سيكون ملعب مراكش مسرحا لمواجهة مثيرة بين حسنية أكادير والمغرب التطواني في نصف نهائي كأس العرش، وتشير كل المعطيات أن الحوار لن يكون مفروشا بالورود على الفريقين معا من أجل حجز بطاقة التأهل إلى النهائي، وهو ما سيزيد المباراة صعوبة، ويجعل التكهن صعبا حول من يكسب مقعدا في النهائي. بدون مفاجآت لا يمكن اعتبار وصول حسنية أكادير والمغرب التطواني إلى المربع الذهبي بالمفاجأة، عطفا على ما قدمه الفريقان في مشوارهما بالكأس، ذلك أن الفريق السوسي واجه في أول الطريق يوسفية برشيد وفاز عليه بهدف دون رد، وبنفس الحصة أسقط جمعية سلا على ملعبه، وكان الحوار الذي نقله إلى المربع الذهبي صعبا، حيث واجه خارج ملعبه اتحاد طنجة، وانتصر عليه بصعوبة بهدف للاشيء من ضربة جزاء نفذها المدافع بوفتيني. مشوار المغرب التطواني كان نوعا ما سهلا مقارنة بخصمه، بدليل أن كل مبارياته لعبها داخل قواعده، كما أن اختباراته لم تكن قوية، حيث واجه في أولى مبارياته شباب المحمدية وفاز عليه بهدف دون رد، وفاز على الراسينع بضربات الترجيح 43، بعد نهاية المباراة بالتعادل 11، وفاز في آخر مواجهاته على سريع وادي زم 41. حمامة مزهوة لم يكن أشد المتشائمين من جمهور المغرب التطوني ينتظر أن يحقق فريقهم النتائج الإيجابية في البطولة بثلاثة انتصارات وتعادل، ومركز أول ب 11 نقطة، ناهيك عن بلوغه نصف النهائي، ولم تكن النتائج هي التي أثارات الإنتباه، بل أيضا المستوى الذي يقدمه في المباريات. وظهر الفريق التطواني بصورة مغايرة مقارنة بالمواسم الأخيرة التي عانى فيها، خاصة في الموسم الماضي، عندما كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الثانية. وربما يأتي المربع الذهبي في الوقت المناسب، حيث يتواجد الفريق التطواني في أفضل حالاته واستعداده، ليس فقط على المستوى التقني قياسا بنتائجه الإيجابية، ولكن أيضا على المستوى المعنوي. سوس متوهجة ولأن حسنية أكادير ينعم بالإستقرار من جميع المسويات، فكان من الطبيعي أن يجني ثمار ذلك، إذ سجل بدوره نتائج جيدة ويوقع على بداية موسم قوية، وزكى ذلك، بتأهله إلى دور المجموعات بكأس الكونفدرالية الإفريقية، للموسم الثاني على التوالي، في إشارة إلى الخبرات التي بات يتمتع بها، ليس على المستوى المحلي بل أيضا على المستوى القاري. ويبدو أن حسنية أكادير في كامل استعداده للموسم الكروي، وخاصة لمباراة الكأس، حيث منحته المباريات التي أجراها خبرات وتجارب والرفع من أجواء المنافسة. مفاتيح مهمة كل فريق سيعتمد على أبرز مفاتيحه ونقاط قوته من أجل تحقيق الهدف المنشود، والأكيد أن قوة الفريق السوسي تكمن في قوته الهجومية ولاعبيه الموهوبين في الأمام، على غرار بركاوي والفحلي وتامر صيام وشاوش وغيرهم، حيث ستكون هذه الكاسحة الهجومية حاضرة بقوة، وسيستعين بها المدرب ميغيل غاموندي دون استثناء، أيضا القوة الدفاعية التي يقودها بوفتيني والرامي وباعدي. وإذا كان غاموندي يعتمد أكثر على القوة الهجومية، فإن المغرب التطواني يراهن على الصرامة التكتيكية والإنسجام بين خطوطه، حيث ستكون الروح الجماعية حاضرة مع شيء من الصرامة التكتيكية من مدربه أنخيل بياديرو، الذي استطاع أن يفرض فلسفته سريعا بالفريق. بطاقة حائرة سيكون من الصعب التكهن بالفريق الفائز بالمباراة أو ترجيح كفة طرف على الآخر أمام تقارب مستواهما، وكذا وضعيتهما الحالية الجيدة، والأكيد أن ما يزيد من صعوبة المواجهة أنها ستجرى في ملعب محايد. وينتظر أن يستعيد الفريق السوسي أبرز لاعبين الذين غابوا عن المباراة الأخيرة أمام غرين إيغلز في المنافسة الأخيرة، كعبدالكريم باعدي وأمين الصاديقي، بالإضافة إلى أبرز نجوم الفريق، كبركاوي وتامر صيام والحواصلي وبوفتيني وأوبيلا وغيرهم. بالمقابل سيكون المغرب التطواني أمام اختبار صعب وصريح، سيتطلب منه جهدا كبيرا، خاصة هجوم الفريق السوسي الذي يبقى القوة الضاربة، وكالعادة سيعتمد المدرب الإسباني على أهم العناصر التي تعتبر من مفاتيح لعب الفريق، كالحسناوي والإسباني بينغوا وأيوب الكحل والوردي وغيرهم. وبغض النظر عن الأسلحة البشرية، فإن المباراة تتطلب أدوات أخرى سيتسلح بها الفريقان، على غرار الإستعداد الذهني الجيد والتركيز وتفادي الأخطاء واستغلال أنصاف الفرص. الزمن: الأحد 10 نونبر 2019 المكان: الملعب الكبير بمراكش (س15)