تتجه انظار عشاق الكرة المستديرة بتونس والمغرب اليوم الجمعة للملعب الأولمبي بسوسة، حيث سيكون الموعد مع الديربي المغاربي بين النجم الساحلي والرجاء البيضاوي برسم إياب ربع نهائي كأس زايد للأندية العربية الأبطال، الفريق التونسي يتوفر على عدة امتيازات فبالإضافة للملعب والجمهور، فإن أبناء سوسة حققوا الأهم في مباراة الذهاب حين عادوا من مركب مولاي عبد الله بفوز ثمين بهدفين نظيفين، هذه الهزيمة المفاجئة للنسور كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث فرضت على إدارة الفريق الإنفصال عن المدرب غاريدو والتعاقد مع الفرنسي كارتيرون، هذا التغيير قد تكون له انعكاساته الإيجابية على الفريق الأخضر، والنسور مطالبون بعدم رفع راية الإستسلام، والإيمان بقدراتهم لأن لا شيء مستحيل في كرة القدم. عودة الروح للمجموعة مباشرة بعد الهزيمة في مباراة الذهاب أمام النجم الساحلي بهدفين نظيفين من أخطاء دفاعية قاتلة، كان القرار بالإنفصال عن المدرب غاريدو، وذلك نتيجة عدم اقتناع إدارة الفريق بمجموعة من القرارات التي اتخذها في وقت غير مناسب، والتي من شأنها زعزعة استقرار الفريق ونتائجه، بعد هذا التغيير استعاد الفريق الأخضر توازنه، وقدم مباراة كبيرة أمام الدفاع الحسني الجديدي تحت قيادة يوسف السفري ومساعده بوشعيب لمباركي، وعاد منها الفريق بفوز قوي وتفوق أداء و نتيجة، مع تسجيل أربعة أهداف خارج القواعد، بعدها انتقل النسور لمدينة أكادير، حيث واجهوا الحسنية برسم منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية، وقدموا مباراة كبيرة توجوها بتعادل ثمين، النتيجتين أعادا الروح للمجموعة، وكذا الإطمئنان للجماهير الرجاوية التي باتت تثق أكثر في قدرة فريقها على مقارعة النجم الساحلي بقلاعه. مدرب جديد بالتعاقد مع المدرب الفرنسي كارتيرون تكون إدارة الفريق الأخضر قد أرسلت إشارات واضحة، مفادها عدم الرضا على الهزيمة بالميدان أمام النجم الساحلي، هذه النتيجة التي تقلص من حظوظ الفريق للمنافسة على لقب كأس زايد، وبالتالي ضياع مبلغ مالي مهم كانت إدارة الفريق تراهن عليه بالذهاب لأبعد نقطة ممكنة، ولم لا التتويج باللقب، لكن في كرة القدم لا شيء مستحيل، فالفريق الأخضر خسر المعركة الأولى بالميدان لكنه لم يخسر الحرب بعد، وكما نجح الفريق التونسي في العودة بنتيجة الفوز من الرباط، فبإمكان النسور العودة في النتيجة بسوسة، ولهذا الغرض تمت الإستعانة بالإطار الفرنسي بحثا عن الدكليك، والمساهمة في الرفع من معنويات المجموعة، وتغيير الروح الإنهزامية بروح الإنتصار. حسابات مختلفة تابعنا جميعا كيف نجح المدرب روجي لومير بفضل معرفته الجيدة بخبايا الكرة الإفريقية والتونسية، ودراسته لطريقة لعب فريق الرجاء في تغيير الكثير من الأشياء داخل فريق النجم الساحلي، وكيف تمكن أبناء سوسة من استعادة صلابتهم الدفاعية التي غابت عنهم في كل المباريات السابقة، فالفريق التونسي لعب بمركب مولاي عبد الله ككتلة واحدة، ومارس الضغط القوي على لاعبي الرجاء وتفوق في النزالات الثنائية، كما توفق في إغلاق المساحات أمام المهاجمين والحد من خطورتهم، والأهم من ذلك الإنضباط التكتيكي الذي ميز أداء لاعبي الفريق التونسي، ما قلص من هامش الأخطاء لديهم، عكس لاعبي الفريق الأخضر الذين لم يلتزموا كثيرا تكتيكيا، وكانت هناك فراغات في الدفاع استغلها أبناء سوسة بشكل جيد، ومن دون شك فإن الخصم التونسي لن يغامر بالهجوم في مباراة الإياب بالرغم من خوضه المباراة بميدانه وسيترك المبادرة للرجاء لأنه المطالب بتحقيق الفوز والعودة في النتيجة، ما يجعل الحسابات مختلفة بين الفريقين. الإستفادة من التجربة الإفريقية الفريق التونسي ليس ذلك الفريق المخيف، وكان بإمكان الفريق الأخضر أن يفوز عليه في الذهاب بقليل من الحظ والفعالية بعد أن ضاعت عليه مجموعة من الفرص الثمينة، وأيضا ببعض التركيز والإنضباط وتفادي الأخطاء التي استغلها الفريق التونسي بشكل جيد، وهنا بيت القصيد، فأبناء سوسة توفقوا في مباراة الذهاب ليس لقوتهم، وإنما لتعاملهم بذكاء مع المباراة، واستغلالهم الجيد للحالة السيئة التي كان عليها النسور، وفي مثل هذه المباريات يظهر معدن اللاعبين، وسنتأكد من مدى استفادة العناصر الرجاوية من مشاركتهم في المنافسة الإفريقية للموسم الثاني على التوالي، والجميع ينتظر التشكيلة التي سيعتمدها الإطار الفرنسي، وكذا الخطة التي سينهجها في ثاني تجربة يقود فيها الرجاء مع العلم أنه أكد مباشرة بعد تعاقده معرفته الجيدة بكل اللاعبين وبمؤهلاتهم التقنية. الغرينطا ضرورية في كثير من المناسبات استطاعت الكرة المغربية تحقيق نتائج باهرة من خارج القواعد، وآخرها المنتخب الوطني الذي عاد ببطاقة التأهل للمونديال من قلب أبيدجان، كما نجح الرجاء في تحقيق العديد من الإنتصارات خارج قواعده، والكل يتذكر كيف تدارك النسور هزيمتهم أمام الزمالك المصري بالكأس العربية، وعادوا بفوز قوي بثلاثية من قلب مصر، وهذا ليس بعزيز على الجيل الحالي المتوج أخيرا بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقة، لكن تحقيق مثل هذه الإنجازات يحتاج دائما لرجال داخل رقعة الميدان، ولكوموندو مقاتل يتفوق في النزالات الثنائية، ويحتاج للاعبين متعاونين يغطي الواحد على الآخر، فلا مجال لارتكاب الأخطاء، كما لا يجب ترك الفرصة للخصم ليمتلك مفاتيح اللعب، ويتحكم في المباراة، الفريق الأخضر لم يعد لديه ما يخسره بعد الهزيمة في الذهاب، واللاعبون مطالبون حاليا برد فعل قوي، والدفاع عن حظوظهم، والإيمان بقدراتهم، فلا شيء مستحيل في كرة القدم، وحتى وإن كتب لهم الإقصاء من المنافسة على الأقل أن يقدموا مباراة كبيرة، ويخرجوا كل ما في جعبتهم حتى يخرجوا برأس مرفوعة. البرنامج الجمعة 8 فبراير 2019 إياب ربع نهائي كأس زايد للأندية الأبطال سوسة: الملعب الاولمبي: س 15: النجم الساحلي الرجاء البيضاوي