عادت عجلة البطولة الإنكليزية الممتازة لكرة القدم للدوران من دون جمهور بعد توقف نحو 100 يوم بسبب فيروس كورونا المستجد، مع مباراة بين أسطون فيلا وضيفه شيفيلد يونايتد الأربعاء، شهدت تحية لضحايا "كوفيد-19" والمواطن الأميركي الأسود جورج فلويد... وجدلا حول تقنية خط المرمى دفع الشركة المشغلة للاعتذار. وبدأت المباراة المؤجلة من المرحلة الثامنة والعشرين، بدقيقة صمت حدادا على ضحايا "كوفيد-19"، وتحية للعاملين في المجال الصحي لمواجهته. كما قام اللاعبون والمدربون والحكام بالركوع على ركبة واحدة حول دائرة منتصف الملعب، في تحية للمواطن الأميركي الأسود فلويد الذي توفي بعد توقيفه من قبل شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس في 25 أيار/ماي الماضي. وأثارت وفاة فلويد بعدما ركع الشرطي لدقائق بركبته على عنقه، احتجاجات واسعة مناهضة للعنصرية في الولاياتالمتحدة، لقيت صداها في مختلف أنحاء العالم. ولم تخل ملاعب الكرة من حركات التضامن، لاسيما من خلال هذه الحركة التي أداها عدد من اللاعبين أثناء احتفالهم بتسجيل أهداف. وستحل عبارة "بلاك لايفز ماتر" ("حياة السود تهم") بدلا من أسماء اللاعبين على الجهة الخلفية من قمصانهم، في المباريات ال12 الأولى بعد العودة. وفي حين كانت المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، رتيبة على الصعيد الفني، شهد شوطها الأول محطة جدلية. ففي الدقيقة 43، نفذ لاعب شيفيلد أوليفر نوروود ضربة حرة مباشرة، أخطأ حارس أستون فيلا النروجي أوريان نايلاند في التعامل معها، اذ أمسكها وتراجع الى الخلف نحو مرماه. وأظهرت لقطات الإعادة التلفزيونية ان النروجي تجاوز خط مرماه مع الكرة بالكامل، لكن الحكم مايكل أوليفر أوضح للاعبي شيفيلد المعترضين، ان تقنية خط المرمى لم تؤشر الى دخول الكرة، ولذلك لم يتم احتساب هدف. وأكدت شركة "هوك آي" ("عين الصقر") المشغلة للتقنية، في بيان بعد المباراة، ان عدم إشعار الحكم بالهدف ليس خطأ تقنيا. وأوضحت "الكاميرات السبع الموضوعة في المدرجات حول منطقة المرمى، أعاقها الحارس، مدافع، والقائم"، مؤكدة ان إعاقة مجال الرؤية الى هذا الحد "لم تسجل مطلقا في أكثر من تسع آلاف مباراة" استخدمت خلالها التقنية. وشددت على ان "النظام تم اختباره والتأكد من جاهزيته قبل انطلاق المباراة"، متقدمة "باعتذار من الدوري الممتاز، شيفيلد يونايتد، وكل من تأثر بهذه الحادثة". وبهذه النتيجة، بقي أسطون فيلا في المركز التاسع عشر قبل الأخير مع 26 نقطة، بينما تقدم شيفيلد الى المركز السادس مع 44 نقطة. وتقام اليوم أيضا مباراة ثانية مؤجلة من المرحلة ذاتها، بين مانشستر سيتي بطل الموسمين الماضيين وضيفه أرسنال. وتوقفت منافسات الدوري في آذار/مارس الماضي، وستستكمل مبارياته ال92 المتبقية (المباراتان المؤجلتان اليوم وتسع مراحل كاملة) حتى أواخر تموز/يوليوز. ويتصدر ليفربول الترتيب بفارق 25 نقطة عن سيتي الثاني. ويجد الفريق الشمالي نفسه أقرب من أي وقت مضى للتتويج بلقب البطولة الإنكليزية للمرة الأولى منذ العام 1990. ويحتاج ليفربول الى فوزين فقط من مبارياته التسع المتبقية لحسم اللقب، بصرف النظر عن نتائج سيتي. وفي حال خسارة الأخير اليوم أمام أرسنال، فسيكون ليفربول أمام فرصة لحسم اللقب بحال فوزه على مضيفه وغريمه إيفرتون الأحد في المرحلة 30. والبطولة الإنكليزية هي الثالثة بين كبار القارة الأوروبية تعود الى أرض ملعب بلا جمهور، بعد البوندسليغا الألمانية التي عادت في 16 أيار/ماي، والليغا الإسبانية الأسبوع الماضي، على ان تلحق بها "سيري أ" الإيطالية في نهاية الأسبوع الحالي، بعد عودة اللعبة باستكمال مسابقة الكأس قبل أسبوع. والكرة الإنكليزية، كما غالبية البطولات التي استأنفت منافساتها، ستكون أمام واقع مغاير يرتكز بالدرجة الأولى على غياب المشجعين الشغوفين عن مدرجات الملاعب، والاجراءات الصحية الصارمة التي ستفرض نفسها على المجريات.