ما فتئت أوراق الفرق الكبيرة تتساقط برياح خريف "الڤار" ورقة ورقة، فبعد السقوط المدوي لريال مدريد بطلة أوروبا على يد اجاكس الهولندي، تهاوت ورقة الفريق الباريسي بنجومه ومجده وغنى مسيريه، لتليهما ورقة الفريق الايطالي العريق روما على يد بورتو البرتغالي. فإذا كانت حالة مباراة الريال وأجاكس، لم يحسم فيها "الڤار" بشكل قطعي، لصعوبة الموقف، ولعدم تواجد كاميرا خاصة بخطوط التماس والمرمى للتأكد من خروج الكرة بأكملها عن خط التماس، أم أن الحالة لا تدخل ضمن الحالات المنصوص عليها في البروتوكول الرئيسي لتدخل الڤار وهي من باب التذكير: * حالة هدف مسجل – من عدمه. * ركلة جزاء – من عدمها. * بطاقة حمراء مباشرة . * تحديد هوية المخالف (عندما لا ينذر أويطرد الحكم اللاعب المذنب الحقيقي)، وبالتالي ترك فيها القرار بين الحكم ومساعده. فإن حالة ركلة الجزاء لمانشستر يونايتد، لم ترصدها عين الحكم، بل تمكن الڤار من الحسم فيها (وضعية اليد أو الذراع غير طبيعية) وبما أن المخالفة وقعت داخل منطقة الجزاء، فالقرار كان صحيحا ومبررا بسلطة القانون. كما أن ركلة الجزاء المعلن عنها في د 117 لصالح بورتو، كان الحسم فيها للڤار . فهل اقتحام التكنولوجيا مجال كرة القدم، أضحى نقمة على المستفيدين من الهفوات التقديرية للحكام ونعمة على المتضررين منها؟ هل دخول تقنية الڤار جعلته يعزز نزاهة اللعبة وينصفها على أرضية اللعب، ويفعل مبدأ العدالة؟ إنه بمثابة رصاصة الرحمة التي تطلق في أوقات حاسمة فتوقف نبضات اللعب، وتوقف صيحات المتفرجين وفرحة اللاعبين الرسميين والمستبدلين والمدربين، والكل ينتظر إشارة الحكم إلى الجهاز / محكمة النقض الكروية، ينتظر الدعوة إلى مراجعة الحالة قبل النطق بالحكم النهائي/ بالإشارة الفاصلة . .. إنه وقت آخر من أوقات التفاعل مع اللقطات الفنية الجميلة، والاستمتاع بقذفات ومراوغات الموهوبين، وقت الانتظار والترقب، وقت تفرح له نفوس بالتأهل، أو تقرح له نفوس أخرى بالإقصاء، وقت جديد فرضته علينا "العولمة" بتكنولوجيتها الخطيرة، فماذا يا ترى تخبئه لما في مستقبل الأيام؟؟؟