قد تكون الضارة التي ستجلب المنفعة للمدرب والناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش، أن يقرر الإتحاد الدولي لكرة القدم بتوصية معللة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إرجاء انطلاقة الأدوار التصفوية الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 لغاية شهر شتنبر بدلا من شهر يونيو القادم، كما كان مقررا من قبل، فالإرجاء سيترك بلا شك هامشا زمنيا للمدرب وحيد خاليلودزيتش للمناورة ولتصحيح ما اختل في صورة الأداء الجماعي، عندما خاض الفريق الوطني آخر مباراتين تصفويتين لكأس إفريقيا للأمم أمام موريتانياوبوروندي. يجب أن نحيل أنفسنا على شهر مارس الماضي، الذي نازل خلاله الأسود في مباراتين رسميتين، منتخب «المرابطون» بنواكشوط عن الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم، ومنتخب بوروندي هنا بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط عن الجولة السادسة والأخيرة لذات التصفيات، لنستعيد صدى الجلبة وحجم القلق وكم الإحباط الذي أصابنا جميعا من العرض الكروي الضعيف الذي قدمه الأسود في المباراتين معا، فإن كنا إلتمسنا العذر للأسود بعدم تقديم أداء مطمئن في مباراة موريتانيا، بأن عزينا ذلك للأرضية السيئة لملعب الشيخا ولد بيديا بنواكشوط، فإن مباراة بوروندي لم تكن لتحتمل كثيرا من الكذب على النفس، برغم أن السيد وحيد الذي ضاق ذرعا بكم الإحتجاج الساطع وحجم الغضب الصاعد من الصدور والمندلق على موائد التحليل بمختلف هيئاتها، هرب بنا خلال خرجته الإعلامية التي أعقبت المباراتين، إلى الأرقام القوية للفريق الوطني في التصفيات، ليغطي على الحقائق الموجعة التي وقفنا عليها في نزالي الأسود أمام موريتانياوبوروندي. وباعتماد الأجندة الموضوعة سلفا من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فقد كان الفريق الوطني، الخارج متثائبا ومترنحا من خيمة تصفيات الكان، سيتوجه رأسا لتصفيات كأس العالم بمواجهة صقور الجذيان مستهل شهر يونيو القادمن من دون أي إمكانية لتعديل الأوتار ودرء المفاسد التكتيكية من خلال الوديات، لولا أن القوة القاهرة متمثلة في تفشي السلالة المتحورة لفيروس كورونا، ومتمثلة أيضا في عدم تصديق الكاف على عدد من الملاعب الإفريقية المرشحة لاستضافة التصفيات، أجلت المباراتين الأوليين للتصفيات المونديالية، وهيأت لوحيد خاليلوذزيتش الفرصة لكي يحصل على وديات ينقح خلالها الأداء الجماعي للفريق الوطني ويفتحص مدى جدوى المتغير التكتيكي الذي أقدم عليه في مباراة بوروندي باللعب بثلاثة قلوب دفاع. وإذا كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد رتبت سلفا لمحك ودي يحضر الفريق الوطني لتصفيات المونديال نهاية الشهر الحالي، فإن المستجد الجديد والذي يقضي بتأجيل الدور التصفوي الثاني لغاية شهر شتنبر يفرض ترتيبا خاصا واجتهادا لوجيستيا للإستفادة بشكل جيد من هذا الهامش الزمني المتاح، عن طريق ترتيب محكات ودية ضد منافسين أفارقة بعيارات مختلفة، لتعميق الإشتغال في ورش تمنيع شخصية الفريق الوطني وتحصين الأداء الجماعي ضد كل أشكال التمييع التي سجلنا حضور بعضها في آخر ظهور للأسود. ومع وصول أسود الأطلس لنهاية موسم شاق وماراطوني، زاد من وعورته الظروف الصحية المعقدة التي تحيط بمعيش اللاعبين بشكل عام، فإن المدرب والناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش سيكون أمام الكثير من الإكراهات في ترتيب تربصات تبدو على درجة كبيرة من الأهمية والإستراتيجية، إكراهات لوجيستية تتعلق بنقل اللاعبين إلى المغرب مع استمرار تعليق الرحلات الجوية مع دول إقامة كثير منهم، وإكراهات رياضية ترتبط بأن نهاية أي موسم كروي من جنس هذا الموسم الذي سينتهي بعد أيام، تكون مصيرية في مسار اللاعبين بخاصة الذي يوجدون في نهاية عقودهم أو الذين سيعرض عليهم الإنتقال من نواديهم الحالية، يضاف لذلك كله الإمكانات المتاحة حاليا للجامعة لإيجاد المنتخبات الإفريقية أو غيرها التي يمكن أن تكون للأسود محكا كاشفا بل ومحددا للتطور الحاصل في منظومة اللعب، وتكون أيضا لوحيد خاليلودزيتش مناسبة للتعرف أكثر على المكنونات الفنية والإبداعية للاعبيه ليختار لها القالب التكتيكي الذي يجملها ويبرزها، وذاك هو أكبر نفع يمكن أن يجنيه السيد وحيد من ضارة تأجيل تصفيات المونديال.