تواصلت الإثارة والتشويق في بطولة القسم الأول، وبينما تم الحسم في هوية النازلين للدرجة الثانية، فإن الصراع سيحتدم على درع البطولة، دون استثناء أيضا الصراع الذي يبقى مفتوحا على المركز الثاني الذي يقود أيضا للمشاركة في كأس عصبة بطال إفريقيا، والذي قد يعرف تغييرات في الدورة الأخيرة. ونسلط الضوء في هذا التقرير على أبرز ما شهدته الدورة قبل الأخيرة من البطولة. إثارة الدرع بين الدارالبيضاء وخريبكة، ترقبت الجماهير لمغربية رقصة الصدارة، التي كان يعض عليها الرجاء بالنواجذ، ويلهث وراءها الوداد، منتظرا تعادل أول خسارة الرجاويين. في خريبكة كان الرجاء يقاتل من أجل الحفاظ على تقدمه على أولمبيك خريبكة الجريح، وفي الدارالبيضاء كان الوداد يبحث عن الانتصار وأذنه مع الأخبار التي تصل من خريبكة، وامتد ذلك التنافس ل90 دقيقة، التي لم تكن كافية لتبوح بأي تغيير، ليستمر الرجاء في الصدارة بعد انتصاره على أولمبيك خريبكة 2/1، وليواصل الوداد دور المطارد إثر انتصاره على سريع وادي زم بنفس النتيجة. صاروخ صروخ لن ينسى خالد صروخ لاعب أولمبيك خريبكة ذلك المشهد لمباراة فريقه أمام الرجاء، حيث سيظل محفورا في ذاكرته، عندما تكلف بتسديد ضربة جزاء في الشوط الثاني، كانت ستمنح هدف التعادل لفريقه لو سجلت. غير أن صروخ سدد الكرة بقوة، وذهبت عاليا في لقطة تبدو نوعا ما غريبة، نظرا لأهمية الضربة ، وكذا الطريقة التي سدد بها عاليا، وراحت مثل الصاروخ الذي أسقط أولمبيك خريبكة إلى الدرجة الثانية، بدل أن يمنح جرعة أمل لفريقه، وحكم صروخ على نفسه بنهاية حزينة مع أولمبيك خريبكة، بعد أن كان من صناع الفوز بالدرع مع فريقه السابق اتحاد طنجة. صمت البحراوي في غمرة التركيز على صراع الرجاء والوداد على درع البطولة، واصل ابراهيم البحراوي مهاجم سريع وادي زم منافسته في صمت على لقب الهداف، حيث مكنه الهدف الذي سجله في مرمة الوداد، من رفع رصيد أهدافه إلى 12 ، ليتقاسم الصدارة مع كريم بركاوي مهاجم حسنية أكادير. البحراوي المهاجم السابق لأولمبيك أسفي والفتح، ما هو إلا امتداد لفريقه الشاب والنشيط، الذي يبقى من الأندية القادمة، بحسن تدبيره، سواء على المستويين التسييري أو التقني مع مدربه الجيد منير شبيل، لذلك سيكون البحراوي واحد من المنافسين بقوة على لقب الهداف. دموع فوسفاطية بعد 25 عاما من الحضور في القسم الأول، وجد أولمبيك خريبكة، نفسه في الدرجة الثانية، حيث حكمت عليه الهزيمة أمام الرجاء بتوديع قسم الأضواء، ليؤدي هذا لفريق ضريبة سوء تدبير مرحلته، والأخطاء التدبيرية والتقنية. ويبدو أن نزول الأولمبيك لم يكن مفاجئا، قياسا بالارتباك الذي عرفه، والمشاكل التي عاشها هذا الفريق، الذي لم يحسن استغلال إمكانياته المالية والبشرية.