نجح الجزائري الدولي رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي في قيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا التي تختتم الجمعة المقبل في القاهرة، بطريقة رائعة جعلت الجميع يرفع له القبعة ويكيل له عبارات المديح والثناء. فعندما كانت مباراة الجزائرونيجيريا في طريقها للانتهاء بالتعادل بهدف لمثله والاحتكام إلى الوقت الإضافي، حصل الفريق الجزائري على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء مباشرة ليظهر محرز ويقول في قرارة نفسه هذه فرصتي لكتابة التاريخ مع "محاربي الصحراء"، حيث أخذ الكرة من زميله يوسف بلايلي، وسدد الكرة بطريقة رائعة لتسكن شباك حارس نيجيريا محرزاً هدفاً ادخل الجزائريين في فرحة جنونية، وكيف لا وهم الذين انتظروا هذه اللحظات منذ 29 عاماً. لم يظهر محرز منذ بداية المسابقة القارية بالمستوى الذي عرف عنه في ناديه مانشستر سيتي، وحتى في مباراة نيجيريا وقبل لقطة " الهدف التاريخي" كان اداؤه متوسطا، رغم انه كان وراء الهدف الاول الذي سجله ايكونغ بالخطأ ضد مرماه. لكن إحرازه لهذا الهدف الرائع الذي صعد بالجزائر إلى نهائي المسابقة القارية جعل منه بطلاً قومياً في بلاده، ودفع الجميع إلى نسيان مستوياته المتواضعة مع " الخضر" حتى الآن. واعترف محرز بأن الهدف الذي سجله في مرمى نيجيريا هو الأهم في مسيرته مع المنتخب الجزائري الذي انضم اليه عام 2014. وقال إن وصول الجزائر للمباراة النهائية شيء لا يصدق، وإنه يحلم الآن بالتتويج بكاس أمم افريقيا. ويدرك محرز جيداً أهمية الهدف الذي سجله في مرمى نيجيريا، ليس فقط في مسيرته الشخصية كلاعب يأمل في التتويج بالمزيد من الجوائز الفردية، وإنما لوقعه على شعب يتنفس كرة القدم وشغوف بها إلى درجة لا توصف. محرز، الذي كان يوصف أحياناً ب"الكسل" لأنه لا يقوم بالأدوار الدفاعية مع المنتخب بخلاف الحال مع ناديه ليستر سيتي بطل انجلترا في 2016، ثم مانشستر سيتي، أصبح هو القائد الفعلي ل"المحاربين"، فهو يحمل شارة العمادة، وهو من يدفع زملائه لبذل المزيد من خلال عمله الدؤوب هجومياً ودفاعياً. تغير أداء محرز مع المنتخب، يعود بلا شك للمدير التقني جمال بلماضي، الذي حمله مسؤولية كبيرة من خلال منحه شارة العمادة، وأيضاً حتى استشارته في الأمور التقنية. محرز الذي وصفته صحيفة ليكيب الفرنسية ب"اللاعب الناري"، والذي جعل منه ناديه مانشستر سيتي نجما فوق العادة، يتطلع إلى المزيد من التوهج والتألق وربما يكون هو أفضل لاعب أفريقي لعام 2019، وأفضل هداف لكأس إفريقيا، لكن قبل ذلك عليه أن يصنع الفارق مرة أخرى.. في المباراة النهائية أمام السنغال الجمعة المقبل.