بانتهاء بطولة الموسم الهولندي الحالي بات حكيم زياش خارج "الإيريديفيزي" وكل من يريد أن يشاهد مبارياته عليه أن يتحول إلى منافسات البريميرليغ، بعدما التحق بنادي تشيلسي مقابل 44 مليون أورو. لكن بالنسبة لكثيرين وبالنسبة لزياش نفسه من الصعب معرفة المباراة الأولى التي سيخوضها بقميص "البلوز".. وفي حين أكد الدولي المغربي أن هذا لا يقلقه، يبدو أن الجماهير اللندنية تتوق لمشاهدة النجم الجديد في أقرب وقت. العارفون بإمكانيات نجم "الإيريديفيزي"وبطريقة تفكير فرانك لامبارد وتعامله مع فريقه تقنيا وتكتيكيا يؤكدون أن المدرب الإنجليزي يمتلك 4 خيارات لتوظيف زياش. جناح تقليدي يستطيع زياش أن يلعب كجناح أيمن تقليدي، وهو ما كان يبدو عليه مع أجاكس بالرغم من أن الأمر ليس صحيحا، لكن بما أن هناك فراغ كبير سيخلفه رحيل كل من البرازيلي ويليان دا سيلفا والإسباني بيدرو رودريغيز، حيث سينتهي عقدهما معا مع نهاية الموسم الحالي، يبدو من المرجع جدا أن يلعب زياش على الطرف الأيمن.. وما قد يشجع لامبارد على التمسك بهذه القناعة أن زياش خلال مباراة تشيلسي وأجاكس في عصبة الأبطال والتي انتهت بالتعادل 4 – 4 صنع من هذا المركز ثلاث تمريرات حاسمة سجل منها أجاكس 3 أهداف. لامبارد يدرك جيدا أن زياش في مركز الجناح يستطيع أن يبدع بتمريراته المتقاطعة بواسطة يسراه الرائعة، كما أن ميوله جهة اليمين تسمح له بالانجراف إلى الداخل وإرباك الخصوم في منطقتهم، فهو يعرف بذكائه كيف يسحب الخصوم ويقود زملاءه للمرمى، وهو ما كان يمنحه خطورة دائمة مع أجاكس. وإذا كان زياش سيتم توظيفه كجناح تقليدي، فإن لا سرعته ولا مظهره الجسدي سيعوقان نجاح مهمته لأنه يعتمد على ذكاءئه الذي يمنحه كل الامتيازات تماما مثلما فعل ذلك دائما مع أجاكس أمستردام. الرقم 10 يمكن لزياش أن يلعب في مركز الوسط الهجومي مثلما فعل مع فريقيه السابقين في هولندا هيرينفين وتيفنتي عندما كان يتموقع خلف قلب الهجوم بالرغم من أن الإحصائيات لم تكن تشير إلى ذلك.. وهناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى أن بإمكان زياش أن يتم توظيفه كلاعب وسط هجومي مع تشيلسي، وأن ذلك سينمحه قوة كبيرة. فرانك لامبارد عادة يعتمد على شاكلة 4 – 2 – 3 – 1 ويقوم ماسون مونت فيها بدور رقم 10، وإذا كان قد أدى أدوارا موفقة أحيانا، فغالبا ما واجه صعوبات في العثور على الإبداع المطلوب لفتح الدفاعات العنيدة للخصوم. ولحسن الحظ أن زياش قام بهذا الدور بتميز كبير في موسم 2015\2016 مع تيفنتي عندما سجل 17 هدفا مع صناعة 12 هدفا آخر في 33 مباراة، وهذا مبرر إضافي يؤكد أن زياش يستطيع أن يكون مثاليا في أداء دور اللاعب رقم 10، ويمكن للامبارد أن يستند عليه وبثقة عارمة في هذا الدور. جناح "مزور" في شاكلة إريك تين هاغ مدرب أجاكس كان زياش يشغل مركز الجناح "المزور"، لكن بمهمة مميزة جدا حيث كان مسؤولا عن الإنجراف والتوغل لخلق المساحات، لذلك ينتهي به الأمر في دور مركزي بوسط الميدان، حينها تصبح المساحات كلها ملعبه حيث يمارس نفوذه في كل مكان. كالوم هودسون-أودوا وكريستيان بوليسيتش شابان يشغلان مركز الجناح في تشيلسي لكنهما يحتاجان لمزيد من الوقت للنضج أكثر.. وإذا اختار لامبارد الإعتماد عليهما مع اللعب من دون رقم 10 صريح، فإن بمقدوره أن يوظف زياش في دور غير تقليدي، لأنه يمتلك القدرة على شغل مكان مريح جهة الأطراف كجناح مزور يستطيع أن يتعمق من خلاله بما يكفي نحو الوسط لفتح الممرات وخلق توغلاته المعتادة. لاعب الوسط سيكون زياش مثالي أيضا في شاكلة 4 – 3 – 3 كلاعب وسط حيث يمكنه أن يكون محمي من لاعب وسط دفاعي مثل نغولو كانطي أو جورجينيو. إنه الدور الذي سبق لزياش أن قام به في السابق، حيث كان سندا قويا لخط الهجوم من خلال قدرته على اختراق مساحات العبور بنجاح ، وإذا تم توظيفه ضمن هذه الشاكلة بلاعب ارتدادي قوي كمساند فإن ذلك سيمنحه مساحة أكبر للتنقل. وإذا كانت شاكله 4 – 3 – 3 مثالية بحضور زياش كلاعب وسط، مع مساند أو مساندين أقوياء فإن توظيفه كلاعب وسط من دون مساند ضمن فريق يتأسس على شاكلة 4 – 2 – 3 – 1 قد تكون مستبعدة، لأن زياش يصلح في هذه الشاكلة كرقم 10 أي كلاعب وسط خلف رأس الحربة مباشرة، لأن الكلتة الدفاعية من دون مساند من العيار الثقيل ستكون ضعيفة، وبالتالي فإن مهام الإرتداد والدفاع ضمن الشاكلة ككل ستكون أقل فاعلية. مهما كان فإن لامبارد مثلما يمتلك عدة خيارات من الناحية البشرية مع تواجد كل من ماسون مونت وروبن لوفتوس-شيك وماتيو كوفاسيتش وروس باركلي، فهو يمتلك أيضا لاعبا في قيمة زياش يستطيع أن يوظفه في أي موقع هجومي ضمن 4 خيارات تقود كلها إلى نتيجة واحدة وهي إشعال جبهة الهجوم ومنحها القوة الضاربة التي تحدث الفوضى في دفاعات الخصوم.