حياتنا بتلاثية أبعادها، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، بكل الدي عشناه وعاشنا، بكل الذي نتفسه ويتنفسنا، بكل الذي ننتظره وينتظرنا، جادت بهذه الساعة الغريبة العجيبة، التي نعيشها الان، والتي خرجت من الزمن، لتؤكد مرة اخرى أن القدر مع ابن عمه الزمن يضحكان ويسخران منا كما يشاءان وكما تعودا. كيف تحول مشيئة الله، هذا البشري الذي قال عنه تعالى وصدق (كلا إن الإنسان ليطغى)، إلى انسان قليل الحيلة، كالسكران يحاول الوقوف ولا يجد الارضية الصلبة من تحته لتسنده. لا كان على الخاطر ولا جاء على البال، أننا سنعيش فيلما مدرجا ضمن قائمة أفلام الخيال العلمي، نتابع فيه فيروسا صغيرا يتعملق ويلعب دور البطولة أمام قوى عظمى. ولا جاء في مخيلة أحد منا، أن تأتي فترة في حياته يلعب فيها دورا في مسلسل "أنا والفيروس والحجر الصحي"، لم تحبل أفكارنا بصورة نرى فيها البشرية كلها مسجونة في فترة زمنية واحدة، منازلها سجونها والإنسان سجان نفسها يدللها كما يشاء ويعذبها كما يشاء. لم يهمس القدر في أذاننا بأنه سيأتي يوم تكفي فيه عطسة واحدة، لتجعل منك مشتبها به ومنبوذ الجماهير وتواجه الحضر الصحي الانفرادي. كيف لنا أن نتنبأ بأننا سنعيش لحظات نتابع فيها ابناءنا، يحضرون فصولا دراسية عبر الانترنت وهم جالسون بصالون المنزل. ويستمر القدر في سخريته، فكيف لنا نحن المغاربة ان يسبق في علمنا، وبعد كل الذي قلناه على صاحبات. روتيني اليومي ورشاش الانتقادات الذي أفرغناه فيهن أن نجد أنفسنا مشاركين في روتيني اليومي بكل ساعاته، دقائقه وثوانيه.