في مؤخر الجولة الثامنة عشرة، تتجه أنظار المتتبعين الرياضيين مساء اليوم إلى ملعب العبدي بالجديدة الذي سيكون مسرحا لاصطدام كروي حارق بين الغريقين الدفاع الحسني الجديدي وضيفه شباب الريف الحسيمي، وهي مباراة تعتبر بحق قمة أسفل الترتيب بلا منازع، بالنظر إلى الوضعية الحرجة للفريقين داخل بطولة الصفوة، ويراهن فرسان دكالة والريف بقوة على هاته المواجهة الحاسمة لتحقيق الامتياز الذي لا بديل عنه للابتعاد من المناطق المكهربة. في الهم سواء إلى حدود آخر دورة، عجز الفريقان الدكالي والحسيمي على نفض غبار التواضع وفرض شخصيتهما القوية داخل البطولة الوطنية، الدفاع الذي كان يراهن عليه الجميع قبل بداية الموسم الكروي الحالي للعب أدوار طلائعية ومنافسة الأقوياء على الدرع الفضي الذي كان قريبا من معانقته في الموسمين الأخيرين، خيب آمال جماهيره وأنصاره هذه السنة، وبدا منذ الدورة الأولى غير قادر على تجاوز أزمة نتائجه التي طال أمدها، بدليل أن فارس دكالة لم يتذوق طعم الانتصار بميدانه منذ الدورة الخامسة، ومن ثمة وجد اليوم نفسه يصارع من أجل الانفلات من شبح النزول الذي يتهدده، بدل المنافسة على اللقب الذي طال انتظاره، وليس شباب الريف الحسيمي أحسن حالا من نظيره الجديدي، إذ وجد الوافد الجديد على قسم الأضواء صعوبة كبيرة في إثبات ذاته ومجاراة إيقاع البطولة، بالرغم من إنتدابه لفريق بكامله هذا الموسم، إذ لم يتذوق طعم الفوز سوى في مناسبتين اثنتين، كانت واحدة منها أمام الدفاع بملعب مرشان بطنجة، وهي حصيلة رقمية هزيلة تختصر معاناة أبناء الريف الذين باتوا مرشحين بالعودة إلى دوري الدرجة الثانية، إن لم يكثفوا من مجهوداتهم في الدورات القادمة. الانتصار شعار الفريقين لأن المباراة أشبه بلقاء سد «باراج» لا يقبل أنصاف الحلول، فقد رفع الدفاع الحسني الجديدي وشباب الريف الحسيمي شعار الفوز أولا وأخيرا في نزالهما القوي مساء اليوم على أرضية ملعب بن محمد العبدي، ولعل ما سيرفع من درجة حرارة المواجهة تحقيق فريقي شباب قصبة تادلة والنادي القنيطري المعذبين كذلك في أسفل الترتيب خلال هاته الدورة لنتيجة الفوز، وبالتالي شددا الخناق على باقي الأندية المهمومة التي تبحث عن طوق النجاة من مخالب النزول، لذلك تبدو هاته المباراة بمثابة الفرصة الأخيرة لفارس دكالة للخروج من وضعيته المتأزمة وطرد الشك الذي بدأ يتسلل إلى أقدام وأذهان اللاعبين وجمهور الفريق أيضا، لأن أي نتيجة غير الانتصار ستعقد وضعية الدفاع أكثر في مؤخرة الترتيب، كما قد تؤزم العلاقة بين المدرب كرامة والمسؤولين الجديديين الذين باتوا هذه الأيام محط انتقاد الرأي العام المحلي، من جهته الفريق الريفي يدرك صعوبة مهمته خارج قواعده أمام أصدقاء العميد الضيفي، وسيعمل كل ما في وسعه للعودة بنتيجة إيجابية تبقي على آماله في البقاء ضمن أندية الصفوة الذي يبقى رهانه الكبير هذا الموسم. وخلال هاته المباراة سيكون المدربان كرامة ويومير في المحك، بعد تصريحاتهما المثيرة للجدل عقب خسارة فريقيهما أمام الفتح الرباطي واتهامهما لزميلهما عموتا بنهج أسلوب مماثل لرياضة الريكبي، وعلى ضوء نتيجة هذا اللقاء سيتحدد مصير كل منهما داخل فريقيهما. أحمد منير البرنامج الإثنين 21 فبراير 2011 بملعب العبدي بالجديدة: الدفاع الحسني الجديدي شباب الريف الحسيمة: س:19(الحكم: منير الرحماني)