بين تعقب خيوط الملف منذ عامين ونصف، لغاية تبنيه دوليا من طرف لقجع باسم الحدادي الذي كان مجرد رمز لا غير، لأن المقصود بالذات لم يكن منير الحدادي لوحده بل كانوا «حداديات» كثر، جرى التغرير بهم من طرف منتخبات أوروبية سعت لقطع وصالهم مع منتخبات بلدهم الأصلي، بأن أقحمتهم في مباراة ومباراتين وبعدها نفتهم لمنفى سحيق، فلا هم ظفروا بشرف بلد المهجر والمنشأ ولا هم وجدوا سبيلا ليدافعوا عن ألوان بلدهم الأم.. قلت بين كل هذا لغاية كونغرس الفيفا والقرار التاريخي الذي انتهى بإجماع كل المصوتين لصالح السماح للاعبين مزدوجي الجنسية بحقهم في استئناف الإختيار، والتمتع بحق تغيير الجنسية الرياضية، وتعريجا على حضور الحدادي لمجمع محمد السادس وقد هللنا جميعنا وأنا واحد منهم لهذا النصر الكبير، والذي كان نصرا عادلا تعاطفت فيه ومن خلاله مع منير الحدادي وغيره من المغرر بهم وقد أمكنهم أن يتنفسوا هوى منتخبهم المغربي، لينالوا داخله ما ناله زياش من تكريم ومكانة رفيعة، هو الذي تعرض لكل أشكال الضغط كي يغير لونه الأحمر بآخر برتقالي.. لم تتوقف القصة هنا، ونحن على بعد 24 ساعة من ودية السينغال، ستتوصل الجامعة بإشعار من الفيفا، كون الحدادي الذي كان في قمة السعادة والإندماج مع أبناء جلدت، سيطلب منه بالعودة لمدريد ولتخبرنا هنا الجامعة أن اللاعب غير مؤهل لتمثيل الفريق الوطني كونه غير مستوف لشرط من الشروط المنصوص عليها، التي تلائم بين السن المتفق عليه في تصويت كونغرس الفيفا وعدد المباريات التي لعبها مع إسبانيا... فهل أخطأت الجامعة هنا؟ هل راهنت على ملف خاسر؟ هل ترافعت على قضية لم تدرس أركانها جيدا؟ كان لابد أن أن نذهب رأسا في اتجاه هذه الأسئلة، كيف لا ونحن هنا من وصف النصر ب»حدادي بوصمان الجديد» بل منا من وصف النصر ب«قانون لقجع» وهما كذلك كما سأوضح لاحقا؟ صحيح ومن فرط الصدمة التي هوت بها مطرقة الفيفا على رؤوسنا الشهر المنصرم، وهي تعترض على تأهيل الحدادي أسدا أطلسيا، وعادت «طاس» قبل 3 أيام لترفض طعن اللاعب والجامعة، بالسماح له تجاوزا بأن يمثل الفريق الوطن، وقد حذرت قبل شهر من أن هذا الطلب سيرفض وقلت ذلك بالإستناد لمراجع قوي، لأن الفيفا لو شرعت الباب بعد «الكونغرس» الذي كان سيد نفسه أمام باب الإستعطافات، فلن تتوقف عند منير وحده، لأن هناك لاعبين من جنسيات مختلفة فاتهم قطار العودة لتمثيل بلدانهم الأصلية، كونهم خاضوا مباريات رسمية مع منتخبات المنشأ خارج السن المتفق عليه بالتصويت... لكن بعد هذه الحمأة التي أخذتنا ونحن نبرز ردة فعل غاضبة محبطة إزاء قرار الفيفا، سنتوصل إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وفوزي لقجع تحديدا، فوق طاقتهم لا يلامون في هذا الملف، لماذا؟ لأن الرهان لم يكن على قضية خاسرة كما توقعنا، فالتعديل الخاص بالسن المتفق عليه جرى الإتفاق عليه يوم كونغرس الفيفا وليس قبل عامين كما اعتقد الجميع، وهنا استحال تعقب سجل الحدادي الدولي من المباريات الرسمية مع منتخب اسبانيا هذا أولا... ثانيا، مرافعة لقجع كان ظاهرها الحدادي وباطنها حداديات ألمانيا وهولندا وفرنسا وعديد المواهب التي ستجد طريقها لعرين الأسود في أعقاب كونغرس الفيفا الشهير، من برقوق وبوجلاب لأبو خلال ومايي لغاية أملاح، وغيرهم كثير ممن يمثلون اليوم مكاسب كبيرة للفريق الوطني وكانت بسبب تبني هذه المرافعة من طرف لقجع.. ثالثا الجلسة لم ترفع بعد، وباسم العدل وعدالة هذه القضية فلن تتوقف الجامعة عند قرار الطاس، وقد تلجأ بمقاربة تشاركية مع منير لتدويل القضية داخل محكمة مدنية بعيدا عن ردهات هيأة التحكيم الرياضي. القضية فيها بعد رياضي حكمت وفصلت فيه ال«طاس»، لكن هناك بعد إنساني يلزم تحرير الحدادي من قيود أو أغلال تدمي يديه، ويرغب في أن يلحق بمنتخب بلاده باسم الرغبة وباسم العاطفة وباسم الحرية.. الحدادي يريد الطاجين المغربي لا «البايلا» الإسبانية وغير لائق بمحاكم أوروبا الحداثية أن تفرض على شخص، ما ينبغي عليه أن يتناوله أو يلبسه غير لائق به أو عليه إطلاقا؟؟؟