وضع باتريس موتسيبي إعادة التوازن المالي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) ضمن أولى أولوياته على رأس الهيئة التي اختير لقيادتها الجمعة بالرباط، إضافة إلى خلق جاذبية أكبر للكرة الإفريقية. وزك الجمع العام للكاف صباح الجمعة رجل الأعمال الجنوب إفريقي رئيسا لغياب منافسين بعدما بقي مرشحا وحيدا لهذا المنصب إثر انسحاب منافسيه الثلاثة في وقت سابق، كما تقتضي ذلك قوانين الكاف. وكان رئيس الاتحاد الدولي فيفا جياني إنفانتينو توصل في وقت سابق إلى عقد اتفاق يقضي بانسحاب المرشحي الايفواري جاك أنوما، السنغالي أغيستان سنغور والموريتاني أحمد ولد يحيى، بحيث يحصل الأول على منصب مستشار الرئيس والأخيران على منصبي نائبي الرئيس. وأكد موتسيبي في خطاب التنصيب "على أولوية العمل بشكل عاجل لتحقيق إنجازات خلال الأشهر المقبلة" خصوصا على مستوى مالية الاتحاد، لافتا إلى الهوة التي تفصل أحيانا "النوايا الحسنة والإنجازات الفعلية". وأضاف خلال مؤتمر صحافي في وقت لاحق مساء امس الجمعة "نود أن نضخ الأموال ونخلق الحماس اللازم من أجل أن يشاهد الأفارقة كرة قدم إفريقية كما يشاهدون المنافسات الأوروبية". وكان يتحدث بجانب كل من ولد يحيي وأنوما وسنغور. من جهته شدد ولد يحيى على "أهمية الحوكمة الجيدة والشفافية"، بينما أشار أنوما إلى "أولوية البحث عما يكفي من الموارد لتطوير الكرة الإفريقية". بعد تزكية الرئيس الجديد انتخب الكاف الأعضاء الجدد لجهازه التنفيذي، إضافة إلى ممثليه في مجلس الفيفا. وبين هؤلاء المغربي فوزي لقجع والمصري هاني أبو ريدة عن الدول الناطقة بالإسبانية أو البرتغالية أو العربية، بعد انسحاب منافسيهما الجزائري خير الدين زطشي وغوستافو ندونغ من غينيا الاستوائية. وكان لقجع، الذي كان يرأس اللجنة المالية، أشار إلى الصعوبات المادية للمؤسسة التي "استقرت على عجز يبلغ نحو 10 ملايين" دولار، محذرا من أن الكاف "بصدد +أكل + رأس ماله وأمواله الخاصة" ومتحدثا عن "عجز هيكلي". وبالتالي، فإن المسألة المالية ستكون أولى مهمات موتسيبي الذي أكد في خطاب انتخابه على "الضرورة القصوى لتحقيق الاستقرار المالي للكونفدرالية الإفريقية". وشدد موتسيبي على ضرورة التقارب مع القطاع الخاص في كل بلد للعثور على رعاة لكرة القدم، وطلب أن ينتقل الجمع العام من إيقاع سنوي إلى نصف سنوي "على الأقل"، مؤكدا "أنا لست واثقا فحسب، أنا متحمس جدا. وجه كرة القدم الأفريقية لن يكون نفسه مرة أخرى". كما وعد موتسيبي بزيارة كل البلدان العضو في الكونفدرالية الافريقية في ظرف عام، مشددا على طموحه في أن تحقق المنتخبات الإفريقية نتائج جيدة على المستوى العالمي "كفيلة بجعلنا نكسب احترام العالم، سوف يأخذ ذلك بعض الوقت لكن الأولوية للاسثتمار في الشباب والبنيات التحتية". ويراهن الفريق الجديد الذي يقود الكاف أيضا على تطوير كرة القدم النسائية، وتنظيم منافسات منتظمة في هذا الصنف. يتولى موتسيبي رئاسة الكونفدرالية الإفريقية بينما أوقفت فيفا سلفه أحمد وخضع للتحقيق في فرنسا في حزيران/يونيو 2019 بشبهات فساد قبل إخلاء سبيله، علما بانه وصل الى منصبه في 2017 بدعم من إنفانتينو، منهيا حكما دام 29 عاما لعيسى حياتو بنيله 34 صوتا مقابل 20 للكاميروني الواسع النفوذ الذي لاحقته أيضا فضائح فساد عديدة. وهو أول جنوب إفريقي يرأس الكونفدرالية القارية للعبة، وذلك بعد رئيسين من كل من مصر والسودان ورئيس من اثيوبيا والكاميرون ومدغشقر. وخلافا لرؤساء سابقين في الكونفدرالية القارية، قادمين من جامعتهم الوطنية، برز اسم موتسيبي من خلال رئاسته نادي ماميلودي صندوانز الجنوب افريقي بطل القارة في 2016. ترأس نادي مدينة بريتوريا منذ 2003، قبل اعلانه في الايام الماضية انه سيتخلى عن منصبه لنجله، بحال فوزه في الانتخابات القارية. وأكد إنفانتينو خلال افتتاحه أعمال الجمع العام على أهمية "الوحدة" و"قيمة روح الفريق، التي رأيناها خلال الأشهر الأخيرة في إفريقيا"، مضيفا "لديكم جميعا نفس الرؤية". وتابع "الآن يجب رفع مستوى كرة القدم الإفريقية إلى العالمية بتعاون مع الفيفا". وكان رئيس الاتحاد الدولي أشاد في وقت سابق بالتوافق حول موتسيبي قائلا "اهنىء الرجال الاربعة هنا. هؤلاء الرجال الاربعة جعلوا المستحيل ممكنا. أظهروا أنه من الممكن العمل كفريق واحد وراء مشروع، برنامج، رؤية، وهي رؤية لمشروع دفع كرة القدم الإفريقية إلى القمة العالمية". في المقابل انتقد البعض التوافق الذي شارك برعايته رئيس الجامعة المغربية لقجع لانتقادات البعض، فشبه الليبيري موسى بيليتي، عضو اللجنة التنفيذية السابق في كاف، إنفانتينو بالملك البلجيكي السابق ليوبولد الثاني الذي كان "رئيسا ومالكا مطلقا للكونغو بين 1885 و1908"، مضيفا ان انفانتينو يستمر بالتأكيد "انه العدو الاول للكرة الإفريقية".