حسم اتحاد طنجه مباراة الدورة 28 من منافسات البطولة الإحترافية والتي حل خلالها ضيفا على الوداد البيضاوي بفوز ثمين (4 – 2)، وهي المباراة التي احتضنها المركب الرياضي محمد الخامس وقادها الحكم الداكي رداد. واتسمت المباراة بين الفريقين بصعوبة بالغة، تجلت صعوبتها بالنسبة للمحليين في رغبة الوداد في تسجيل حضور قوي بلاعبين أغلبهم من الإحتياطيين، فيما تجلت الصعوبة بالنسبة للزوار في بحث اتحاد طنجة على تحقيق فوز غاية في الأهمية لكسب نقاط تزن ذهبا وستكون طريق الإفلات من مخالب النزول. وبعد انطلاق صافرة البداية بدقائق معدودة تمكن اتحاد طنجة من مباغتة مضيفه الوداد بالحصول على ضربة جزاء إثر عرقلة أحد لاعبيه في منطقة العمليات، وهي ضربة الجزاء التي انبرى لها إكسيل مايي وترجمها لهدف السبق في الدقيقة 15. دقيقتان فقط أضاف بعدها اتحاد طنجة الهدف الثاني عبر نفس اللاعب إكسيل مايي (د.17) من ضربة رأسية، دون أن يستوعب لاعبو الوداد ما الذي حدث. اندفاع اتحاد طنجة منذ بداية المباراة للبحث عن هدف السبق كان مؤشرا على رغبة وإصرار لاعبي فارس البوغاز في الخروج من المباراة بفوز مهم وانتزاع كل نقاط المباراة لرفع رصيده في بنك النقاط تفاديا لكارثة محذقة. وفي المقابل لم يكن الوداد أحسن حالا، ولم يظهر بمستواه المعهود في ظل التغيير الكبير الذي أجراه المدرب فوزي البنزرتي على تشكيلته بالإعتماد على فريق أغلب لاعبيه من الإحتياطيين، وذلك رغبة منه في إراحة أهم لاعبي الفريق بعد حسم لقب البطولة واستعدادا لمباراة نصف نهائي كأس العرش أمام المغرب التطواني، لذلك ظهر لاعبو الوداد في هذه المباراة وهم يعانون من اختناق كبير ويواجهون صعوبة بالغة في تليين طريقة أدائهم، إن على مستوى الدفاع أو على مستوى الهجوم. ولم تقتصر صعوبة الوداد على معاناته مع تليين طريقة أدائه، ولكنها ظهرت أيضا من خلال الإرتجال الذي أصاب الفريق بعد طرد لاعبه أووك في الأنفاس الأخيرة من زمن الشوط الأول (د.44) إثر تهوره وارتكابه لخطإ متعمد. وحاول الوداد البيضاوي العودة في المباراة خلال الشوط الثاني رغم أقليته العددية، ساعده في ذلك ضربة الجزاء التي أهدرها أكسيل مايي لصالح اتحاد طنجة، كما ساعده طرد اللاعب الطنجاوي أنس أصباحي في الدقيقة 59، ليتساوى الفريقان من حيث عدد اللاعبين على أرضية الملعب، وهو ما ساعد "الفرسان الحمر على تسجيل هدفهم الأول عبر المهاجم أيوب الكعبي في الدقيقة 63. إضاعة ضربة جزاء وطرد أصباحي رفع معنويات الوداد، وحفز لاعبيه للبحث عن تقليص نتيجة المباراة على الأقل، وتزامن ذلك من بعض التغييرات التي قام بها المدرب البنزرتي على مستوى التركيبة البشرية لفريقه، كما تزامن ذلك مع التراجع الكبير الذي عانى منه اتحاد طنجة سواء من حيث الأداء أو من حيث تعرية الكثير من المساحات في مناطق حساسة بالإقتصار على اللعب الدفاعي. واستغل اتحاد طنجة بقاء نتيجة المباراة لصالحه (2 – 1) بعدما أضاع الوداديون بعض الفرص الحقيقية للتسجيل ليمارسوا حقهم في الضغط والهجوم عبر مرتدات قوية كان أبرزها في الدقيقة 85 التي أثمرت الهدف الطنجاوي الثالث عبر البديل يوسف أنور. وكان الهدف الثالث صاعقا بالنسبة للوداديين الذين تلقوا ضربة غير متوقعة بملعبهم، لكنهم مع ذلك ظلوا مصرين على تقليص الفراق وقد تمكنوا من ذلك في الوقت بدل الضائع عندما سجل الوردي الهدف الثاني في الدقيقة 90+2. لكن الرد الطنجاوي جاء سريعا بتوقيع الهدف الرابع في الدقيقة 90+6 عبر موكوكو الذي زلزل دفاع ومرمى الدواد بهدف موجع. ومع صافرة حكم المباراة بانتهاء المباراة تنفس الطنجاويون الصعداء بانتزاع كل نقاط المباراة، وحققوا ما كان مأمولا فيه بتحقيق فوز مهم للغاية (4 – 2). وبهذه النتيجة رفع اتحاد طنجة رصيده من النقاط إلى 35 نقطة ارتقى بها للمركز السادس، وابتعد كثيرا عن المنطقة المكهربة فيما لم تتأثر وضعية الوداد على مستوى الترتيب بعدما حسم لقب البطولة لصالحه في الدورة الماضية