تفتتح أبواب الميركاطو الشتوي وحاجة الغريمين الوداد والرجاء، أكثر من ماسة لقطع غيار تغطي الفراغات الكبيرة، التي انكشفت مؤخرا بعد زلزال التوقيفات والأعطاب الذي ضرب النسور الخضر والفرسان الحمر، بحكم تعدد الواجهات والرهانات. وبالنظر إلى أن الميركاطو الشتوي لا يتيح في الغالب فرصا كبيرة للتبضع، بحكم أن الأندية تعض بالنواجد على أحسن ما لديها من لاعبين، فإن الحاجة الملحة لكل من الوداد والرجاء إلى لاعبين يملؤون الخصاص الموجود، يصطدم بكون ما هو معروض من لاعبين في هذا التوقيت بالذات لا يفي بالغرض. الوداد في بحث عن العتاد ظهر واضحا أن الوداد بإصابة سقائه صلاح الدين السعيدي، واحتمال غيابه لأسابيع، وما تكرر من أعطاب على لاعبين مؤثرين أمثال وليد الكرتي وإسماعيل الحداد، وخروج ناهيري من مفكرة زوران لأسباب انضباطية، وقرب رحيل أيوب الكعبي لانتهاء فترة إعارته، أصبحت به الكثير من الإعاقات، ويحتاج فعلًا إلى انتدابات وازنة، إن هو أراد مواصلة حلم القبض على لقب عصبة الأبطال الإفريقية والدفاع عن لقب البطولة الإحترافية الموجود في حوزته. ولا يبدو سهلًا حصول الوداد، مما هو معروض اليوم في سوق الإنتقالات الشتوية، على ما يحتاجه من قطع غيار، فإن فكر في انتداب مدافع الدفاع الجديدي الهدهودي اصطدم بعدم استعداد الدفاع للتنازل عن قطب دفاعه في هذا التوقيت بالذات، وان هو فكر في ظهير حسنية أكادير الأيسر الدولي باعدي، اصطدم بعلامات المنع المرفوعة من الحسنية. الرجاء بحاجة ل6 انتدابات على غرار الوداد، يبدي الرجاء البيضاوي حاجته الماسة إلى عناصر تلعب دور قطع الغيار، بخاصة وأن النسور يقاتلون على ثلاث جبهات، عصبة الأبطال، كأس محمد السادس للأندية الأبطال والبطولة الإحترافية وبحسب جمال السلامي مدرب الرجاء، فإن الفريق بحاجة لستة انتدابات وازنة لتصبح المجموعة متكاملة، والأكيد أن هذه العناصر الستة المطلوبة من جمال، هي لسد ما يوجد من فراغات في الخطوط الثلاثة. وكحال الوداد، لا يمكن للرجاء أن يجد ضالته في ما هو معروض اليوم في سوق الإنتقالات، فمن هم مطلوبون بالأسماء لشغل المراكز الفارغة، إما أنهم متعاقدون ولا تبدي أنديتهم استعدادا للتنازل عنهم، وإما أنهم يملكون عروضا للعب خارج المغرب. فهل للرجاء خلاص من هذه الورطة؟ الخليج في دور المنقذ يشترك الرجاء والوداد، في حاجتهم الماسة بل والملحة إلى انتدابات وازنة في الميركاطو الشتوي، والغريب أن هذه الإنتدابات تشترك في نوعية اللاعبين المطلوبين وأيضا في المراكز التي يشغلونها، ومع ضعف العرض الموجود وطنيًا، فإن الحل قد يكون في الخليج العربي حيث يستعد بعض اللاعبين المغاربة الذين تحركوا الصيف الماضي أو قبله صوب الأندية الخليجية، السعودية والقطرية والإماراتية، للعودة للمغرب لفشل تجربتهم الإحترافية هناك. فمن يتحدث عن الغوليادور محسن ياجور لا للعودة للرجاء، ولكن لمجاورة الوداد مجددا لتعويض رحيل أيوب الكعبي، ومن يتحدث عن تحقيق الوداد لرغبة قديمة بضم وسط ميدان الجيش سابقا المهدي برحمة، ومن يورد أيضا أسماء لاعبين آخرين أمثال زكرياء حدراف والحارس المحمدي وعطوشي. وقبل أن يدخل الوداد والرجاء على خط هؤلاء في صراع كسر العظام، يجب التأكد أولا من أن الخليج قد أصدر لهم بالفعل بطاقة الخروج والمغادرة هذا الشتاء.