•حركة عير عادية وإجراءات استباقية •فحوصات طبية وتعقيم مراكز التكوين ترقب كبير، ذلك الذي يسيطر على الأندية المغربية حول مصير البطولة، ومدى حظوظ استئنافها، بعد توقف دام زهاء ثلاثة أشهر، بسبب وباء كورونا، الذي دفع المسؤولين إلى تجميد كل الأنشطة الكروية والتركيز على محاربته. وبعد مرور فترة ليست بالقصيرة، تطرح عدة أسئلة حول مدى حظوظ العودة لإكمال الموسم، والتدابير التي سيتم اتخاذها، في حال أُعطي الضوء الأخضر لاستئناف البطولة، خاصة على المستوى الصحي وكذا الكيفية التي ستعود بها الأندية لمواصلة التدريبات الجماعية، وهل سيكون الوقت كافيا لدخول غمار مباريات البطولة؟ ساعة الحسم من الطبيعي أن يتسلل الملل للاعبين والأطقم التقنية، خاصة أن الوضعية الحالية في الحجر لم يتعودوا عليها، وهم الذين استأنسوا بالأجواء الجماعية والفضاءات الواسعة وتعليمات المدربين عن قرب، فكان من الطبيعي أن يشعروا بنوع من الملل في الحجر الصحي، أمام طول الفترة التي قضاها اللاعبون في العزل، ناهيك عن الصعوبات والإكراهات التي تواجههم، حيث أفرزت تداعيات نفسية سلبية وشعور بنوع من الضغظ. وينتظر أن يسود تركيز كبير في الأيام المقبلة من الأندية، وما تبقى من الأمتار الأخيرة، التي تسبق قرار المسؤولين بعد نهاية الفترة الثانية من الحجر، وينتظر أن تكون حاسمة لاتخاذ عدة قرارات تهم مستقبل البطولة. حماس من الضفة الأخرى الأصداء التي تأتي من الجانب الأخر سواء من أوروبا أو من الجيران، كان لها تأثير على نفسية اللاعبين واستعدادات الأندية، خاصة أن مجموعة من البطولات الأوروبية واجهت كورونا، منها من تحدى هذا الوباء وعاد لأجواء التباري كالبطولة الألمانية، ومنها من أعلن أن عجلة المنافسة ستعود للدوران قريبا جدا كالبطولتين الإسبانية والإنجليزية. أما على مستوى شمال إفريقيا والجيران، فإن البطولة التونسية هي الوحيدة التي أعلنت رسميا عودتها، والأكيد أن مثل هذه الأخبار تحمس اللاعبين والأطقم التقنية، وتزرع فيهم روح التفاؤل، وترفع نسبة الحظوظ باستئناف التداريب والمنافسة في الملاعب. حلول متباينة والفترة الثانية تقترب من نهايتها، فقد بدا واضحا أن اللاعبين بدأوا يبحثون عن فضاءات من أجل التدريب، مع اتخاذ كل الإحتياطات الصحية، وتفادي كل ما يمكن أن يؤثر على التوصيات التي يطالب بها مسؤولو الصحة. الكثير من اللاعبين الذين أضنتهم التدريبات المنزلية بين الجدران، خرجوا يبحثون عن فضاءات أرحب، خاصة مع اقتراب موعد الإعلان عن القرار الحاسم، حيث وجدوا في شواطئ البحار والغابات وفي أوقات معينة، ملاذا من أجل التدرب والركض الذي اشتاقوا إليه، بدل التمارين الرياضية في المنزل، والرفع من وثيرة التداريب والجاهزية استعدادا للعودة للتداريب الجماعية. إجتماعات متواصلة بدأت أغلب الأندية تدرس مرحلة ما بعد الجائحة والإستراتيجية التي ستتبعها، من أجل الإستعداد لها بكل الإمكانيات التقنية واللوجيستية والصحية والبشرية، وبدا ذلك واضحا من خلال الإجتماعات التي عقدتها أغلب الأندية في الأيام الأخيرة عن بعد بين أعضائها، حيث هناك من الأندية من آثر مسؤوليها عقد اجتماعات مع الأطقم التقنية وكذا اللاعبين، من أجل الوقوف على آخر الاستعدادات مع وضع المخططات المستقبلية للتداريب. ومن بين الأندية التي عقدت اجتماعات مع مسؤوليها أو مع لاعبيها، هناك الجيش الملكي وحسنية أكادير ومولودية وجدة والدفاع الجديدي والرجاء البيضاوي، علما أن حسنية أكادير استعان مؤخرا بمعالج نفسي من أجل الرفع من حماس ومعنويات اللاعبين، مع اقتراب الإعلان عن مصير البطولة. تفاؤل مشوب بالحذر! رمت الجامعة الملكية المغربية بالكرة في مرمى الحكومة المغربية، التي تملك بيدها القرار الأخير من أجل تحديد موعد العودة للتداريب واستئناف البطولة، وستعود لها الكلمة الأخيرة، الشيء الذي يؤكد أن القرار الأخير لن يكون اعتباطيا، وإنما سيتم وفق دراسة عميقة على جميع المستويات، خاصة ما يتعلق بالشق الصحي، الذي سيكون من بين الشروط الهامة والأساسية في اتخاذ أي قرار. وبدا وضحا أن جميع الفعاليات المنضوية تحت لواء المستديرة المجنونة، من مدربين ولاعبين ومسيرين وجماهير ومتتبعين، يجمعون ويتقاسمون فكرة واحدة، تتعلق بمبدإ «الصحة أهم من كرة القدم»، ما يؤكد أنه ومن خلال آراء اللاعبين والمدربين والأطقم الطبية، فإن هناك وعي بالمسؤولية وبخطورة الوباء، رغم أن هذه الآراء جاءت مقرونة بحنين وشوق لأجواء المباريات والتداريب، وهناك تفاؤل بالعودة إلى المنافسة من جديد. مصير مجهول تبرأت الجامعة من الأخبار التي أتت من كل حذب وصوب، حول قرار استئناف التداريب، عطفا على الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الأندية والخطوات التي قامت بها، حيث أعطت الإنطباع بأن البطولة قم حُسمت في مستقبلها، غير أن جامعة الكرة كانت واضحة في هذا الموضوع، عندما أكدت أن الحسم هو بيد الحكومة المغربية، التي لها الحق في تقرير المصير وفي الوقت المناسب. صحيح أن الجامعة وضعت بين أيدي المسؤولين والمختصين تصورها والتدابير التي تسعى لاتخاذها لاستئناف البطولة وعودة الأندية للتداريب، لكن القرار الأخير، إنما يعود من خلال الدراسة التي سيقوم بها المختصون في عدة مجالات، خاصة أن قرار عودة المنافسة، يتطلب اتخاذ عدة خطوات وقائية واحترازية وتنظيمية، لذلك ستكون الأيام المقبلة حاسمة وستوضح الرؤية، بنسبة كبيرة حول مصير بطولة، اشتاق لها الكل، بعد أن وقفوا على مدى قيمتها.