مع بدء سريان قرار تخفيف تدابير الحجر الصحي الذي فرضته السلطات المختصة على إثر ظهور فيروس كورونا المستجد، وتصنيف مدينتي الرباطوسلا ضمن المنطقة 1، عادت الحركة لتدب من جديد في كورنيش الرباط ومارينا سلا، وتستعيد المدينتين بهجتهما. فبعد ترقب وانتظار فاق ثلاثة أشهر، شرعت ساكنة العدوتين، اليوم الخميس، في العودة إلى هذه الفضاءات التي هجرتها قسرا منذ 16 من مارس الماضي بسبب القيود التي فرضت على الحركة في إطار التدابير الاحترازية للوقاية من تفشي جائحة كوفيد-19، بحثا عن متنفسها المعهود بين نسيم البحر وزرقة مياه وادي أبي رقراق. فبمجرد إعادة فتح مقاهي ومطاعم كورنيش الرباط ومارينا سلا لاستقبال زبنائها، وتخفيف القيود على الحركة، هم عشاق الرياضة والاستجمام بالتوجه إلى هذه الفضاءات لممارسة أنشطتهم في الهواء الطلق، بعدما حرموا منها لمدة ليست بالقصيرة أو اكتفوا بمزاولتها، على مضض، تحت أسقف منازلهم، ليستمتعوا بأشعة الشمس ورحابة الأماكن، ويستأنفوا عاداتهم بصورة تدريجية، مع الحرص على تطبيق كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية واتباع التعليمات الإرشادية وقواعد التباعد الاجتماعي. وهكذا، عبر حسين، رجل متقاعد اشتاق لمعانقة الطبيعة وزرقة المياه والمراكب المتمايلة، عن فرحته بعودة الحياة إلى طبيعتها، مؤكدا، والأسف باد على ملامحه، أن الحجر الصحي خلف مشاكل كثيرة، تباينت بين اضطرابات نفسية وصعوبات اجتماعية. وأعرب في الوقت ذاته عن ارتياحه لرؤية المواطنين حريصين على التقيد بالتدابير الوقائية، من احترام لمسافة الأمان، وارتداء الكمامات، بوعي تام بخطورة فيروس كورونا المستجد. وبدوره، لم يخف طارق، وهو شاب في عقده الرابع يعمل موظفا، سعادته بالرجوع الى الحياة الطبيعية، فقال بنبرة متفائلة " إحساس جميل ومفعم بالأمل بعد ثلاثة أشهر من تطبيق الحجر الصحي، ...هذه العودة ستخفف بالتأكيد من الآثار النفسية التي ولدتها جائحة كورونا". وبعد أن أكد أن المواطنين التزموا بالحجر الصحي وبذلوا مجهودات كبيرة، اعتبر أن معركة كورونا عرفت انخراط جميع المغاربة، " ولعل تخفيف إجراءات الحجر الصحي ستساهم في استعادة الجميع لطعم حياته اليومية". وكان بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والصحة، أفاد بأن السلطات العمومية قررت إعادة تصنيف جميع العمالات والأقاليم ضمن منطقة التخفيف رقم 1، باستثناء عمالات وأقاليم طنجةأصيلة ومراكش والعرائش والقنيطرة، ابتداء من 24 يونيو الجاري، عند منتصف الليل، وإقرار مجموعة من الإجراءات والتدابير لتأطير المرحلة الثانية من "مخطط تخفيف الحجر الصحي". كما تضمن بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والصحة ووزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مجموعة من الإجراءات والتدابير لتأطير هذه المرحلة، وعلى الخصوص، لإنعاش الاقتصاد على المستوى الوطني، وتشمل السماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها بعين المكان، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة التجارية بكل من المراكز التجارية والمجمعات التجارية الكبرى والقيساريات، وفق شروط محددة، وإعادة فتح محلات الترفيه والراحة، كالقاعات الرياضية والحمامات، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة المرتبطة بالإنتاج السمعي - البصري والسينمائي، ثم استئناف النقل العمومي بين المدن، سواء الطرقي أو السككي، والرحلات الجوية الداخلية، وفق شروط محددة. وأهابت السلطات العمومية بجميع المواطنات والمواطنين مواصلة التزامهم الكامل والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية المعلن عنها من تباعد جسدي وقواعد النظافة العامة وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية وتحميل تطبيق "وقايتنا"، وذلك من أجل تنزيل المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، مشددة على أنه في حالة ظهور أي بؤرة جديدة لهاته الجائحة، فسيتم العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتطويقها والحد من تداعياتها السلبية.