لم يكن سهلا على طارق السكتيوي أن يمسك زمام الأمور التقنية لفريق نهضة بركان، ليعوض منير الجعواني صانع ملحمة كأس العرش التاريخية، ومعها ارتفع سقف أحلام المدينة وليس الفريق فحسب لكتابة التاريخ أفريقيا. إلا أنه ولما راكمه في مساره الإحترافي وإن كانت تجربته التدريبية بدايتها، فقد نجح طارق السكتيوي في أن يبحر بسفينة الفريق ولو مع بعض الصعوبات التي صادفتها مؤخرا على مستوى البطولة الإحترافية. - الإرث الثقيل فريق متوج بكأس العرش ورابع البطولة الإحترافية خلف الحيتان الكبيرة والعملاقة ووصيف الزمالك المصري أفريقيا وما أدراك ما الزمالك!! هكذا استلم السكتيوي مقاليد الأمور التقنية للنهضة البركانية من سلفه الجعواني ،ما يعني أنه عكس تجاربه السابقة مع المغرب الفاسي وبعدها المغرب التطواني هو بصدد مغامرة أكثر ثقلا ومسؤولية إرث ثقيل وأمانة بحجم الجبال والرسالة واضحة، لا تحتاج لكثير اجتهاد وهي التتويج محليا بالدرع وقاريا بالكونفدرالية، الأمر الذي جهر به مرارا مسؤولو الفريق دون حرج، وفي مقدمتهم عبد المجيد مضران. فما كان من السكتيوي وهو يغادر سانية الرمل إلا أن يقبل بهذا التحدي الجميل الذي يدرك أنه يمثل له الاختبار الأهم في مشواره التدريبي. - صاروخ البداية وفراغ طويل دون مقدمات عزف السكتيوي على زر الإقناع، حمل معه أفكاره وقناعاته الهولندية التي كسبها من تجربته الإحترافية في الأراضي المنخفضه. ولئن كان شقيقه عبد الهادي مهووسا بيوهان كرويف، فهو يجعل من منهج فان غال غاية ووسيلة، لذلك امتزج أسلوب الفريق البرتقالي وعجن وفي البداية بالفرجة والجدية التي إختلفت نوعا ما عن طابع الفريق مع الجعواني الذي كان يمنح هوامش من الحرية أكبر للاعبيه. جدية أثمرت رقما غير مسبوق في تاريخ الفريق ولا حتى البطولة منذ سنوات بأن صمد نهضة بركان ل 12 دورة دون تلقي الهزيمة. صمود مكنه من إعتلاء الصدارة مرارا قبل أن تسهم مرحلة فراغ غريبة جدا طالت ل 9 دورات كاملة، عجز فيها الفريق عن تحصيل الفوز بل خسر في ملعبه أمام الفتح، ليتراجع في الترتيب ولو مؤقتا. ورغم ذلك يظل مسار الفريق مع طارق السكتيوي مقبولاً في عمومه، على بعد درج واحد من تكرار إنجازه القاري، وحسابيا فهو موجود وجاهز لينافس على درع البطولة وكأس الكاف.