سبق وأن قلنا بأن رئيس مولودية وجدة سيورط نفسه وفريقه في مسألة الإنفصال الأحادي عن المدرب عبد السلام وادو، دون أن يكون هناك تراض بين الطرفين، وأيضا عدم دفع المستحقات الكاملة لوادو والبالغة أزيد من 900 مليون سنتيم. مع الأسف أن بعض المسيرين ما زالوا هواة في تدبيرهم للأندية الوطنية، وما زالوا يعتقدون بأن لهم سلطة كاملة لطرد مدربين ولاعبين بهكذا جرة قلم، دون الرجوع لقوانين فسخ العقود، والتي بات الاتحاد الدولي لكرة القدم يشدد على احترامها بأداء المستحقات التي هي في ذمة النادي الذي يعمل على فسخ العقود مع مدربيه ولاعبيه من طرف واحد. ومصيبة كرة القدم الوطنية ليس في اللاعبين أو المدربين، بل هي في بعض المسيرين الذين لا خلفية رياضية لهم، جاءوا بأساليب ملتوية واستوطنوا قلاع الأندية وامتلكوها، بل يعتقدون بأنها من ممتلكاتهم الخاصة، ولا يسمح لكل من سولت له نفسه الاقتراب منها، أو منازعتهم على تدبيرها. والقرار الصادم الذي أصدرته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي يكمن في عدم منحها رخصة للمدرب للفرنسي بيرنار كازوني ليقود سندباد الشرق، وهذا كان متوقعا، قد صعق لا محالة رئيس المولودية ومكونات الفريق ككل، إذ لن يكون بإمكان الفريق الوجدي الإستفادة من المدرب الذي حل محل وادو، إلا بصرف كامل المستحقات لعبد السلام وادو، وأكيد أن الأخير لن يقبل بأي مفاوضات في هذا الشأن، من أجل إيجاد صيغة تخفف من عبء هذه المستحقات التي ستثقل كاهل السندباد، وعلى الرئيس أن يتحمل مسؤوليته في ذلك، لأنه هو من وقع مع وادو، وهو من فسخ العقد معه، ومما زاد الطين بلة تعاقده مع مدرب آخر يعلم الله كيف ستكون وضعيته. كان الله في عون مولودية وجدة.