تنتظر نهضة بركان مباراة استثنائية عندما يلاقي الزمالك المصري في ذهاب نهائي كأس الكونفدرالية، وتشير كل التوقعات أن المواجهة لن تكون سهلة ولا مفروشة بالورود، اعتبارا لقيمة الفريق المصري وخبراه في هذه المنافسات، لكن الفريق البرتقالي عودنا دائما على التسلح بالتحدي والإرادة لمواجهة كل الصعوبات، خاصة بعد الوصول لخط النهاية. تحصيل حاصل نجح نهضة بركان في إيجاد مكان له ضمن أقوياء القارة الإفريقية، بوصوله إلى النهائي، لكن من يتأمل في مسار الفريق البرتقالي، سيتأكد أنه يستحق هذا الإنجاز، عطفا على المجهودات التي قام بها والصعوبات التي استطاع أن يعبرها. تألق نهضة بركان في دور المجموعات، رغم أنه تواجد في مجموعة صعبة بوجود ثلاثة أندية مغربية، إلى جانب الرجاء وحسنية أكادير، ومع ذلك استطاع أن يتصدر المجموعة عن جدارة واستحقاق، كما تألق في دور الربع بإقصائه غورماهيا الكيني، وفاز عليه ذهابا بهدفين دون رد، وإيابا 5/1، فيما جسد قوته أمام فريق من حجم الصفاقسي التونسي، إذ رغم خسارته ذهابا بهدفين دون رد، إلا أنه عاد وأسقط التونسيين بثلاثية نظيفة. مناعة إفريقية لم يكن وصول نهضة بركان للنهائي ضربا من ضروب الصدفة، بل هو نتاج لشخصية الفريق التي كانت تتقوى موسما بعد الآخر، حيث يجني اليوم ثمار هذه المجهودات، وكذا تجارب السنوات الأخيرة، واستطاع أن يتألق بشكل ملفت، سواء في البطولة أو على الصعيد القاري. وكانت أولى تمردات البركانيين على اللعب في الظل وصعوده على البوديوم ، عندما بلغ نهائي كأس العرش مع المدرب عبدالرحيم طاليب وخسره مع الفتح، لكن إصراره دفعه ليصله لثاني مرة، وفاز به على حساب وداد فاس هذا الموسم، وأعطى هذا اللقب دفعة كبيرة البركانيين، وأعطاهم الجرأة ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضا على المستوى القاري، وبدأت تتكون شخصيته كبطل، بدليل تألقه هذا الموسم على الواجهة الإفريقية. ضيف ثقيل لا مجال للمقارنة بين الزملك ونهضة بركان، فإذا كان الفريق البركاني يشارك بالكاد للمرة الثالثة في منافسة الإفريقية، فإن للفريق المصري تاريخ طويل في القارة الإفريقية، وسبق أن فاز بعدة ألقاب. وصول الفريق المصري للنهائي لم يكن مفاجئا وهو الذي تعود على ذلك، حيث يملك ثقافة الفوز بالألقاب ويعرف كيف يعانقها، ما سيشكل دفعة قوية للفريق الأبيض، والذي يعرف بدوره الكرة المغربية، بحكم أنه واجه الأندية المغربية سابقا في العديد من المناسبات، بل أنه يستعد لمواجهة الفريق المغربي الثالث في هذه النسخة، بعد اتحاد طنجة وحسنية أكادير. نهضة بركان لم يعد مجهولا بدأ نهضة بركان المنافسة الإفريقية كفريق لا يعرفه الكثير، رغم أنه وصل في الموسم الماضي إلى ربع النهائي، ومع ذلك اعتبره الكثير من المتتبعين مجرد انفلات ومفاجأة لا غير، غير أن تألقه هذا الموسم ووصوله للنهائي لأول مرة في تاريخه، جعله صورة تكبر في القارة الإفريقية، وبحظى بالاحترام، خاصة بعد أن أسقط الصفتاقسي التونسي في نصف النهائي. نهضة بركان لن يكون ذلك الخصم المجهول للزمالك الذي مؤكد أنه يعرف قوته وصولاته الإفريقية هذا الموسم، بنتائجه المميزة، بل مؤكد أن يتخذ منه كل أنواع الاحتياط والحذر. شراسة خارج الديار أهم ما يميز الزمالك أنه لم يذق طعم الخسارة خارج ملعبه طيلة هذه النسخة، إلا في مباراة واحدة كانت أمام غورماهيا الكيني 4/1، إذ تعادل أو انتصر في المباريات الأخرى، ما يؤكد أن ممثل الكرة المصرية يعرف كيف يناقش مبارياته خارج الديار،بل له أسلوب صارم في التعامل مع خصومه خارج ملعبه. والأكيد أن المدرب غروس سيلعب مجددا على هذا الجانب بمحاولة استغلال هذا المعطى، وإحراج نهضة بركان بملعبه، مثلما فعل مع الأندية الأخرى، رغم صعوبة المهمة. قوة المستضيف إن كان الزمالك يعرف كيف يناقش مبارياته خارج ملعبه، فإن نهضة بركان يبقى من الأندية التي تعرف كيف تسجل النتائج الإيجابية داخل قواعدها، وهو المعطى الذي يسعى الفريق البركاني تأكيده في المباراة، حيث نجح في كل الاختبارات التي أجراها أمام جمهور، كان آخرها الفوز التاريخي على الصفاقسي التونسي بثلاثية نظيفة، والتي سمحت له بالصعود إلى النهائي. والأكيد أن الفريق المصري قد وقف على إحصائيات نهضة بركان على ملعبه، ويعرف جيدا قوته وحماسه داخل قواعده. اختبار غير مريح يدرك نهضة بركان أن أمامه مباراة لا تخلو من صعوبة، وسيكون مطالبا بتحقيق نتيجة مريحة قبل مواجهة الإياب، وسيكون المدرب منير الجعواني مطالبا بإعداد العدة للمباراة من جميع المستويات، سواء التقنية أو التكتيكية والذهنية. ولأن الزمالك عودنا على اتخاذ الحذر والاحتياط في المباريات التي يخوضها خارج مصر، فإنه ينتظر أن ينهج نفس الأسلوب، بغية العودة بنتيجة متعادلة، بل سيبحث عن اصطياد هدف ثمين من خلال مهاجميه البارزين كاللاعبين محمود علاء وكهربا. ويعول نهضة بركان كالعادة على مهاجميه الذين غالبا ما يصنعون الفرق في المباريات كلابا كودجو والعشير، دون استثناء اللاعبين الحاسمين كالنمساوي والهيلالي. وينتظر أن تكون المواجهة تكتيكية بامتياز بين المدربين الجعواني وغروس، كما ستحكم المباراة جزئيات بسيطة، خاصة أن كل طرف يعرف الآخر، لذلك سيكون الفريق البركاني مطالبا أن يكون أكثر تركيزا سواء من خلال الفرص التي قد تتاح له، أو على مستوى الدفاع. البرنامج ذهاب نهائي كأس الكونفدرالية الأحد 19 ماي 2019 ببركان: الملعب البلدي: س22: نهضة بركان الزمالك المصري