العبرة لا تكون دائما بالكم، والنهضة البركانية عندما يقرر دخول الميركاطو أكان صيفيا أو شتويا، فإنه يلتزم أولا بقواعد المنافسة الشريفة، وثانيا بقواعد الفيربلاي المالي، وثالثا بتقدير حاجته من الميركاطو بلا مزايدة ولا مبالغة. خلال الميركاطو الصيفي دخل النهضة البركانية مرتين ليتبضع بمنتهى الإحترافية، إذ نجح في التعاقد مع الظهير الأيسر الأكاديري عبد الكريم باعدي، ليشكل مع المخضرم والعميد محمد عزيز ثنائية الرواق الأيسر، وكلفت الصفقة مالية النهضة البركانية 200 مليون سنتيم تم سدادها بلا أي وجه تأخير لحسنية أكادير. وإلى جانب باعدي، وبهدف دعم جبهة الهجوم، فقد جلب النهضة البركانية إلى صفوفه هداف النسخة الأخيرة للبطولة الإحترافية، إبراهيم البحراوي بمقابل مادي ناهز 260 مليون سنتيم. وظهر واضحا أن النهضة البركانية أنجز حاجته من سوق الإنتقالات بلا أدنى ضجيج، وهو اليوم يراهن ونحن نقترب من موعد انطلاق الميركاطو الشتوي (يبدأ يوم 20 يناير وينتهي يوم 5 فبراير) على إنجاز صفقة جديدة الغاية منها الإستجابة لطلب ملح من المدرب طارق السكتيوي، بإيجاد لاعب مهاري يشغل الرواق الأيمن الهجومي. طبعا اللاعب المستهدف، لشغل مركز الجناح الوهمي الأيمن، هو لاعب المولودية الوجدية والمنتخب المحلي أدم النفاتي الذي أمضى موسما رائعا مع المولودية الوجدية، وبرغم معاناة الأخير في الخمس جولات الأولى من البطولة الإحترافية إنوي للموسم الحالي، فإن أدم النفاتي يقدم ذات المستويات الجيدة التي أبرزته في بطولة العام الماضي. وطبعا لن يكون النهضة البركانية الفريق الوحيد الذي سيطلب ود أدم النفاتي في الميركاطو الشتوي، ذلك أن اللاعب الذي نشأ بأكاديمية محمد السادس وبرز على الخصوص مع الفتح الرباطي، كان ولا يزال هدفا للغريمين الوداد والرجاء البيضاويين. وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة بخصوص صراع الأقطاب الثلاثة على ضم لاعب مهاري مثل أدم النفاتي، وما إذا كان المولودية الوجدية على استعداد لتفويت لاعبه لفريق آخر، فإن المؤكد والجلي أن النهضة البركانية بات الفريق المحبب لدى الكثير من نجوم كرة القدم الوطنية، وأصبح على مستوى الجاذبية والإغراء منافسا قويا للغريمين البيضاويين، ولذلك أسباب كثيرة، منها أن النهضة البركانية حريص كل الحرص على توازناته الإقتصادية ولا يقبل على سوق الميركاطو إلا إذا كانت هناك حاجة تقنية ماسة وإلا إذا كانت مالية الفريق باحترام كافة التعهدات المالية، ومنها أن النهضة البركانية يمتع لاعبيه بكل أسباب الراحة النفسية بل ويضمن لهم كل حقوقهم المالية، والدليل القائم هو أن فارس البرتقال لم يكن يوما زبونا دائما لغرفة النزاعات. أما ثالث الأسباب فترتبط بالتدبير الإحترافي الذي يتسم به النهضة البركانية، إذ يجد اللاعب كل ما يضمن تطور مستوياته البدنية والتقنية وعلى الخصوص النفسية.