أكد بدر الدين الإدريسي نائب رئيس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية ورئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، أن "الصدقية والمصداقية ليستا مجرد شعار يقذف به عند كل حديث أخلاقي عن مهنة الصحافة الرياضية، ولكنهما محددان أساسيان في صناعة شخصية الإعلامي الرياضي ووسيلة الإعلام، فمتى انتفت صفة الصدقية والمصداقية في الإخبار والتحليل، متى سقط صرح كبير".. وأضاف الأستاذ الإدريسي خلال المحاضرة المرئية التي أقامها الاتحاد العربي، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للصحافة الرياضية عن بعد أمس الخميس 11 يونيو 2020، والتي حملت عنوان ”الإعلام الرياضي العربي.. رهانات البدائل والحداثة"، التي القاها عبر تقنية ”زووم” بمشاركة واسعة من الجيل الجديد من الزميلات والزملاء الذين مثلوا وسائل الاعلام العربية المختلفة، وذلك في إطار سلسلة المحاضرات والندوات التي ينظمها الاتحاد العربي للصحافة الرياضية من خلال لجنة الدورات، "أن كل إعلامي رياضي حرص على أن يكون مستقلا بذاته وبأرائه من دون الوقوع أسيرا لدى أي أجندة، إلا وحقق شرطا من شروط نجاحه وقبوله من الجمهور، كما أن ذلك يضفي على منتوجه الإعلامي هالة من الإحترام والتقدير والقبول. كما أن الحياد الإيجابي يترفع بالصحفي الرياضي عن أي تخندق يمكن أن يؤثر على قبوله من طرف الجميع"، واشار الادريسي الى اهمية المصادر في عمل الاعلامي حيث "لا قيمة لأي صحفي رياضي إن لم تكن له مصادر يلجأ إليها في استيقاء أخبار ومعطيات مؤكدة"، مثلما شدد على اهمية التحلي بالأمانة الصحفية والحقوق الأدبية لا سيما وان "تكنولوجيا الإتصال متعت الجيل الجديد من الصحفيين الرياضيين بالوصول إلى المعلومة بضغطة زر واحدة على الحاسوب، ولكن لا يجب أن يكون هذا اليسر في الوصول إلى المعلومة محرضا على الكسل في البحث عن الإستثناء.كما لا يجب أن يكون ذلك مدعاة لما نسميه اليوم بالسرقات الموصوفة في الإعلام وما انتشر للأسف من صحافة القص واللصق ومن قرصنة وتعد على الحقوق الأدبية للغير". واشار الى رهانات البدائل والحداثة والتي حملتها عنوان المحاضرة، وقال "جميعنا اليوم منشغل بمعلمات ومحددات هذه الحداثة التي يجب أن يتشح بها إعلامنا الرياضي العربي، وجميعنا يدرك أن العبور إلى مرافئ إعلامية جديدة، بقوة ما أنتجته تكنولوجيا الإتصال من وسائط، ينطوي على كثير من المخاطر، فكل عبور متعسف ومتهور ومستعجل لا يحمل كل المتاع الصحفي والزاد الفكري، ستكون من نتائجه الحتمية، أن نطل كعرب على العالم بإعلام رياضي كله أعطاب وإعاقات وتشوهات، يصيب بها المنظومة الرياضية بشكل عام." وختم الادريسي محاضرته بالتشديد على اخلاقيات المهنة مؤكدا بأنه "لا توجد مهنة، لا أخلاقيات ولا ضوابط ولا وازع لها، والصحافة الرياضية أكثر ما تتقوى بالأخلاقيات المهنية إذا ما علت فوق كل شيء، وتضعف وتضمحل إذا ما جرى تضييع هذه الأخلاقيات، فاحترام المتلقى هو أكثر ما توصي به هذه الأخلاقيات، والدفاع عن الثوابت المهنية من صدقية ومصداقية هو أكثر ما تنادي به هذه الأخلاقيات، إلى جانب البحث عن الحقيقة، معالجة الخبر، تجنب الأخبار الكاذبة والتضليل وتزوير المعطيات، التأكد من مصادر الأخبار والوصول إلى المعلومات والخبر والتعليق، السطو، التعدد والتوازن." وكان محمد جميل عبد القادر رئيس الاتحاد العربي قد ألقى كلمة أكد من خلالها على أهمية عقد مثل هذه المحاضرات التي تثري الجوانب المهنية والفكرية في مسيرة الجيل الشاب من الزميلات والزملاء، حيث يحرص الاتحاد منذ سنوات على اقامة الملتقيات لتحقيق الأهداف التي تصب في هذا الاتجاه، وقدم الشكر للاتحاد السعودي للصحافة الرياضية برئاسة الدكتور رجاء الله السلمي على تعاونه مع الاتحاد لإنجاح هذه المحاضرة القيمة التي تناول فيها المحاضر المتألق الذي يتمتع بخلاصة التجارب العملية الأستاذ بدر الدين الإدريسي مختلف تحديات ورهانات الإعلام الرياضي الجديد، مثلما رحب بشبابنا من الإعلاميين الرياضيين الشباب الواعد من القادرين على الانجاز والتغيير وقال: "أردنا في الاتحاد أن تكون البداية بعد العودة للحياة قوية تستقطب جيل الشباب من الإعلاميين الرياضيين الذين يخطون خطوات واضحة المعالم في ظل هذا التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال، كما قدم الشكر للدكتور هادي عبد الله رئيس لجنة الدورات على جهودة المميزة. مثلما ألقى الدكتور تركي العواد النائب الأول لرئيس الاتحاد كلمة أكد فيها أن هذا النشاط هو باكورة أنشطة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية بالتعاون مع الانحاد السعودي للإعلام الرياضي وستتبعه عدة نشاطات في المستقبل، مقدما الشكر للاتحاد السعودي للاعلام الرياضي وللدكتور رجاءالله السلمي على الدعم الدائم الذي بحظى به الاتحاد العربي، وهو ما يصب في خدمة الاعلام الرياضي العربي والصحفيين الرياضيين مثلما شكر رئيس الاتحاد العربي الاستاذ محمد جميل عبدالقادر على دعمه مبادرة التدريب عن بعد والشكر للدكتور هادي عبدالله رئيس لجنة التدريب في الاتحاد، وللاستاذ القدير بدرالدين الادريسي على اقتطاعه من وقته لتقديم عصارة خبرته للصحفيين الشباب الذين نراهن عليهم لقيادة الاعلام الرياضي العربي في المستقبل، كما أفاد بذلك عوني فريج الناطق الاعلامي للاتحاد الذي جدد شكره لكل الذين أنجحوا هذه المحاضرة القيمة.