في مشاركته الأولى ضمن دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، وبرغم بدايته المخيبة، خطف أتالانتا الإيطالي الانظار وبلغ الدور ثمن النهائي الاربعاء في الرمق الاخير، ما تسبب بحماسة كبيرة في عقر داره وسلّط الضوء على فريق لا يحظى بإمكانات كبيرة. كتبت صحيفة "توتوسبورت": "إلهي"، و"لاغازيتا": "خرافي"، فيما وصفت "كورييري" الانجاز بال"سحري": كالت الصحف اليومية الرياضية المديح لانجاز "ديا" (لقب الفريق الايطالي). قارن كثيرون الانجاز مع فشل انتر "الثري" في بلوغ ثمن النهائي، بعد وقوعه في مجموعة صعبة ضمت برشلونة الاسباني وبوروسيا دورتموند الالماني. لكن ربيع ملعب "سان سيرو" سيبقى حاضرا على الساحة القارية، إذ يخوض أتالانتا مبارياته المقبلة في البطولة داخل الملعب الضخم الواقع في مدينة ميلانو، بانتظار انتهاء الاعمال في ملعبه "أتليتي أتسوري ديتاليا". على مواقع التواصل الاجتماعي، عادت الى الاذهان ضمن مجال النقد اللاذع، جملة مدرب انتر الحالي أنتونيو كونتي الذي قال عام 2014 عندما كان مشرفا على يوفنتوس انه "لا يمكننا تناول الطعام في مطعم بسعر 100 يورو وبجيبنا 10 يورو". دخل أتالانتا إلى المطعم البالغة كلفته 100 يورو، وصدم بخسارته أول ثلاث مباريات. مطلع الموسم قدّرت صحيفة "لا غازيتا" اجمالي رواتبه ب36 مليون يورو، اي في المركز الثالث عشر ضمن الدوري المحلي، وراء أمثال بولونيا وكالياري، وبالكاد أكثر من راتب البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس (31 مليون يورو). وإذا لاحظ الجميع ان ممثلي البطولات الخمس الكبرى بلغوا ثمن نهائي دوري الابطال الذي ينطلق في شباط/فبراير المقبل، الا ان احد المتسللين يبرز بين عمالقة القارة. - كرة قدم بالسلاح الأبيض - يُعدّ أتالانتا بين الاندية الصغيرة التي لم تحقق انجازات تذكر، باستثناء لقب كأس إيطاليا... عام 1963. لكن كل شيء تغير في 2016 مع قدوم المدرب جان بييرو غاسبيريني واسلوبه المبني على "كرة القدم بالسلاح الأبيض"، كما وصفته "لا غازيتا" الموسم الماضي لشرح الأسلوب الفائق الشراسة الذي طوّره المدرب. حل أتالانتا مع غاسبيريني رابعا، سابعا ثم ثالثا الموسم الماضي في "سيري أ"، وهو الأفضل له في تاريخ مشاركته في الدوري، ما فتح له أبواب المشاركة الاولى في دوري أبطال أوروبا. لكن بعد ثلاث جولات قارية، عجزت كتيبة غاسبيريني عن تسجيل أي هدف واهتزت شباكها 12 مرة ليقبع في ذيل الترتيب دون نقاط. كان التعلّم في المسابقة بالغ القساوة. لكن مع أمثال الهولندي دي رون، البلجيكي كاستاني، الالماني غوسنس وباقي الجنود المجهولين الذين يرافقون المتألقين السلوفيني إيليتشيتش، الكولومبي زاباتا والارجنتيني "بابو" غوميز، تعلموا الدرس بسرعة في أوروبا. كانت النقاط السبع التي حصدها الفريق في آخر ثلاث جولات كافية لضمان التأهل الى الدور الثاني بين أفضل 16 ناديا في القارة العجوز. في برغامو، وبعد الصافرة النهائية التي أعلنت فوز أتلانتا على أرض شاختار دانيتسك الأوكراني 3-صفر، اجتاح المئات من الجماهير وسط المدينة، وحضر نحو ألفين منهم إلى المطار الساعة الثالثة بعد منتصف الليل للاحتفال بالابطال وهم يلوحون بالأعلام ويطلقون القنابل الدخانية. صعد الكولومبي موريال و"بابو" على سطح الحافلة لعدم تفويت مشاهد الاحتفال. قبلها بساعات، قال بابو، القائد الموهوب لأتالانتا "لا توجد كلمات. الشعور فريد من نوعه، شيء سيبقى في تاريخ هذا النادي وكرة القدم". بدوره، قال غاسبيرتي القادم في 2016 من جنوى "هذا الرابط القوي منحنا الدافع لتحقيق النجاح. نحن سعداء لأجلنا ولكن أيضا لكرة القدم الايطالية". تابع "نستحق ذلك لأننا تطورنا خلال منافسة صعبة وعالية المستوى. بدأنا نؤمن بالإمكانية (التأهل) بعد التعادل مع مانشستر سيتي (الانكليزي)".