لكي لا نقول عنها صدمة أو وصمة أو حتى وشمة ستظل ملتصقة بجسد أصحابها، سنقول عنها أنها زلة تستوجب توضيحات، على قدر الهالة التي رافقت التسمية «قانون حدادي» لأن ‘‘فيفا'' وهي تعترض على تأهيله إنما تكون قد أكدت أن ما جرى في كونغرس 18 شتنبر لا علاقة له باللاعب المغربي لا من قريب ولا من بعيد. حين فرض بوصمان منطق التعدد والسماح للاعبي الإتحاد الأوروبي أن يوقعوا لفرق القارة العجوز، متجوزين الكوطة التي كان مفروضة يومها، فقد استحق حينها أن يسمى القانون باسمه وظل مرتبطا به لغاية يومنا هذا. في قصة حدادي الوضع مختلف، فهذا ملف عمره الإفتراضي عامان ونصف وقد تعقبنا خيوطه منذ يوم تبناه لقجع وأصر على استعادة منير من المنتخب الإسباني. ما حدث يومها أي منذ 2018 لغاية 18 شتنبر تاريخ المصادقة على تغيير قانون المجنسين، تكون قد مرت أكثر من 26 شهرا على بداية الطعن، وخلاله كان سند الملتمس المغربي كما هو ملتمس الإتحادات التي سعت خلف استعادة طيورها المهاجرة، هو السماح لمن لعبوا مع منتخبات المنشأ دون سن 21 سنة بأحقية تغيير الألوان. لذلك كان الأمر غريبا ومعيبا، أن يبذل كل هذا الجهد والتعقب والإلحاح كي يقتنع إينفانتينو بعرض القانون علي كونغرس الفيفا للتصويت، دون تمحيص أولي وتحري دقيق في بيانات اللاعب المعني بالترافع وهو حدادي وما إن كان منسجما مع الشرط المعروض للتصويت أم لا؟ بدا غريبا أنه طيلة عامين على بداية رحلة استعادة حدادي، دون استحضار أدق تفاصيل لاعبنا المعني بحمل قميص الأسود وما إن كان فعلا مطابقا لواقع المرافعة الشهيرة. لنترك جانبا ما حدث العامين المذكورين، ونكتفي بما تمخض عن كونغرس ال‘‘فيفا'' يوم 18 شتنبر لغاية تاريخ 6 أكتوبر الذي شكل بداية المعسكر التدريبي للأسود، فهنا كان يلزم الجامعة وفوريا بعد تصديق 192 على قرار التعديل الخاص بالمجنسين، أنتعالج المعطيات الخاصة باللاعب وتقارنها مع منطوق قرار ال‘‘فيفا''، كي يبرز لها إن حدادي مستجيب فعليا للمعيار المنقح والمعدل بقرار هذا الكونغرس. كل هذا كان حتميا بل هو روح المنطق، لتفادي حرج دعوة لاعب لمعسكر الفريق الوطني، وانخراطه في التدريبات وتأسيس الناخب الوطني خطته وبرنامج التدريبات على حضوره بسبب ثقله وقيمته الفنية، وبعدها يتفاجأ الجميع ب«فيطو» صادر «من نفس ال‘‘فيفا'' يدعو حدادي للعودة سريعا صوب إشبيلية ويؤكد للجامعة أن اللاعب خارج سياق القانون الذي وصفناه ذات لحظة في مغالطة واضحة ب«قانون حدادي» وهو ليس كذلك على الأقل إلى أن يثبت العكس؟ لحسن الحظ أن ال‘‘فيفا'' نبهتنا والفريق الوطني في سياق معسكر يسبق مباراة ودية، لأنه لو حدث مثلا وهذا أمر وارد كان من الممكن أن يحدث، لو حضر حدادي وشارك معنا في مباراة رسمية أو مبارتين تهمان تصفيات الكونديال، وبعدها قد الإسبان ما يفيد أن هذا اللاعب هو إسباني ولا يحق له تمثيل الأسود، فيتم هنا الحكم بخصم نقاط الفريق الوطني ولربما معاقبته، إلا يعد هذا فضيحة أو أمر معيبا بالفعل؟ الأمور واضحة فعلى قدر التهليل ينبغي التعليل، وعلى قدر التمجيد والثناء يلزم الإنتقاد البناء، وهذا النقذ هو ما يقودنا لنطالب بتوضيحات صريحة ومقنعة تزيل ما التبس علينا جميعا، بشأن ما حدث قبل استهلال المرافعة قبل عامين وما تلا حكم الكونغرس من تدابير تم اتخاذها، وقطا لم تتخذ وإلا لما تبين لاحقا أن منير خارج سياق المعيار المعتمد. قصة حدادي عاشتها فرق وطنية هنا داخل سياق التباري بالبطولة مثل واقعة أيت العريففي الديربي، وتسببت في خسارة الوداد بالقلم بثلاثية ورافقت هذه الفضيحة الفريق الأحمر، الذي حسم ذلك الديربي ميدانيا وخسه بجرة قلم بسبب قرار إداري ساذج. وتكرر هذا الموسم في الكالشيو بعدما أشرك نادي ر، ما لاعبا غير مؤهل بالسن القانوني وحكموا عليه بالخسارة أيضا بثلاثية ونال الطاقم الإداري لذئاب العاصمة ما نالوه من سهام النقد. وقبلهم خسر ريال مدريد بجرة قلم، تأهلا مستحقا وسهلا ربحه على الملعب أمام نادي قاديس في كأس الملك بسبب عدم التدقيق في بيانات الروسي دينيس تشيرشيف الإداري والقادم من فيا ريال وغير المؤهل قانونيا... استحضرت هذه النماذج قبل أن تلجأ الجامعة للطاس وأملنا كبير أن تنجح في ملتمسها الجديد، لأنه كان عليها أن تتحرى حضور منير للمعمورة ويعود صوب اشبيلية بعدما رقص وغنى وكل ذلك لا يتحول قانونه ل«كاميرا كاشي» ...؟؟؟