"المطرقة" رفع أسهمه وأشعل حربا بين عمالقة الكالشيو تتقاطر منذ أسابيع التقارير والأخبار يوميا في المواقع والصحف الإيطالية، بشأن موسم سفيان أمرابط الباهر ومستوياته اللافتة للإنتباه مع هيلاس فيرونا، بعدما تحول في ظرف وجيز من لاعب مهمش وغير مرغوب فيه بكلوب بروج البلجيكي، إلى معشوق وكنز يتنافس كبار الكالشيو لخطفه. بزوغ بأوتريخت ومشاكل بفاينورد بدأ سفيان أمرابط مشواره الإحترافي سنة 2014 وعمره 18 عاما مع أوتريخت، لكنه إنتظر إلى غاية موسم 2016- 2017 لينقض على الرسمية المطلقة ويخطف الأضواء في التشكيلة الأساسية، موقعا على مردود متميز جدا في جميع دورات الإيرديفيزي التي لعبها كاملة. نجم سفيان الذي بزغ بأوتريخت سرعان ما إنتقل إلى زعيم روتردام فاينورد في صفقة ثنائية مع مواطنه ياسين أيوب، إلا أن اللاعب إصطدم بصعوبة المنافسة على المقاعد ولم يفرض وجوده سوى في بعض المناسبات القليلة، ليفقد أعصابه خلال إحدى الحصص التدريبية ويدخل في ملاسنات مع المدرب فان بروكخوست، تسببت في توثر العلاقة بينهما وإندلاع نيران المشاكل، لتكون النتيجة وضع اللاعب في لائحة الإنتقالات. خطوة متسرعة وغير مدروسة سقط سفيان في فخ التسرع حينما أراد الهروب من فاينورد بسرعة وبأي ثمن، بعدما لم يستحمل البقاء في أجواء مشحونة، فطلب من وكيل أعماله البحث عن فريق خارج هولندا يخلصه من جحيم المعاناة، فجاء التعاقد في آخر أيام الميركاطو الصيفي لسنة 2018 مع كلوب بروج البلجيكي، في خطوة فاجأت الكثيرين. إلتحق السقاء ببلجيكا بمعنويات مهزوزة ولياقة بدنية غير مكتملة، كما حال المونديال الروسي دون بداية إستعداداته مبكرا للموسم، ليجد نفسه في كنف فريق جديد دون زاد ولا عتاد، والنتيجة عجز عن ركوب قطار التباري ومخاض عسير مع مدرب بروج، لتبدأ الشكوك وتأنيب الضمير من سفيان الذي فطن أن الخطوة التي قام بها متسرعة ولم تكن مدروسة. المعاناة والتهميش بقلعة بروج من سوء حظ صاحب 22 سنة أن المركز الذي يلعب فيه وهو مركز وسط ميدان الإرتدادي، كان يشغله عميد كلوب بروج وبالتالي إستحالة سحب بساط الرسمية منه، فإضطر أمرابط في المناسبات القليلة التي لعب فيها سواء في البطولة البلجيكية أو المسابقات الأوروبية إلى سد فراغ الغيابات، بدخوله في قلب الدفاع تارة وفي الأظهرة تارة أخرى، الشيء الذي كان ينُقِص من قدراته ويكشف عيوبه ويقدمه بصورة مهتزة ورديئة. وطيلة موسم كامل لم يظهر سوى في 10 مباريات كأساسي وإستُبعد من لوائح اللقاءات في عدة مرات، حيث عانى بصمت وتعرض للتهميش والإقصاء ولم يلامس ما أتى من أجله، ليثور ويحتج في وجه مدربه الكرواتي إيفان لينكو، كما صفع أحد زملائه في التداريب، لتقرر إدارة النادي الإنفصال عنه مؤقتا وتسريحه إجباريا إلى هيلاس فيرونا. بفيرونا إنفجر ورد الإعتبار لم يكن أمرابط يرغب في الإنتقال إلى هيلاس فيرونا ورفض في مناسبتين الدخول في مفاوضات، وطلب الإستغناء عنه نهائيا وفسخ العقد معه، لكن كلوب بروج أقنع في الأخير اللاعب بعرض فيرونا الذي كان ملحا ومصرا على إنتذاب أمرابط الصغير. وفي سيناريو غير متوقع إنصهر الأخير على السريع مع الكرة الإيطالية وتأقلم مع مناخها وأسلوبها الذي ناسب مؤهلاته البدنية، وإنقض على الرسمية منذ ظهوره الثاني مع هيلاس فيرونا، ليصبح حديث الساعة بالمدينة ويتصدر عناوين الصحف الإيطالية الشهيرة، في ظل مستوياته الرائعة وقتاليته الفريدة، ومبارزته الشرسة لكبار الكالشيو كجوفنتوس ونابولي وأنتر ميلانو، لينال الإشادة والتنويه من كل حذب وصوب، مع تصريح تاريخي من مدرب فريقه إيفان يوريتش الذي قال بأنه لم يشاهد في حياته لاعبا مثل أمرابط، مؤكدا أنه الورقة الوحيدة التي يستحيل الإستغناء عنها أو تغييرها في مبارياته. أسهم مرتفعة وأطماع متربصة في خضم الموسم الإستثنائي لسفيان بالكالشيو والإشادات المتتالية من الطاليان الذين يصفونه بالمطرقة، أضحت عودته إلى بروج مستبعدة لعدة عوامل، أولها بنذ الشراء في عقد إعارته والذي سيُفعّله هيلاس فيرونا بلا شك بقيمة مالية ضعيفة لا تتجاوز 3,5 مليون أورو، إضافة إلى دخول بعض العمالقة على الخط، كأنتر ميلانو ونابولي واللذان أعربا علانية عن إعجابهما بسفيان ودخلا في مفاوضات للتعاقد معه. ويعد فيرونا الرابح الأكبر كونه سيشتري سفيان ثم سيبيعه بقيمة مالية مضاعفة أكثر من 5 مرات، حيث الحديث عن إرتفاع أسهم اللاعب إلى 15 مليون أورو وإقتراب نابولي من دفع المبلغ كاملا خلال الميركاطو الشتوي، ليتحول هذا المقاتل الباسل في ظرف 3 أشهر من مغبون ببلجيكا إلى نجم معشوق، في بطولةٍ أعطته حجمه الحقيقي لتضعه في المكان المناسب.