على الرغم من بلوغ المنتخب السنغالي للمباريات النهائية في عدد من الدورات السابقة لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، ظل اللقب القاري عصيا على أسود الطيرانغا منذ أول مشاركة لهم سنة 1965. فإذا كانت السنغال تتوفر على لاعبين موهوبين ممارسين في البطولات الأوروبية، وتعتبر واحدة من المدارس الإفريقية الكبيرة في كرة القدم، في جميع الفئات العمرية، إلا أنها تعد من ضمن المنتخبات الكبرى القليلة التي لم تفز بعد بلقب المسابقة القارية. وبعد 13 مشاركة خلت كلها من التتويج، يسعى رفاق مهاجم ليفربول السنغالي، ساديو ماني، الذي فاز رفقة فريق الحمر بعصبة أبطال أوروبا، إلى فك العقدة الإفريقية ونيل لقب دورة (كان 2019) التي تحتضنها مصر ما بين 21 يونيو الجاري إلى 19 يوليوز المقبل. ومع أن هذا الطموح لا يبدو سهل التحقق في واقع الأمر، ذلك أن هناك منتخبات أخرى مرشحة للفوز باللقب، بما في ذلك منتخب مصر، البلد المضيف الذي توج باللقب سبع مرات، فإن السنغال، المسلحة بتصنيفها العالمي (الرتبة 23)، والإفريقي (الأولى على صعيد القارة)، ستبذل جهدها في مصر لتحقيق نتيجة أفضل من تلك التي حققتها سنة 2002 حين حلت ثانية بعد منتخب الكاميرون، مع الجيل الذهبي للحاجي ضيوف وحبيب بيي، وخليلو فاديغا. ولبلوغ ذلك، الوصفة سهلة حسب الرئيس السنغالي ماكي سال. الأسود مطالبون بوضع خصلة الطيرانغا (الضيافة بلغة الولوف) جانبا، والتكشير عن أنيابهم لنيل اللقب. وقال ماكي سال خلال حفل تسليم العلم الوطني للفريق السنغالي الأسبوع المنصرم قبل سفر هذا الأخير لخوض التحضيرات ل(كان)، إنه "يجب التحلي بالروح القتالية مثل أسد حقيقي في الميدان. لا تكونوا أسود ضيافة وترحاب، وأحضروا لنا الكأس. بعدها سنعيد لكم ضيافتكم". وحسب الرئيس السنغالي، ماكي سال، فإنه " ليس هناك شيء مكتسب سلفا. السمعة لا تصنع النتيجة. لكل منافسة ولكل مباراة حقيقته: إنها ارض الميدان. في مصر، لن تكون هناك فرق صغيرة. أوصيكم بأن تبقوا في أذهانكم أن جميع الفرق التي ستواجهونها تستحق التأهل". من جهته، قال حبيب بيي، اللاعب الدولي السنغالي السابق، في حديثه عن حظوظ اسود الطيرانغا في كان 2019، إن المجموعة الثالثة التي أوقعت القرعة فيها الفريق السنغالي "متجانسة وفي المتناول"، مشيرا في المقابل أن منتخب يبدو الأوفر حظا في هذه المجموعة. وأضاف بيي أن "السنغال مرشحة لنيل اللقب نعم! لكن مثلها مثل فرق أخرى عديدة. المغرب أيضا خاض تجربة جيدة في مونديال روسيا. هناك لاعبون مثل زياش برزوا بقوة في اوروبا خلال الموسم الحالي. اعتقد انها ستكون بطولة صعبة"، مؤكدا أنه "يمكن أن نعتبر أن السنغال مرشحة بقوة مثلها مثل المغرب والكاميرون ومصر وكوت ديفوار". من جهة أخرى، أعلن الناخب الوطني، عليو سيسي، أول أمس الأربعاء، عن اللائحة النهائية للاعبي المنتخب السنغالي في (كان 2019). وخلت هذه اللائحة من لاعبي وسط الميدان، سيدي سار (إف سي لوريون، فرنسا)، وسانتي نغوم (نانسي، فرنسا)، واللذين ورد اسماهما في اللائحة الأولية التي ضمن 25 لاعبا وتم الإعلان عنها 31 ماي المنصرم. ومن أجل التحضير لكأس إفريقيا للأمم، وقع الاختيار على مدينة أليكانتي الإسبانية لوضع اللمسات الأخيرة قبل التوجه نحو مصر. وفاز منتخب السنغال الثلاثاء المنصرم على فريق ريال مورسيا الإسباني بنتيجة 7-0. وسيقابل أسود التيرانغا منتخب نيجيريا في مباراة ودية يوم الأحد المقبل في مدينة الإسماعيلية بمصر. هكذا إذا، يشكل رصيد السنغال الخالي من لقب كأس إفريقيا للأمم، حسب العديد من المراقبين، خللا يتعين على مسؤولي كرة القدم السنغالية تجاوزه، عبر الاستفادة من الهزائم ودروس الدورات السابقة لكأس إفريقيا للأمم.