يحسب للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أنها ناضلت من أجل استئناف البطولات الوطنية بمختلف درجاتها وأقسامها، للوصول إلى نهايات عادلة للموسم الكروي يأخذ فيها كل فريق حقه غير منقوص، متوجا كان أم غير ذلك، فالأمر إحتاج فعلا إلى درجات عالية من الإلتزام لإقناع لجنة اليقظة الصحية بأن البرطوكول الصحي الموضوع بمهنية عالية لن يتم التهاون في تطبيقه. كنا نعرف بشكل مسبق، أن لهذه العودة ثمنا يجب أن تؤديه الأندية وأعباء ثقيلة يجب أن تتحملها الجامعة ماديا ورياضيا، فلا تغمض لها عين أبدا عما يجري داخل الأندية حتى لا تطفو على السطح بؤر وبائية تعجز السلطات الصحية عن السيطرة عليها، ويكون المآل الحتمي والحزين، لا قدر الله هو إعادة الممارسة الكروية إلى الحجر الصحي وتعليق البطولات الوطنية مجددا. مؤشر القلق من قوة الإنفلاتات التي حذرت منها يوم رفعت الستارة على البطولة الإحترافية الأولى بإجراء مؤجلاتها، ظهر أخيرا، عندما كانت مباراة المغرب التطواني والرجاء البيضاوي برسم مؤجل الدورة 19، على وشك أن تؤجل مجددا، بإعلان إصابتين بصفوف لاعبي المغرب التطواني والفريق يجري مسحة ثانية يومين فقط قبل موعد مباراته أمام النسور، ولولا استماتة الجامعة في إبقاء المباراة في موعدها، بتقديم الكثير من التعهدات لكانت تلك المباراة أجلت وأدخلت الجامعة والعصبة الإحترافية في متاهة كبيرة، لأن برمجتها مجددا وسط هذه الجدولة النارية التي وضعت للثلث الأخير من البطولة الإحترافية، والذي تفرض الإلتزامات القارية لأنديتنا الأربعة (الوداد، الرجاء، النهضة البركانية وحسنية أكادير) إنهاءه في الثالث عشر من شهر شتنبر القادم، سيكون بالفعل أمرا مستحيلا، إلا أن ما قض مضجع رئيس الجامعة الملتزم أمام الأندية بمراعاة عدالة البرمجة وتوازنها، ومباراة المغرب التطواني والرجاء يتهددها التأجيل، هو نفسه ما يدخله اليوم في حيرة شديدة وفيروس كورونا لا يبرح أبدا عرين اتحاد طنجة، فقبل أيام أعلن فارس اليوغاز عن إصابة لاعب وأحد أفراد الطاقم الإداري، إلا أنه وقد قام قبل ثلاثة أيام بمسحة جديدة، سيتأكد أن 16 لاعبا أصيبوا بفيروس كورونا بصحبة مدربهم بيدرو بنعلي بعد أن طلعت النتائج إيجابية، والحال أن فارس البوغاز كان يتحضر لمباراته المبرمجة يوم الثلاثاء القادم أمام النهضة البركانية، وفي كل الأحوال وبرغم أن لا قرار صدر أمس الأحد بخصوص هذه المباراة، فإننا نرى بالعودة لما يقرره البروتوكول الصحي ومخافة توسع دائرة البؤرة الوبائية، أن لا تقدر الجامعة على فعل أي شيء مع مباراة اتحاد طنجة والنهضة البركانية، أي أن تسميت في برمجتها كما فعلت مع مباراة مباراة المغرب التطواني والرجاء، لأن الأمر هنا يتعلق بإصابة ما لا يقل عن 24 فردا معتمدا في الفريق الطنجي من لاعبين وتقنيين ومعدين ومستخدمين، والخوف أن يطال التأجيل مباريات أخرى في انتظار أن يتعافى المصابون، وفي انتظار أن تؤكد المسحة الجديدة خلة فارس البوغاز من أي إصابة، وبفرض أن المباريات الثلاث القادمة لاتحاد طنجة أمام النهضة البركانية وأولمبيك خريبكة والجيش الملكي أجلت، فمتى ستعاد برمجتها؟ وهل سيساعد ذلك على إنهاء البطولة منتصف شهر شتنبر كما إلتزمت الجامعة والعصبة الإحترافية بذلك؟ كانت استراتيجية استئناف البطولة الإحترافية التي وضعتها الجامعة على طاولة رئيس الحكومة، تقضي بإجراء الثلث الأخير للبطولة الإحترافية بمحور من 100 كلم، رشحنا وقتها أن يكون بين الرباط والدار البيضاء لوجود عدد كاف من الملاعب، بالنظر إلى أن المباريات ستجري خلف الأبواب الموصدة، وكان الهدف هو الإبقاء على اللاعبين وطواقمهم التقنية والطبية والإدارية في حجر صحي كامل يمنع كل اختلاط لهم بمحيطهم العائلي وحتى بمحيطهم الصغير، إلا أن التكلفة المالية العالية لمثل هذا الإجراء الذي كان سيحكم المراقبة، هي ما جعل الجامعة تعدل عنه، وقد يكون متاحا اليوم وقد تزايدت أعداد المصابين بالوباء داخل الأندية المتبارية، أن تعود الجامعة لتفرض عزلا صحيا على الأندية التي تنتمي للمدن التي يتفشى فيها الوباء، مدينة طنجة نموذجا، ولربما سيكون من مصلحة هذه الفرق أن تدخل في حجر مغلق بأحد الفنادق أو الأكاديميات، وتكون تنقلاتها مراقبة بالشكل الذي يمنع أي اختلاط مع المحيط الخارجي، ولربما يكون هذا أفضل حل للوجع الكبير الذي يضرب الرؤوس كالمطارق، والأيام تباعا تكشف عن حجم مقلق للإصابات بالوباء اللعين، ما قد يفرض توقيفا للبطولة الإحترافية وعندها ستذهب كل الجهود سدى، وسنرمي بكل التضحيات في عرض البحر.