ودعت لاعبة الجيدو السعودية تهاني القحطاني منافسات +78 كلغ من دور ال32 أمام الإسرائيلية راز هيرشكو الجمعة، ضمن الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، في خطوة أثارت جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما خسر اصطدم الفرنسي تيدي رينير بعقبة روسية حرمته الذهب. وفي معبد نيبون بودوكان في طوكيو، خسرت القحطاني بنقطة إيبون أمام هيرشكو في مباراة اعتبرتها اللاعبة السعودية "عادية". وأحرزت اليابانية أكيرا سوني الذهبية، فيما نالت الكوبية إيداليس أورتيس الفضية، وذهبت البرونزيتان للفرنسية رومان ديكو والأذربيجانية إيرينا كيندزيرسكا. وقالت القحطاني لوكالة فرانس برس عقب المواجهة "كانت مباراة عادية. لقد خسرت، ولكن شعوري عادي وهذه بالنهاية رياضة". ولدى سؤالها عن الجدل المثار حيال هذا اللقاء، أضافت القحطاني صاحبة الشعر الأصفر التي كانت ترتدي زي جيدو أخضر عليه شعار النخلة الذي يرمز إلى السعودية "لست مهتمة. لقد أطفأت هاتفي خلال اليومين الماضيين". وأشارت ضاحكة إلى أنها "صافحت اللاعبة ثلاث مرات"، ملمحة إلى أنها تنتظر ما سيكون عليه رد الفعل الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تنظر الآن "إلى المستقبل هناك مسابقات أخرى، وربما أكون في باريس 2024". ورفض أعضاء من البعثة السعودية في اليابان التعليق على المباراة، مكتفين بالقول إن "تهاني لعبت وخسرت". وتأتي هذه المواجهة عكس موجة الانسحابات التي أعلنها عدد من الرياضيين العرب والمسلمين مع لاعبين إسرائيليين. واستقطبت مواجهة القحطاني مع هيرشكو اهتمام السعوديين الذين ينقسمون بين مؤيد ومعارض للمشاركة، لكن على الصعيد الرسمي، بدا التشجيع للقحطاني واضحا، من دون أي ذكر لإسرائيل. ورأى البعض في تعليقات على مواقع التواصل أن المباراة تندرج في سياق حدث رياضي دولي ولا ينبغي خلطها بالقضايا السياسية، فيما اعتبر آخرون أنها تندرج ضمن العداء العربي مع إسرائيل وكان يتعي ن على القحطاني الانسحاب. وقال نائب رئيس الاتحاد السعودي للجودو مستشار رئيس الاتحاد الدولي للعبة نبيل الحسن لفرانس برس إن "القحطاني جاءت إلى أولمبياد طوكيو للمشاركة في هذا الحدث الكبير وهو شرف يتمناه أي رياضي". وأضاف أنه لم يكن يتأمل أكثر من "ظهور مشرف خلال المشاركة النسائية السعودية الثالثة في الجودو بدورة الألعاب الأولمبية". ومنذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية، تتبع المملكة سياسة انفتاح اجتماعي تشمل إلغاء عدد من القيود التي كانت مفروضة على النساء، مثل قيادة السيارات والسفر إلى الخارج من دون مرافقة ولي أمرها. وتعد القحطاني ثالث سعودية تشارك في الأولمبياد بلعبة الجودو بعد وجدان شهرخاني في لندن 2012، وجود فهمي في ريو 2016. وفي إطار مواجهة لاعبين إسرائيليين، كان لاعب الجيدو الجزائري فتحي نورين انسحب من مواجهة السوداني محمد عبد الرسول "نصرة للقضية الفلسطينية" لتفادي احتمالية اللعب مع الإسرائيلي توهار بوتبول في وزن 73 كلغ، فسحب اعتماده مع مدربه عمار بن خليف. كما غاب عبد الرسول الذي أبرمت بلاده أخيرا اتفاق تطبيع مع اسرائيل عن مواجهة بوتبول، فيما أعلنت اللجنة الأولمبية السودانية الخميس انه تغيب "لتمزق في الأربطة القطنية أسفل الظهر". ولطالما انسحب لاعبون عرب أو مسلمون من بطولات دولية رفضا لمواجهة لاعبين إسرائيليين ودعما لقضية الشعب الفلسطيني. وأبرمت البحرين والإمارات والمغرب والسودان اتفاقات تطبيع مع الدولة العبرية. وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن السعودية هي البلد التالي المرشح لتطبيع العلاقات. وتحدثت تقارير إعلامية كثيرة في السنوات الأخيرة عن اتصالات بين مسؤولين من البلدين لم يكن في الإمكان تأكيدها. وفي منافسات الرجال لوزن +100 كلغ، انتهى مسعى لاعب الجيدو الفرنسي تيدي رينير لحصد ذهبية أولمبية ثالثة على التوالي بعد خسارته في ربع النهائي أمام الروسي تاميرلان باشاييف الجمعة أيضا في معبد نيبون بودوكان نفسه. وحصد رينير البرونزية الذي مني بهزيمة بنقطة وازاري أمام الروسي المصنف أول عالميا والذي يلعب تحت علم محايد. بدوره حصد باشييف برونزية أيضا ، فيما نال الذهبية التشيكي لوكاش كريباليك، والفضية الجورجي غورام توشيشفيلي. وكان المتوج بعشر ذهبيات في بطولة العالم، نجح في إنجاز لم يسبقه إليه أي لاعب او لاعبة جودو، في تجاوز أول اختبارين أمام النمسوي ستيفان هيغي والإسرائيلي أور ساسون وع ب ر الى ربع النهائي وخسر أمام باشاييف، فعلت الأصوات في الملعب "لقد خسر.. لقد خسر" لأنها لم تكن خسارة متوقعة. وبالتالي، بات سعي الفرنسي الآن إلى تكرار إنجاز أولمبياد 2008 بنيل البرونزية، ليبقى وحده الياباني تاداهيرو نومورا المتوج بذهبية الوزن الخفيف أعوام 1996 و2000 و2004، الذي حقق هذا الانجاز.