأقرب لتسجيل هدف السبق لولا العارضة، لكن ومن كرة ثابتة تمكن منتخب البرازيل من تسجيل هدف الفوز، والشيء الذي أسعدني كثيرا هو أن أسود القاعة فرضوا سيطرتهم على منتخب البرازيل في العشر دقائق الأخيرة من زمن المباراة، حيث ركن البرازيليون إلى الدفاع وكنا في عدة مناسبت الأقرب لتسجيل هدف التعادل، والحقيقة أن بعض الجزئيات البسيطة هي التي تحكمت في نتيجة المباراة لصالح البرازيل، لكن المنتخب المغربي خرج مرفوع الرأس من مونديال ليتوانيا، وبالمناسبة أود أن أشكر جميع اللاعبين على مجهوداتكم الكبيرة، والطاقم التقني المساعد الذي قام بعمل كبير بفضل الإجتهاد والمتابرة لمدة أربع سنوات من العمل الجاد، كما أشكر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و جميع المتداخلين في اللعبة من مسيرين وأطر تقنية وجمهور والصحافة الرياضية التي كان لها دور إيجابي في تحميس اللاعبين ومنحهم الدعم والعناية التي يستحقونها. المنتخب: كيف تقيم مشاركة المنتخب المغربي في مونديال ليتوانيا؟ الدكيك: شخصيا أعتبر مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم بليتوانيا بالناجحة والرائعة والتاريخية لأن المنتخب الوطني خلق الإستثناء في كل شيء، حقق أول فوز في تاريخ مشاركتنا بالمونديال أمام منتخب جزر سليمان بحصة قوية، تأهلنا وبكل استحقاق لأول مرة للدور الثاني، واصلنا الرحلة وبكل إصرار وعزيمة إلى دور ربع النهائي، وبفضل جيل ذهبي من لاعبين كبار أحرجنا منتخب البرازيل الذي فاز علينا بصعوبة كبيرة، وبشهادة الصحافة العالمية والوطنية برهن المنتخب المغربي لكل العالم على أنه قوة صاعدة في مجال كرة القدم داخل القاعة، ومن أجل الحفاظ على ريادتنا إفريقيا وعربيا يجب استثمار مشاركتنا الناجحة بمونديال ليتوانيا على أفضل وجه، علينا مواصلة العمل وبكل جدية والإهتمام أكثر بالعمل القاعدي قصد تفريخ جيل جديد من اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة الكبيرة للفوت صال المغربي، وعلى وزارتي الشباب والرياضة والتربية الوطنية إدخال الفوت صال في المناهج التعليمية الخاصة بالرياضة المدرسية قصد توسيع قاعة الممارسة، وإعادة النظر في أرضية القاعات المغطاة المتواجدة بكافة التراب الوطني، وتجهيزها بأرضية صالحة لإجراء مباريات في كرة السلة، اليد، الطائرة وكرة القدم داخل القاعة، كما هو الشأن في جميع دول العالم لأن الأرضية المتواجدة حاليا في أغلب القاعات المغطاة، أصبحت غير صالحة وتتسبب في العديد من المشاكل والأعطاب لعدد كبير من اللاعبين وفي مقدمتهم نجم الفريق الوطني المغربي للفوت صال سعد كنية، الذي غاب عن مونديال ليتوانيا، وكان بإمكانه أن يقدم الإضافة الكبيرة لأسود القاعة، لولا العطب الذي تعرض له بسبب سوء أرضية إحدى القاعات المغطاة. وبالمناسبة أتمنى أن يتم الإهتمام أكثر بكرة القدم داخل القاعة في المستقبل من طرف وزارتي الشباب والرياضة والتربية الوطنية والجماعات المحلية المطالبة بتجهيز القاعات المغطاة بأرضية تتوفر على الموصفات العالمية، أي تبليط القاعات ب «الباركي» بنفس القيمة والجودة التي تتوفر عليها القاعة المغطاة بمركز محمد السادس لكرة القدم ضاحية سلا. المنتخب: أنت من المدربين المشاركين بمونديال ليتوانيا الذي شارك في ثلات كؤوس عالمية متتالية، ما هو تقييمك بخصوص المشاركات السابقة لأسود القاعة؟ الدكيك: شخصيا أفتخر لأنني المدرب الوحيد الذي شارك في نهائيات كأس العالم للفوت صال وللمرة الثالثة على التوالي رفقة الفريق الوطني المغربي، لكن وبدون مجاملة، وهذه شهادة للتاريخ، هناك فرق كبير بين مشاركة الفريق الوطني المغربي في نهائيات كأس العالم للفوت صال في دورتي تايلاند 2012 وكولومبيا 2016، المخيبة للآمال، والمشاركة الناجحة في نهائيات كأس العالم بليتوانيا 2021، وذلك لعدة اعتبارات في مقدمتها أن دورتي تايلاند وكولومبيا، لم يجر خلالها الفريق الوطني المغربي أي مباراة ودية كما أن الإستعدادات لم تكن بالكافية، عكس مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم بليتوانيا التي تميزت بتسطير برنامج إعدادي حقيقي ومتواصل لمدة سنتين من العمل الجاد، كما لعبنا العديد من المباريات الودية أمام منتخبات وازنة وشاركنا في دوريات دولية خارجية، وفي عز وباء كورونا أجرينا العديد من المباريات الودية أمام منتخبات عالمية بمركز محمد السادس لكرة القدم بمدينة سلا . كل هذه العوامل الايجابية والهامة كان لها انعكاسات إيجابية على المردود التقني والتكتيكي للفريق الوطني المغربي الذي حقق نتائج إيجابية وأصبحنا من ضمن 8 منتخبات عالمية، وهذه الرتبة المشرفة لم تأت عن طريق الصدفة وإنما جاءت بفضل عمل جاد ومتواصل، في الوقت الذي نجد فيه دول أوروبية جد متقدمة في كرة القدم داخل القاعة، كفرنسا، هولندا وألمانيا، لم تتمكن من ضمان ورقة التأهل لنهائيات كأس العالم بليتونيا. شخصيا أفتخر بهذه الحصيلة الإيجابية والمتميزة للفريق الوطني المغربي، وشكرا لكل من ساهم في هذا الإنجاز الخرافي الذي سيبقى موشوما في ذاكرة الجميع، ولماذا لا يرتفع سقف الطموح ونعمل لنكون ذات يوم أبطالا للعالم..
• بطاقة مهندس النجاح • الاسم الكامل: هشام الدكيك من مواليد: 6 ماي 1972 • المهام والمناصب: مدرب الفريق الوطني المغربي للفوت صال مند سنة 2010 وإلى غاية الآن. خبير الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والفيفا. مشرف على القطب التقني بالإدارة التقنية الوطنية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. • إنجازاته كمدرب: بطل إفريقيا للفوت صال رفقة المنتخب المغربي بدورتي جنوب إفريقيا 2016، والعيون المغربية 2019 بطل كأس العرب للمنتخبات بمصر سنة 2020 بلغ ربع نهائي كأس العالم للفوت صال بمونديال ليتوانيا 2021.