• النقطة التاسعة في سماء البيضاء ساطعة • وداد الأمة سيربحها بسلاحي العزم والهمة منتشيا بسيرورة نتائج ولا أروع وبعلامة كاملة بديعة وبانطلاقة راعدة في أول إبحار له في دور المجموعات، الوداد يسعد بالوصال الأول مع الأنصار ولو مع الغياب المفروض ب «ڤيطو» الجائحة على ملعب محمد الخامس بملاقاة خصم يمثل اليوم عمليا وعلى الورق المنافس الأول على صدارة المجموعة. هورويا الغيني واحد من زبناء الأندية المغربية الأوفياء قاريا عبرالتاريخ. ب 4 نقاط وبداية موفقة يعود لملاقاة وداد الأمة في ذات المسابقة وقد إلتقيا قبل موسمين ونجح الوداد في سحقه بخماسية في دور الربع. هذه المرة الأمور مختلفة والنزال ليس حاسما لكنه فارق لتعزيز فرص ممثل المغرب الوحيد بالأبطال ليحلق ببطاقة الصدارة وتيسير تأهله وخاصة ليربح النقطة التاسعة الكفيلة بتجويد وتحسين أرقامه القياسية مع الأميرة السمراء. • فلاش باك لا أحد كان ينتظر أن تأتي الجولة الثالثة لدور المجموعات، وصورة الترتيب على هذا الوضع وتحديدا سلم التنقيط الذي يقدم الوداد بالعلامة الكاملة لأول مرة من مباراتين في تاريخ مشاركاته بدور المجموعات، بل اللافت أن النقاط الست تحصل عليها الوداد خارج المغرب ولو أنه صنف تجاوزا مستقبلا لمباراة كايزر شيفس. الوداد إذن رائد المجموعة وفارسها الأول يستقبل فريق هورويا الوصيف ب 4 نقاط بعدما هزم بترو أتلتيكو على ملعبه وتنقل في رحلة المخاطر ليعود بنقطة ذهبية من جوهانسبورغ، ولنكون أمام قمة مباريات هذه المجموعة بين أبرز مرشحين للعبور والتأهل وإن كان الوداد يملك أفضلية تاريخية أمام منافسه، إلا أن هورويا وبعد أن استأنس بأجواء العصبة ولما يمثله من رافد للمنتخب المحلي الغيني الذي شارك في "الشان" فإنه وبلا شك قادر على خلق متاعب جمة للفرسان الحمر. • ذكريات الخماسية كما تحدثنا يمثل هورويا واحد من الفرق التي تعودت الأندية المغربية على عراكها ومواجهتها في السابق من الجيش للرجاء وبطبيعة الحال واجهه الوداد مرارا، ولئن كانت الأفضلية تاريخيا للأندية المغربية في مواجهة هذا النادي الغيني العريق، فإن المتتبع يذكر واحدة من اللقاءات التاريخية لهذا النادي أمام الرجاء نسخة 2014، وكيف قلب الطاولة على النسور الخضر تحديدا هنا بالدارالبيضاء ليتأهلوا في نفس المسابقة عبر فاصل ركلات الترجيح. إلا أن ما يذكره الوداديون وهم يتأهبون لملاقاة هذا الخصم العنيد والعتيد، هو آنهم دحروه بخماسية مدوية في النسخة قبل المنصرمة في طريقهم لرادس في واحدة من ليالي الأنس الحمراء التي لا تنسى في أمجد الكؤوس. وعلى أنقاض هذه الدكرى التي رافقها مشهد حزين يومها بالمجمع الرياضي الأميري مولاي عبد الله الذي كان قد احتضن تلك المباراة عن ربع النهائى، كان الكسر المزدوج لحارس هورويا خادم ندياي في لقطة بكى فيها اللاعبون والحكم الإثيوبي تيسيما وتكفل الوداد برحلة علاج الحارس هنا بعدها. • لا إثنان من دون ثلاثة بخبرة السنوات التي راكمها مؤطرا كان البنزرتي واضحا بل وصريحا، بقوله أن قيمة النقاط الست التي غنمها الفريق في خرجتيه مؤخرا، ستتجلى أكثر لو يواصل الفريق بنفس النسق ويربح مباراته الثالثة أمام هورويا. مفصل العبور هكذا وصفها البنزرتي يقينا منه أن الإنتصار يعني النقطة التاسعة ويعني تحليقا منفودا خارج السرب وسيبحث بعدها على 3 نقاط أخرى تكون كافية لتأمين الصدارة وكل ذلك بالنظر لواقع ترتيب المجموعة بتأخر كايزر وبترو حاليا على مستوى التنقيط. ولأن هناك مثلا فرنسيا يقول «أنه لا اثنان من دون ثلاثة»، فطريق الوداد مفروش بالورود والرياحين للإجهاز على هورويا أولا بالتخصص، وثانية مستندا للروح العالية والغرينطا المسيطرة على اللاعبين وثالثا لأنها مباراة ملعوبة بالميدان ولا مجال للتفاصل أو المساومة في نقاطها كاملة مهما كانت الظروف. • أرقام بطل وكومندو مرعب ما تحصل عليه الوداد في أول جولتين، جعل الإشادات تنهال عليه من المحللين بل أن أكثر الملتصقين بالمسابقة والقريبين منها أعلنوا الوداد مرشحا فوق العادة ليكون بطلا للنسخة الحالية ولأن الواقعية أساس النجاح والتفوق، والتواضع بتثبيت الأقدام بالميدان هي التي تصنع الفارق وليس الإطراء المبالغ فيه، فسيكون فرسان الوداد وقد تسنى للبنزرتي أن يكون أكثر مدربي العصبة حظا بأن يفاضل بين أكثر من 23 لاعبا كلهم مؤهلون بالجودة والخبرة والقيدومية ليسحقوا هوريا العليل والقادم من حجر صحي تمخض عن تسلل كورونا لمحيطه بعد العودة من جنوب إفريقيا. الأفضل هجوميا إذن ب 5 أهداف والأفضل دفاعيا بكلين شيت مكرر في مباراتين وب 6 نقاط من أصل 6 ممكنة، يحضن الوداد منافسه وهو يعلم علم اليقين أن هزمه هنا سيسهل عليه مهمة الإياب التي ستسبق الديربي البيضاوي بفترة قصيرة ولو ضمن الوداد أو اطمأن على تأهله فلربما سيسافر صوب غينيا بالرديف. لا خيار غير الإنتصار إذن وفرسان الأمة سيفعلونها إن شاء ودائما كالعادة وبالتخصص سلاحهم الإصرار ثم الهمة. • البرنامج دور مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية - الجولة الثالثة السبت 6 مارس 2021 الدارالبيضاء: مركب محمد الخامس: س20: الوداد البيضاوي هوريا كوناكري