« طال الإنتظار» كانت طلعة جماهير الوداد وفدائيوها في مباراة الديربي وبدورنا طال انتظارنا لقراءة لغز ومضمون الرسالة وما الذي تعنيه، عن أي انتظار ولقاء وشوق يتحدث هؤلاء؟ وما هي إلا لحظات حتى أطل علينا لاعب يحمل الرقم 10 يجلس القرفصاء فوق الكرة ويحزم الحذاء تأهبا لتسديدة مؤجلة. يال الهول» إنه الأسطورة الراحل بتشو، وتلك الكرة هي أشهر كرات الديربي التي لم تسدد في ديربي انسحب فيه الرجاء بتعليمات من فاخر، الذي رفض أن يسدد أعز أصدقاء الأمس في مرمى كان يحرسها الرحل رحمة الله عليه عبد المجيد ظلمي... تيفو «كلاش» واضح زمام أنظار العرب وبلغة عربية، فانتظرنا ردة فعل الإيغلز الذين وبمبدأ التناوب الممول به داخل «الموفمون» الرجاوي هم من هندس لطلعة الذهاب في انتظار ابتكار «الغرين بويز» إيابا. بدت 6 وجوه عابسة أقوب ما تكون لجماجم بشرية٬ قليلون هم من كشفوا مضمونها بالملعب، لغز عصي على الفهم حتى الحملة الفرنسين الراقصة الصلعاء لم تتضح معالمها وبدا اللون الأحمر غريبا في تيفو أخضر.. الضيوف العرب الذين حضروا لمركب ومسرح العرس الإحتفالي، كان الفضول والشوق يأكلهم قبل المباراة وأثناءها لمعرفة ما ستجود به قريحة جماهير الرجاء، ومنهم من عبر عن صدمته وقال أنه لم يكن ينتظر هذا المضمون، بعدها سيتم الكشف عن نقاب التيفو ومضمونه والذي هو رحالة على مؤسسي الوداد وبطبيعة الحال 6 يهود كما أراد الفصيل الرجاوي تمرير الفكرة وإن كان البعض يطعن في الرواية. في ثقافة «الموفمون» هناك طابع السرية، هناك تقديس للمضمون وفئة تقدس الفولكلور والجانب الإبداعي الإحتفالي، فئة تنام على وسادة العمق وفئة تقترب من نبض الجمهور وتقدم له ولو بالبهرجة ما يروقه.. في تقاليد الإيغلز العريقة عليك أن تصعد عندهم للبرج العاجي كي تفهم مقاصدهم، لا أن ينزلوا عندك ليرضوك وهذا مبدأ يحترم على كل حال لكن ليس في مثل هذه المواعيد المحمولة على التسويق وتمرير ميساجات زوضح وأكثر جاذبية. فئة الجماهير المتتبعة للكرة مستواها التعليمي و الثقافي، لا يسمح لها بأن تبحث في مقاصد المسرحية وشخوصها رموزها كي يفهموا متأخرين المضمون، جمهور الكرة هو نفس حمهور الفن والطوندانس الذي يميل للبساطة بعيدا عن التعقيدات. لكن توقفوا الحكاية لم تنته هنا، نحن في جولة المدربين الثانية وما إن كنا نتابع دخول متولي لتغيير شكل المباراة، حتى باغثنا التنين الحامل في فمه لكتلة لهب وتحت جناحه كأسا من ذهب وكأنه يقول لمتحديه «اقترب إن إستطعت لتنزع مني هذه الكأس»... أسطورة التنين سلبت الأنظار وخلبت العقول وراقت الجميع ومكنت الوينرز وباستحقاق من رسم التفوق الواضح بالنقط و الكاو واستحقاق وصف» أباطرة التيفو « و D3» ليس ضروريا أن نتحول لباحثينو مفتشين في سجلات الكتب والروايات الخالدة كي نفتت صخر مضامين التيفوهات ونتحرى خلف ألغازها... الذوق الإنساني البسيط بحاسة اللمس والشم وخاصة البصر يكفي لتميز بين الجمال والخيال وبين الكمال والإرتجال ... هذه الحاسة وهذا الذوق قاد الجميع ليعلنوا بالداخل كما الخارج، بلغة الجماهير العادية وحتى العميقة أن «الوينرز» تفوق و حقق ثورة كبيرة في الواقع ب وليس المواقع... ولعل أحلى ما في المضمون هو اللغة العربية الراقية في مسابقة عربية... وهي ذاتها العربية التي قادتنا للوقوف احترام لتيفوا الأنتفاضة وحنظلة المحاصر خلف سور العار ...