موسم أبيض أو إعلان الوداد بطلا.. الخيار المرفوض الإجماع على إتمام البطولة متى سمحت الظروف.. كان يكفي أن ينزل الخبر الذي يقول أن العصبة البلجيكية لكرة القدم تفكر في إنهاء الموسم الحالي لأندية الدرجة الأولى في وقت مبكر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وإعلان نادي بروج بطلا لبلجيكا، بالنظر إلى أنه تصدر الترتيب قبل أن تتوقف البطولة البلجيكية بسبب جائحة كورونا، حتى تحرك الإعلام العالمي ليسأل عن مدى نجاعة وسلامة القرار؟ وهل يئس العالم من انزياح الجائحة وعودة البهجة والحياة للملاعب؟ وهل يلقى الإقتراح قبولا من الهيئات الوصية على كرة الثقم في العالم؟ وهل يمكن أن تحذو حذو عصبة الأندية البلجيكية، العصب الإحترافية في دول العالم ومنها بالطبع العصبة الوطنية لكرة القدم الوطنية؟ الوداد البيضاوي بطلا؟ هذا السؤال طرحناه نحن أيضا على أنفسنا، فلو قدر الله أن تتأخر بلادنا والبشرية في القضاء على جائحة "كورونا" وتبعاتها، هل سيكون الخيار الأمثل هو الذهاب إلى قرار إنهاء البطولة الإحترافية الأولى مثلا بإعلان الوداد البيضاوي بطلا للمغرب للموسم الكروي 2019-2020، بالنظر إلى أنه تصدر ترتيب البطولة الإحترافية قبل توقيفها. وبالعودة للحظة توقف البطولة الإحترافية الأولى، فإننا سنجد أن الوداد البيضاوي هو من يتصدر الترتيب العام بمجموع 36 نقطة من 18 مباراة، ويبتعد بنقطة عن الفتح الرباطي الذي لعب 20 مباراة. وبحسب الأرقام هناك فريق واحد بإمكانه أن يتخطى الوداد وهو الرجاء البيضاوي، الذي كان قد لعب إلى حين توقف البطولة 15 مباراة فقط جمع منها 28 نقطة، أي أن فوزه بالمباريات الثلاث المؤجلة التي تفصله عن الوداد تعطيه تسع نقاط يمكن أن تصل بع إلى النقطة 37. وفي حال اتخاذ قرار بإنهاء الموسم وإعلان البطل على ضوء آخر ترتيب، فإن من سيعلن بطلا حينها هو الوداد من دون الأخذ بالإعتبار المباريات المؤجلة أو المعلقة وما أكثرها. هل يكون الموسم أبيض؟ لا يمكن أن يكون إنهاء الموسم الرياضي عند النقطة التي انتهى إليها، بإعلان الوداد بطلا للمغرب عطفا على تصدره الترتيب العام، هو الخيار الأوحد، فحتما لن يكون هذا هو السيناريو المقترح الوحيد لمواجهة مستجد التوقف الإضطراري للمنافسات الرياضية، ولتفسير القوة القاهرة التي يكون اللجوء لتكييفها القانوني في هذه الحالة. هناك أيضا خيار إعلان الموسم، موسما أبيض فلا يتم فيه احتساب أي شيء، لا صاعد ولا نازل، وبالتالي سيعود للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، القرار بشأن النظام الذي سيطبق على الموسم الكروي الموالي (2020-2021)، أي من الأندية التي ستمثل المغرب في المنافسات القارية. وطبعا فإن أيا من الخيارين سيبقى مشروطا بموافقة الهيئات الوصية على كرة القدم عالميا وقاريا، أي "الفيفا" و"الكاف". الصمت الإتجاه الأفضل؟ إلى الآن لم تكسر لا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ولا العصبة الإحترافية جدار الصمت المطبق الذي ساد المشهد الكروي الوطني منذ أن توقفت الكرة عن الدوران بقرار من الدولة تنفيذا لأحكام حالة الطوارئ الصحية، فقد انتظرنا وانتظر الشارع الكروي أن تقدم الجامعة بمعية العصبة الإحترافية تصورا للمرحلة القادمة، إلا أن انحسار الجهد الوطني في طرد الجائحة، جعل الهيئتان معا ترتبطان بحالة التعبئة التي يعيشها المغرب، وعدم الحديث عن أي سيناريو مرتبط باستئناف المنافسات الكروية، إلى غاية الحصول من لجنة اليقظة على الضوء الأخضر. وكان السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في تصريح سابق ل"المنتخب" قد أكد أن الأولوية هي لأمن وسلامة المغاربة، وأن أي قرار باستئناف المنافسات الكروية سيكون مشروطا بشرط واحد لا ثاني له، هو الوثوق بالكامل، إلى أن أي استئناف لابد وأن يكون مسبوقا بالإطمئنان الكامل على سلامة الأجواء. وأيا كان الأمر، فإن مكونات عائلة كرة القدم تستبعد اللجوء لأي من الخيارين السابقين لإنهاء موسم كروي لم تمر عليه جائحة كالتي تمر عليه اليوم. إتمام الموسم خيار الإجماع طبعا يبقي هناك سناريو ثالث، هو ما قد يكون مصدر إجماع ليس بالمغرب ولكن في كثير من البطولات العالمية، وهو استئناف الموسم الكروي في أي وقت تسمح الظروف بذلك، لأنه من الصعب جدا أن يرمى كجهود موسم انقضى منه الثلثان ولم يبق سوى ثلث أخير منه في عرض البحر، ففي ذلك تبخيس لعمل قامت به الأندية لمدة سبعة أشهر كاملة، وفيه أيضا تضحية باجتهادات قام بها اللاعبون والأجهزة التقنية. ويقضي هذا الخيار المنطقي والعادل، أن يستكمل الموسم الكروي الجالي (2019-2020) متى زالت الجائحة، ولو اقتضى الأمر إتمام الثلث المتبقي خريف العام الماضي في أسوإ الأحوال. والمؤكد أن البطولة الوطنية مرتبطة مع كل البطولات العالمية بذات المصير، وإذا كان الإستثناء سيطبق على موسم كروي، فسيطبق حتما على الموسم الكروي الحالي (2020-2021)، إذ يمكن في حال ما إذا أتممنا الموسم الحالي في الخريف القادم، أن يلعب الموسم الموالي في مرحلة واحدة، لا مرحلة ذهاب وإياب لشغل المساحة الزمينة الضيقة المتبقية. لننتظر ونرى ما سيحدث، والأكيد عندما تزول الجائحة سيكون هناك قرار نابع من الإجماع..